هل كان عبقري الموسيقى بيتهوفين أسمر البشرة ومن أصول إفريقية؟
لودفيج فان بيتهوفين، الملحن والموسيقي الأكثر شهرة في العالم، المولود في 17 ديسمبر من العام 1770، ويعده الكثيرون الملحن الأعظم على الإطلاق في تاريخ الموسيقى العالمية، استطاعت موسيقاه نقل العديد من الأفكار الفلسفية العميقة، دون كلمات، واشتهرت له معظم أعماله، خاصة السيمفونية التاسعة، والتي جمع فيها عوالم الموسيقي الصوتية والآلية بطريقة لم يسبقه إليها أحد على الإطلاق.
ولد بيتهوفين في بون، وكان والده من بلدة تدعى ميكلين، تعرف بالمنطقة الفلمنكية في بلجيكا، ظل في بون إلى عام 1792، ودرس فيها التأليف الموسيقي، وكان أول ظهور لعمل من كتابته عام 1783، وفي عام 1784، نشرت له سوناتاته الثلاثة الأولى على البيانو، وفي الأعوام التالية كان بيتهوفين يظهر موهبته الخارقة للعادة، والكبيرة.
رحل إلى فيينا في عام 1792، وبعد وصوله بقليل توفي والده، وتأثر في تلك الفترة بموتسارت ووفاته المبكرة، ومكث خلال فترته الأولى في فيينا يعمل على دراسة الموسيقى والأداء، درس مع هايدن، وإجنار شوبانزيغ، كما ساعده ساليري في العديد من الأمور.
بحلول عام 1793، كان بيتهوفين قد بدأ انطلاقته الفنية في فيينا، ونال في وقت قصير سمعة كبيرة، وكان في البداية يشتهر بأنه عازف بيانو فريد، كتب أول رباعي وتري له عام 1798، بتكليف من الأمير لوبكوفيتش، ونشرت عام 1801، وبدا في عرض سيمفونياته الأولى والثانية في عام 1800 إلى 1803، وكان وقتها أحد أكثر الشباب شهرة، استمر على هذا المنوال، الموسيقي الرائد والأكثر شهرة في فيينا حتى نهاية حياته.
بيض البشرة يكرهون أن تنسب العبقرية لأبيض
ظهرت خلال السنوات السابقة العديد من الآراء التي تقول بأن بيتهوفين كان أسمر اللون، وتلك الآراء لم تكن الأولى ففي عام 1990، قال المؤرخ الموسيقي دومينيك رينيه دي، بأن بيتهوفين كان أسمر البشرة، في مقال نشره في مجلة بلاك ميوزك.
يدافع عن تلك النظرية أنصار التراث الموسيقي الأسود، ويتبنون الروايات المعاصرة، التي تصف الملحن، بأنه مشابه للأشخاص المنحدرين من أصول إفريقية، وتضمن مقال نشر عام 1969 في صحيفة شيكاغو Chicago Daily Defender، على وصف لـ بيتهوفين بأنه كان ممتلئًا، وله أكتاف عريضة، وعنقه قصير، وأنفه دائري، وبشرته بنية، مائلة للون الأسود، إضافة إلى قصر قامته.
بعض المدافعين عن تلك النظرية يقول إن والدة بيتهوفين ماجدالينا، التي تنسب إلى الفلمنكية، كانت على علاقة بشخص إسباني من أصول إفريقية، وأن أسلاف بيتهوفين من الفلمنكيين، اختلطوا بأشخاص من أصول إفريقية، عندما كانت منطقتهم تحت الحكم الإسباني.
ورغم تعدد تلك الآراء وكثرتها، إلا أنه لا يوجد أي دليل قوي على تلك الفرضية القائلة بأنه كان أسمر أو أن أصوله إفريقية، لكن المدافعين عن تلك النظرية يرون بأن البيض قاموا بإتلاف الأدلة وشوهوا التاريخ، لكرههم أن تكون هناك أي عبقرية مرتبطة بالسود، والقول بأن بيتهوفين إفريقي، وهو العبقري الأكبر في عالم الموسيقى، يهدم كل تلك النظريات التي تقول بتفوق الأعراق، وغيرها من نظريات العنصرية، فهل ترى عزيزي القارئ أن بيتهوفين كان ينحدر من أصول إفريقية؟.
