سيول المدينة الافتراضية على الميتاڤيرس

انتشرت مؤخرًا العديد من الأخبار حول شراء العديد من المستثمرين وصغار الشباب عن شراء عقارات افتراضيه علي الميتاڤيرس قدرت خلال الأسبوع الماضي بمائه مليون دولار، ضمن رؤية مدينة سيول 2030، أعلنت حكومة العاصمة الكورية عن خطتها الخمسية الطموحة في جعل مدينة سيول مدينة الميتاڤيرس الأولى عالميا الخطة هدفها الرئيسي الأول تقديم الخدمات الحكومية بشكل جديد يحاكي المستقبل، ويقدم الخدمات الحكومية عبر منصة الميتاڤيرس.

الميتاڤيرس هو مساحة افتراضية مشتركة. كل شخص سيكون ممثلا بأفاتار Avatar أو شخصية افتراضية. وكل الأفاتارات والشخصيات الافتراضية ستعيش وتلعب وتعمل وتتعامل مع غيرها من الأفاتارات افتراضيا الإنسان الحقيقي لا بد له من استخدام أجهزة الواقع الافتراضي Virtual Reality أو الواقع المعزز Augmented Reality. 

المشروع  المعلن عنه اسمه Metaverse Seoul، ويهدف إلى تطوير خدمات حكومية لا تلامسية عبر منصة الميتافيرس بدءا من نهاية العام المقبل قبل عدة أسابيع، خرج أفاتار عمدة سيؤول وكشف خططه للمدينة، ومن ضمن ما صرح به حينها: "الثورة الصناعية الرابعة، وتغير ثقافة الناس مع جائحة كورونا، تتطلب تغيير طريقة إيصال الخدمة العامة للجمهور، وهذا سيكون من خلال منصة ميتاڤيرس سيول".

المشروع جزء من خطة العمدة للعشر سنوات القادمة لجعل سيول مركزا عالميا للتكنولوجيا الناشئة المتطورة، ومن المتوقع أن يكلف المشروع مبدئيا حوالي ٣٤ مليون دولار.

سيول تخطط أن تكون حفلة رأس السنة افتراضيا في عالم الميتاڤيرس وفي عام ٢٠٢٣ ستطلق المدينة مركزا أسمته Metaverse 120 Center، وهو مركز لتقديم الخدمات الحكومية افتراضيا؛ حيث سيتلقى الطلبات أفاتارات المسؤولين الرسميين. بالإضافة إلى غيرها من الخدمات مثل مراجعة مكتب العمدة افتراضيا، ومختبر للشركات المالية الناشئة Fintech Lab، ومنصة لاستقطاب الاستثمارات كلها ستكون في الأعوام القادمة مطروحة في عالم الميتاڤيرس أفاتارات المواطنين والمهتمين تتعامل مع أفاتارات الموظفين الحكوميين.

ومن ضمن المشروع أيضا خطوة تقديم زيارة الأماكن السياحية افتراضيا أفاتارات السياح ستزور مجسمات المرافق السياحية والآثار الافتراضية، بحيث تقدم السياحة للمدينة وفق منظور جديد كليا.

من المخطط أن يكتمل عالم سيول في الميتاڤيرس مع نهاية عام ٢٠٢٦، وسيكون إطلاقه على مراحل بدءا من العام المقبل سيتوفر للمواطنين من خلال الهواتف الذكية، على أن يصار تقديمها كليا في الميتاڤيرس من خلال أدوات الواقع الافتراضي والمعزز مثل النظارات المخصصة لهذه الغاية.

هناك تحفظات عالميه ماثلة مثل مدى توفر هذه الخدمة للمواطنين كبار السن ذوي المهارة الأقل في التعامل مع التكنولوجيا، أو للمواطنين محدودي الدخل بسبب ارتفاع سعر أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز ومع كل ذلك، هي بلا شك خطة طموحة لتقديم خدمات حكومية مواكبة للتطورات التكنولوجية الحاصلة. الحديث هنا ليس عن تحول رقمي معتاد لخدمات عامة عبر هواتف ذكية، بل عبر توفير الخدمات العامة ذاتها لأفاتارات المواطنين والمراجعين واستقبالهم من خلال أفاتارات الموظفين، والإنسان الحقيقي سواء كان مواطنا أم موظفا متواجد في بيته أو مكتبة تجربة جديدة وثورية يتحدثون عنها، ومدى واقعيتها ستبينها السنوات المقبلة.