إدارة الذكاء العاطفي في العمل
جلس موظفو الشركة يناقشون ما يتمنونه في مديرهم، بعضهم طالب أن يكون حساسًا لاحتياجات الآخرين، والبعض قال ويعرف أن يقول شكرًا، فيما اتفق الجميع على ضرورة أن يتحلى بالذكاء العاطفي في إدارة الأمور.
وإن كان الذكاء العاطفي مهمًّا في إدارة الأعمال فإن الفخ الذي يقع فيه كثير من المديرين هو النظرة الضيقة للذكاء العاطفي، فيجيدون جزءًا من مكوناته ويتجاهلون الجزء الآخر، فالحساسية والاهتمام بالآخرين أحد مكوناته ولكن أيضًا قيادة التغيير والتفكير خارج الصندوق والحسم حينما يتطلب الأمر.
الذكاء العاطفي يضم أربعة اتجاهات: الوعي الذاتي، والإدارة الذاتية، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقات، فهو لا يقتصر على التعاطف والنظرة الإيجابية والتحكم في النفس، ولكنه يتضمن أيضًا قدرات حاسمة مثل الإنجاز والتأثير وإدارة الصراع والعمل الجماعي والقيادة الملهمة.
والمقصود بالوعي الذاتي هو كيف يرى الشخص نفسه وكيف يراه الآخرون، أي منظوره نحو البيئة الخاصة بالعمل، ما هي انفعالاته ما يهمه وما لا يهمه وما يغضبه؟ إذا وعى الإنسان لنفسه عرف نقاط ضعفه ونقاط قوته وتحكم في نقاط ضعفه.
أما التحكم في المشاعر فهي عملية ضبط مشاعره وانفعالاته أثناء صراعات العمل، وكيف يتحكم في المؤثرات التي تضغط عليه، ثم التحفيز الذاتي أو تحفيز الشخص لرفع أدائه وعدم السكون أو الانتظار لإيجاد شيء يحفزه، وكما هو معروف فإن تحديد هدف للعمل يفرز مادة الدوبامين التي تعطي طاقة وحماسًا، ثم إدراك مشاعر الآخرين وفهم ما يحتاجون وما يريدون، إنها التعاطف معهم باتزان ورؤية الأمور من وجهة نظرهم والسعي لتفهمها.
وهناك أيضا إدارة العلاقات وتعني فهم الآخرين والتصرف بناء على هذا الفهم بأنسب طريقة لهذا الشخص، فالذكاء العاطفي مهم في إدارة العمل، وقد يحتاج منا أن نعمل على تطويره ويقوم بالأساس على التواصل وفهم مشاعر الآخرين.
وطبقا لدانييل جولمان الذي نشر كتابه عن الذكاء العاطفي ربط الكاتب بين النجاح والذكاء العاطفي، كأحد أهم أدوات الموارد البشرية في الأعمال، ولحل التوتر، والخلاف بين الذين يعملون معا. وأكد الكاتب أنه لا يقتصر على المديرين فقط بل يجب أن يكون لدى كل الموظفين لأنه يسهل من مهام العمل ويقود المديرين لاتخاذ قرارات مناسبة، كما يُسهم في حل الصراعات الداخلية المدمرة.