تعميم ثقافة التسامح وإرساء دعائم المحبة.. رؤية إماراتية للمنطقة العربية
لا شك بأن الأمور بمآلاتها تُعرف، وبنتائجها تقاس، فكم من خطب عصماء وشعارات ثورية وحماسة لحظية أودت بحياة المئات من الشبان إلى المهالك.
وحين تُجنّب النصال وتضع الحرب أوزارها وتنتهي تلك الأزمات يقضي أهالي ضحاياها سنوات بين أروقة المكاتب - إن وجدت - بحثا عن تعويضات وأماكن قبور أبنائهم للترحم والصلاة عليهم والأمثلة في ذلك كثيرة لا تعدّ ولا تحصى.
وأثبتت دورات العنف والصراعات المستدامة في منطقة الشرق الأوسط أن السلام وحده هو من يحفظ للشعوب حقوقها وكرامتها وحياتها، وأن البحث عن الخلاص ومفاتيح بوابات المدن الفاضلة بين ركام الشعارات الطنانة ونصال سيوف من يدعون تمثيل الله في الأرض وهم سحق تحت عجلاته أحلام البسطاء وحياة آلاف شبان تُرست عقولهم بعقائد باطلة وأماني زائفة.
لذلك كان لا بد لهذه المحرقة أن تتوقف وأن تعي الشعوب العربية والإسلامية أن شيطنة الآخر واستعداءه بذات الشعارات والخطب لم يجلب للمنطقة سوى الدمار والخراب وتوابيت الموت وساحات أكبر للمقابر.
هذا المشروع النهضوي الداعي إلى الحياة والسلام في المنطقة تتصدره اليوم الإمارات العربية المتحدة وبدأته من أرض الكنانة في مصر العربية، حين أفشلت وتصدت بمساندة القيادة المصرية إلى مشاريع القتل والفوضى والتفتيت في المنطقة التي لا زالت آثارها المدمرة ماثلة أمامنا حتى اليوم في كل من اليمن والعراق وسوريا وليبيا.
وفي اليمن وقفت الإمارات العربية المتحدة ذات الموقف المساند للشعب اليمني وقدمت عبر الهلال الأحمر الإماراتي عشرات المشاريع التنموية والإنسانية والإغاثية وملايين الدولارات لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم؛ بينها عشرات المدارس والمقار الأمنية والمرافق الحكومية والتربوية التي لا زال العلم الإماراتي يرفرف على اسقفها وسواري ساحاتها حتى اليوم.
ولا شك بأن الخطوات الإماراتية باتجاه المصالحة وتعميم ثقافة التسامح والسلام في المنطقة وإرساء دعائم المحبة مع كافة الشعوب والثقافات حول العالم ستكون لها نتائج اقتصادية واجتماعية وتنموية قد تتأخر ثمارها التي من بينها تغيير الصورة النمطية المشوّهة عن الإسلام ذاته كدين لدى شعوب العالم والمتمثلة بجز الرقاب وعمليات التفجير والقتل والذبح.
وإزاء ما تتعرض له اليوم توجهات السلام الإماراتية من حملات تشويه وشيطنة من قبل وسائل إعلام وشخصيات هي ذاتها من دأبت ولا زالت تحتفي بعمليات القتل واستئصال الآخر باعتبارها أدوات مقاومة وانتصار للأمة غير أننا على ثقة بأن الشعوب العربية تستحق كغيرها العيش في سلام ووئام ومصالحة ناقلة إلى مصاف التنمية والبناء والعيش المشترك مع العالم كل العالم ومع الإنسان كل الإنسان.