سددت ديونها وأرباحها 25 مليون جنيه.. القاهرة 24 داخل مصانع الدلتا للصلب بعد رفض الحكومة تجديد رخصتها
حالة من الذهول تنتاب العاملون بشركة مصانع الدلتا للصلب بعد قرار الهيئة العامة للتنمية الصناعية بعدم تجديد رخصة الشركة التي أنشئت عام 1946 وتمارس نشاطها في إنتاج حديد البليت منذ ذلك التاريخ، وأجرت تطويرا للمصانع؛ ما أدى إلى تحقيقها أرباحا وصلت إلى 25 مليون جنيه، بالإضافة لتسديد ديونها المستحقة التي وصلت إلى نحو 80 مليون جنيه خلال عام 2020.
القاهرة 24 التقى العاملين بالمصنع من القيادات العمالية وأعضاء اللجنة النقابية داخل مصانع الشركة؛ فماذا قالوا عن أزمتهم الأخيرة مع وزارة التجارة والصناعة التي تتبعها هيئة التنمية الصناعية؟
علاء ربيع، أمين صندوق اللجنة النقابية بشركة مصانع الدلتا للصلب، يقول، لـ القاهرة 24: إن الشركة هي الشركة الوحيدة التي تملكها الدولة حاليا في إنتاج حديد التسليح وحديد البليت بنسبة 100% ويرجع تاريخها إلى عام 1946 وفي عام 1954 تم صدور رخصة للشركة بإنتاج صهر الحديد وإنتاج حديد البليت وهذه هي نقطة الخلاف مع هيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة والمخول لها إصدار رخص للشركات، حيث لم يكن في ذلك الوقت ما يسمى بحديد البليت، حيث كان يسمى في توقيت صدور الرخصة بحديد المربعات وبالتالي فالمشكلة مع وزارة الصناعة وتحديدا هيئة التنمية الصناعية تتعلق باختلاف في المصطلحات؛ لكن المعنى واحد، فحديد البليت الذي تدعي وزارة الصناعة أننا لسنا معنا رخصة لإنتاجه وتطالبنا بالحصول على رخصة جديدة لإنتاجه هو حديد المربعات الذي ننتجه منذ عام 1946.
رفع الطاقة الإنتاجية
وتابع ربيع أن البليت هو إنتاج وسيط يتم معالجته ليصبح حديد تسليح وطبقا لتعليمات وزير قطاع الأعمال العام التي تتبعها شركة الحديد والصلب فلدينا عجز في مصر من حديد البليت ولسنا في حاجة كبيرة لحديد التسليح وبالتالي طالبنا بإنتاج حديد البليت التي نحتاجها وبناء عليه صدر قرار منه بتطوير صناعة حديد البليت وتحولت الطاقة الإنتاجية بناء على ذلك من 110 آلاف طن كانت تنتجها مصانع الحديد والصلب، إلى 500 ألف طن.
وأضاف ربيع أن وزير قطاع الأعمال العام طالبنا بضرورة المساهمة في الحد من استيراد حديد البليت من خلال زيادة إنتاجه داخل مصانع الحديد والصلب لتوفير العملة الصعبة الناتجة عن استيراد هذه الكميات من الخارج؛ وبناءً عليه تم تحديد الطاقة الإنتاجية وتحويلها من 110 آلاف طن إلى 500 ألف طن على مرحلتين الأولى منها 250 ألف طن والثانية تصل إلى 500 ألف طن سنويا؛ وبالفعل بدأنا الإنتاج بعد تطوير وتحديث المعدات خلال 6 شهور في عام 2020.
وأكد: حققنا أرباحا لأول مرة منذ 15 عاما تصل إلى 25 مليون جنيه، وقررت الجمعية العمومية بالشركة القابضة للصناعات المعدنية صرف أرباح تصل إلى 12 شهرا للعاملين في عام 2020 بعد تحقيق هذه الأرباح، فضلا عن تسديد المستحقات والديون على الشركة التي وصلت إلى 80 مليون جنيه.
وأشار إلى أنهم فوجئوا أثناء تجديد الرخصة أن هيئة التنمية الصناعية تدعي أننا ليست لدينا رخصة لإنتاج حديد البليت وليس من حقنا الحصول على تجديد للرخصة بحجة أننا ليس لدينا رخصة لإنتاج حديد البليت، وأصدروا رخصة مؤقتة لنا لمدة 3 شهور فقط.
عدم تجديد الرخصة أدى إلى خسائر 14 مليون جنيه
وأكد أن عدم تجديد الرخصة أدى إلى خسائر كبيرة للشركة نتيجة وجود منتجات بالموانئ والجمارك، حيث قمنا بدفع مصاريف شغل أرضيات وصلت إلى 14 مليون جنيه؛ ما اضطرنا لرفع شكوى للجنة فض المنازعات الحكومية التي ألزمت هيئة التنمية الصناعية بإصدار رخصة مؤقتة وماطلت الهيئة في صدورها فعدنا مرة أخرى للقضاء وفي 10 ديسمبر أرسل رئيس الوزراء خطابا لاستخراج رخصة مؤقتة فرفضوا أيضا ولم نستخرجها إلا في 9 نوفمبر 2021 بالنظام المسبق أي أن الرخصة سارية فقط حتى 8 فبراير 2022 المقبل.
استوفينا 70% من الحماية المدنية
وأشار إلى أن صدور رخصة مؤقتة من الهيئة لنا هو اعتراف صحيح من الهيئة أننا لدينا رخصة وأننا مستوفون جميع الشروط عدا الحماية المدنية التي استوفينا منها حوالي 70% والحماية المدنية تتكلف ملايين الجنيهات وتحتاج لبعض الوقت.
وأضاف ربيع أننا فوجئنا بـ محمد الزلاط، رئيس هيئة التنمية الصناعية بوزارة التجارة والصناعة، يشير إلى أن شركة الدلتا للصلب ليس لديها رخصة.
وتساءل ربيع لصالح مَن هدم مثل هذا الكيان الصناعي الذي يعمل به 1000 عامل فهم قوة عمل الشركة، بالإضافة للمتعاملين من الخارج مثل الموردين وتجار الخردة وغيرهم.
وكشف أمين صندوق اللجنة النقابية بشركة مصانع الدلتا للصلب أن هيئة التنمية الصناعية طالبتنا بشراء رخصة جديدة منها يصل سعرها إلى 170 مليون جنيه بمعدل 314 جنيهًا عن كل طن يتم إنتاجه من الـ500 ألف طن؛ وهو ما يمثل عبئا ماليا على الشركة وعمالها.
وكشف إيهاب موسى، سكرتير عام اللجنة النقابية، أن المصنع الذي تصل مساحته إلى أكثر من 83 فدانا سينشئ مسبك جديدا سيكون أكبر مسبك لإنتاج الظهر في الشرق الأوسط ستصل طاقته الإنتاجية إلى 10 آلاف طن سنويا، منوها بأن شركة مصانع الدلتا للصلب تنتج عجل القطارات وفرامل السكك الحديد، فضلا عن توريد منتجاتنا لشركات السكر، متسائلا لصالح مَن إغلاق الشركة والتعنت من جانب هيئة التنمية الصناعية.
وأضاف أننا نستورد ما يقرب من 3 ملايين طن سنويا من حديد البليت من الخارج؛ ما يكلف الدولة عملة صعبة وبالتالي فإن إنتاج 500 ألف طن من جانب شركتنا سيسهم في توفير العملة الصعبة.