رئيس الكنيسة الأسقفية: مشروعات الدولة ذات رؤية استراتيجية.. وقانون الأحوال الشخصية لا يناسب جميع الطوائف | ندوة

مبادرة حياة كريمة ومشاريع الدولة الاقتصادية بها تخطيط ورؤية استراتيجية

الكنيسة الأسقفية تهتم بالحوار مع الكنائس المختلفة والأزهر الشريف

السودان ومصر يعدان دولة واحدة ونهر النيل يخدم الجميع ويربط بين البلدين

الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية لها شخصية اعتبارية في المجتمع 

نثق في نزاهة القضاء المصري في حل المشكلة

حفل افتتاح طريق الكباش حدث جذب العالم لمكانة مصر التاريخية

كل طائفة لها خصوصية في الانفصال والزواج الثاني 

ونثق في حل قانون الأحوال الشخصية كثيرًا من المشكلات

الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية واحدة من الكنائس الموجودة على الأراضي المصرية، وتمثل جزءا كبيرا من المجتمع المصري، أسهمت مؤخرًا بعديد من الخدمات المجتمعية والمبادرات التي تساعد على حياة أفضل، وأثرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بأنشطتها المختلفة.

قادة من الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية الذين تمثلوا في المطران سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، وأرشيدياكون عماد باسيليوس، رئيس مجلس القساوسة، والقس ياسر كوكو، راعي الخدمة السودانية بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، استضافهم القاهرة 24 في ندوة مطولة؛ للحديث عن الكنيسة الأسقفية في مصر، وعن أهم القضايا التي أثارت الجدل مؤخرا من بينها القضية بين الكنيسة الأسقفية والطائفة الإنجيلية في مصر، وعن المبادرات الرئاسية والمشاريع الاقتصادية المصرية، ومساعدات الأسقفية المختلفة لخدمة المجتمع المصري بجميع المحافظات، وعن قانون الأحوال الشخصية والمبادرات الرئاسية والمشاريع الاقتصادية.

في البداية.. ما هي الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية وما أهم الطقوس بداخلها؟

المطران سامي فوزي قال: “الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بدأت في مصر منذ عام 1839 وكانت أول كنيسة بُنيت لها في ميدان المنشية بالإسكندرية، وتوجد الكنيسة الأسقفية داخل مصر منذ أكثر من 150 عاما، ولها كنائس مختلفة في معظم المحافظات، مثل الإسماعيلية والمنوفية والمحافظات الأخرى”. 

وأضاف: تهتم الكنيسة الأسقفية بالعمل الاجتماعي والثقافي والطبي، كما تهتم بالحوار مع مثل الحوار المسكوني مع الطوائف الأخرى والحوار مع الأزهر الشريف، وللكنيسة الأسقفية عدة أوجه في الأنشطة الخاصة بها، فلها نشاط حواري مع الأزهر الشريف وحوار مع مجلس الكنائس والطوائف الأخرى.

ما أهم الخدمات التي توجد داخل الكنيسة الأسقفية؟

عمل الكنيسة الأول هو العمل الروحي ثم تأتي بعده الخدمات المختلفة ومن الخدمات المتميزة في الكنيسة الأسقفية هي خدمة اللاجئين، حيث تساعد الكنيسة ما يقرب من 40 ألف لاجئ من الدول المختلفة.

وبدأت خدمة اللاجئين في بداية الثمانينيات خصوصًا اللاجئين السودانيين؛ فهاجر معظمهم إلى مصر مع الأحداث التي حدثت في السودان، ولدينا خدمة ضخمة لهم، وتقدم الكنيسة الأسقفية الخدمات عن طريق المساعدات الطبية والمجتمعية والعديد من الخدمات الأخرى مثل التدريب المهني ومساعدتهم في الحصول على وظيفة تعولهم.

ماذا تمثل الكنيسة السودانية في مصر وما أهم أنشطتها القائمة حاليا وكيف يتم دمجها في المجتمع المصري؟

قال القس ياسر كوكو، راعي الخدمة السودانية، إن الكنيسة السودانية في مصر بدأت بالتزامن مع الأحداث الصعبة التي وقعت في السودان، وانضم إليها عدد كبير جدا من السودانيين المهاجرين إلى مصر وأيضا الكثير من الطلاب، وأصبحت الكنيسة السودانية في مصر تحت مظلة الكنيسة الأسقفية وهي منتشرة في معظم المحافظات المصرية.

وأضاف: السودان ومصر يعدان دولة واحدة ونهر النيل يخدم الجميع ويربط بين البلدين، فيشعر الشعب السوداني واللاجئون في مصر بأنهم في دولتهم وليس في بلد غريب.

أما عن أهم الأنشطة داخل الكنيسة السودانية، قال القس ياسر إن أول الأنشطة في الكنيسة السودانية، أنها تساعد اللاجئين السودانيين على المستوى النفسي والصحي وثاني أهم الأنشطة هي مساعدة الطلبة اللاجئين ومساعدتهم في بناء أمل ومستقبل جديد بعد الأحداث الصعبة التي وقعت في السودان، كما تهتم الكنيسة السودانية بإعداد القادة، وأسهمت مصر في ذلك.

هل تختلف رتبة الأرشيدياكون في الأسقفية عن الطوائف الأخرى؟ وما عمله داخل الكنيسة؟

أوضح الأرشيدياكون عماد باسيليوس، رئيس مجلس القساوسة، إنه يوجد في الكنيسة الأسقفية 3 رتبات ورسامات، وهي الشماس والقسيس والمطران، والأرشيدياكون هو الشخص المسؤول عن رعاية الشمامسة والخدام، إذ إن مصطلح شماس يعني الخادم.

وتابع باسيليوس: الأرشيدياكون هو الشخص المسؤول عن متابعة الأشخاص أصحاب الرتبة الخدمية في الكنيسة الأسقفية، ورتبة الأرشدياكون في الكنيسة الأسقفية تختلف عنها في الأرثوذكسية، ففي الثانية يمثل الأرشدياكون أعلى رتبة في الرتب الشموسية، وهذا يختلف تماما عن الرتب الكهنوتية، ولكن الأرشدياكون في الأسقفية يعد قسيسا وله دور إداري وخدمي بشكل أكبر.

البعض يجهل القضية القائمة بين الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية والإنجيلية.. ما تفاصيلها وما آخر مستجداتها، وهل يوجد تذبذب في العلاقة بين الطائفتين؟

تحدث المطران سامى فوزي عن القضية القائمة بين الكنيسة الأسقفية والطائفة الإنجيلية، موضحًا أن الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، لها شخصية اعتبارية في المجتمع، وهي موجودة في مصر منذ 150 عامًا، ونحن من العائلة البروتاستنتية في مصر، ولكن لنا العقائد الخاصة بنا وأيضًا النظم الإدارية المختلفة عن الكنيسة الإنجيلية، لذلك من الصعب أن نكون كنيسة محلية داخل المجتمع المصري، ونثق في نزاهة القضاء المصري، وقدرته على حل هذه المشكلة، مشيرًا إلى أن الكنيسة الأسقفية والإنجيلية تربطها علاقات صداقة كبيرة.

كيف ترى الكنيسة الأسقفية حياة كريمة وكيف تساعد الأسقفية في المبادرة؟

قال المطران سامى فوزي: إن جميع مشروعات الدولة مشروعات بها تخطيط ورؤية استراتيجية للمستقبل، ومبادرة حياة كريمة مبادرة رائعة جدا، حيث كان يهاجر كثيرون من القرى الريفية  للعاصمة؛ بسبب تركيز الرعاية الصحية والتعليمية في القاهرة، ولكن عندما اهتمت الدولة بالقرى والتنمية بها أصبح الأمر مختلفا، موضحًا: نحن في الكنيسة الأسقفية نشترك في مبادرة حياة كريمة بعديد من الخدمات الاجتماعية التي تساعد في التنمية والمحاولة لعيش حياة أفضل.

ما هي خدمة إيبسكو كير وماذا تقدم لتنمية المجتمع المصري؟

أوضح سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، أن مبادرة إيبسكو كير هي مؤسسة الرعاية الأسقفية، وهي من المؤسسات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي وتقدم خدمة اجتماعية مختلفة، وهدفها هي تنمية المجتمع، فتقدم الخدمات عن طريق العيادات الموجودة في الكثير من الأماكن، وأيضًا البرامج المختلفة لمساعدة الأسر.

تحتفل الكنيسة الأسقفية بعيد الميلاد المجيد في الـ25 من ديسمبر بينما تحتفل الأرثوذكسية في الـ7 من شهر يناير؛ ما الفرق بينهما؟

قال رئيس الأسقفية إن الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية تحتفل بعيد الميلاد في الـ25 من ديسمبر وذلك لأنها جزء من كيان عالمي، والفرق في الاحتفال بين الكنائس المختلفة هو فرق في التاريخ اليوناني والجريجوري وليس في العقيدة أو الطقوس أو أي شيء آخر.

ما تفاصيل خدمة السجون داخل الكنيسة الأسقفية وكيف تسهم مساعدتها في المجتمع المصري؟

أشار المطران سامي فوزي إلى أن الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية تقدم خدمة مجتمعية وتنموية للسجناء وخصوصًا الأجانب منهم، موضحًا: نساعدهم بعد قضاء مدة سجنهم في السفر والعودة إلى بلادهم، كما نساعدهم في الاحتياجات المادية وأيضًا التنموية داخل السجون، مشيدًا بمصلحة السجون قائلًا: تساعدنا مصلحة السجون بشكل كبير، حيث تسمح للقسيس المسؤول عن خدمة السجون لزيارة المساجين بشكل دوري كل شهر، كما نقدم أيضًا خدمة لأسر المساجين من جميع الجهات والبرامج المساعدة.

ما دور الأسقفية في مساعدة ضعاف السمع وذوي الهمم؟

أكد رئيس الكنيسة الأسقفية أن الكنيسة الأسقفية تهتم بمساعدة ضعفاء السمع وذوي الهمم بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الكنيسة الأسقفية لديها مدرسة خاصة بذوي الهمم في منوف، موضحًا أن القائمين عليها من مُعلمين يهتمون كثيرًا بما يحتاجه الطلاب من ذوي الهمم، مضيفا: تساعد المدرسة جميع الفئات والأديان؛ فنحن نخدم المسلم قبل المسيحي.

أما عن ضعفاء السمع والصم فقال المطران سامي: الكنيسة أسست لهم خدمة كبيرة ومميزة، ولهم المساعدات المختلفة في جميع المحافظات.

كيف ترى التنمية في المجتمع المصري والمشاريع الاقتصادية مؤخرا؟

قال المطران سامي فوزي: أفتخر جدًا بجميع المشاريع التنموية والاقتصادية والمبادرات الرئاسية التي تقوم بها الدولة، مضيفا: يوجد تطور كبيرة في جميع الخدمات بالوزرات المختلفة، وبحسب علاقتنا في جميع الدول المختلفة، أشاد الجميع باحتفال المومياوات وأيضا افتتاح طريق الكباش، مؤكدا: مصر دولة غنية جدا بشعبها وأفكارها الخلاقة، مشيدا بحفل افتتاح طريق الكباش، واصفًا إياه بحدث جذب العالم لمكانة مصر التاريخية.

ما هو مركز الدراسات المسيحية الإسلامية الذي أعلنت عنه الأسقفية؟

قال المطران سامي فوزي: مصر لها مكانة عالمية من الجهة التاريخية، ولها علاقة تاريخية يحتذى بها بين المسحيين والمسلمين، ونحن نرى في الكنيسة الأسقفية أن مصر مثال يحتذى به في التعايش والحب بين الجميع.

وأضاف فوزي: مركز الدراسات المسيحية الإسلامية التابع للكنيسة الأسقفية، هو مركز جذب انتباه العالم لمكانة مصر في الحوار المسيحي الإسلامي بالتعاون مع الأزهر الشريف.

تابع: تتم الدراسة في المركز من خلال ثلاثة مستويات، الأول أكاديمي من خلال تعليم اللغة العربية والحصول على الدرجات العلمية بالتعاون مع الأزهر الشريف، والثاني زيارة الأجانب من خلال المركز للأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس والكنيسة الأسقفية.

كيف شاركت الكنيسة الأسقفية في قانون الأحوال الشخصية الجديد؟

أكد المطران سامي فوزي أن قانون الأحوال الشخصية موحد، موضحا أن كل طائفة لها خصوصيتها في الانفصال والزواج الثاني.

أوضح فوزى قائلا: نحن في الكنيسة الأسقفية لنا دستور ولجنة أحوال شخصية هي التي تحكم العلاقات في الانفصال وإعادة الزواج، مضيفا: المشاكل الزوجية مشاكل حقيقية، وحسب تعاليم الكتاب المقدس لا يوجد طلاق إلا لعلة الزنا، ولدينا لجنة للأحوال الشخصية تدرس سياق المشاكل بين الأسر لاتخاذ القرار النهائي، مشيرا إلى أنه توجد لائحة داخل الكنيسة الأسقفية خاصة بقانون الأحوال الشخصية، وبها قوانين تسمح بالانفصال بين الزوجين ولكن مع عدم كسر قواعد الكتاب المقدس.

كيف تسير علاقة الكنيسة الأسقفية والأزهر الشريف وفضيلة الإمام أحمد الطيب؟

قال المطران سامي فوزي: نقدر جدا فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فهو محب وتربطنا علاقة صداقة قوية، ويوجد حوار قوي بين الأسقفية والأزهر الشريف يعقد كل عام، كما توجد علاقة قوية بين رئيس أساقفة كانتربري وشيخ الأزهر الشريف.

البابا تواضروس كما لم يتحدث من قبل: لا مشكلة في تدخُّل الدولة بالاقتصاد ومصر أكبر من أي إساءة.. وأحب نظرة السيسي الروحية للأمور | حوار

البابا تواضروس: حفل افتتاح طريق الكباش مُبهر وتاريخنا لا يضاهيه شيء في العالم