العلاج بالخلايا الجذعية للسكري و3 أمراض عصبية أخرى

العلاج بالخلايا الجذعية للسكري هو ما تم الإعلان عنه بنجاح بعدما تماثل الأمريكي براين شيلتون للشفاء التام من مرض السكر النوع الأول، ولذلك سنوضح لكم عبر القاهرة 24، كيف يتم العلاج بالخلايا الجذعية للسكري، وهل يمكن استخدامه لعلاج أمراض أخرى؟

العلاج بالخلايا الجذعية للسكري

قبل توضيح العلاج بالخلايا الجذعية للسكري، لا بد من التنويه بماهية الخلايا الجذعية كالتالي:

الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية هي الخلية الأساسية لكل الأعضاء والأنسجة، حيث يتولد من خلالها جميع خلايا الجسم، والمميز في الخلايا الجذعية أنها ذاتية التجديد أي لديها القدرة على الانقسام لمزيد من الخلايا الجذعية من النوع نفسه، أو الانقسام لخلايا أخرى لها وظائف مختلفة في الجسم مثل خلايا الدم، وخلايا الجلد، وخلايا العضلات.

أنواع الخلايا الجذعية

هناك أربعة أنواع من الخلايا الجذعية تتمثل في الخلايا الجذعية البالغة، والخلايا الجذعية الوسيطة، والخلايا الجذعية المحفزة، والخلايا الجذعية الجنينية، وهو النوع الذي تم استعماله في علاج السكري النوع الأول، واكتسب هذا الاسم من مصدر الحصول عليه حيث الخلية البدائية التي يتم بها تكوين الجنين، ولذلك يتم أخذ الخلايا الجذعية الجنينية من البويضات غير المستخدمة في مراكز الخصوبة.

أما العلاج بالخلايا الجذعية للسكري يتم كالتالي:

وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يعاني 422 مليون شخص حول العالم بداء السكري حتى عام 2014 فقط، ولذلك تم إجراء الكثير من الدراسات الطبية لتقييم فعالية العلاج بالخلايا الجذعية للسكري والذي كان مرهونًا بزراعة خلايا جديدة منتجة للأنسولين داخل بنكرياس المريض.

واجهت هذه الطريقة العلاجية الكثير من العقبات بسبب نقص المتبرعين، ومقاومة مناعة الجسم للخلايا الجديدة المزروعة والتي يعتبرها الجسم خلايا مقاومة، ولذلك تم تحديث العلاج بالخلايا الجذعية للسكري حتى أصبح أكثر قدرة على محاكاة البنكرياس في تنظيم سكر الدم، وعمل فريق البحث العلمي على حل مشكلة نبذ النظام المناعي لهذه الخلايا، بالتركيز على بروتينة تسمى "بي دي-أل1" والتي تثبط الاستجابة المناعية للجسم.

وبالفعل تم الإعلان عن أول حالة شفاء لأمريكي يدعى "براين شيلتون" تعافى من المرض وفقًا لما جاء على "نيويورك تايمز" بعد استعمال العلاج بالخلايا الجذعية للسكري بموافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وبعد أن تم تطبيق العلاج على الفئران وأثبت فعاليته في التحكم بمستويات سكر الدم.

فوائد العلاج بالخلايا الجذعية

• أثبتت الدراسات الطبية المستمرة على مدار عقود ماضية أن الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على النمو والتحول إلى نسيج جديد يمكن استعماله في عمليات زراعة الأعضاء.
• يتم من خلال الخلايا الجذعية اختبار فعالية وسلامة بعض أنواع الأدوية المخصصة لمرض السكري ومرض القلب، قبل أن يتم طرحها على الأشخاص.
• مازال العلاج بالخلايا الجذعية قيد البحث والتطوير لدراسة فعالية استخدام الخلايا الجذعية البشرية، والتي خضعت للبرمجة لتصبح خلايا نسيجية نوعية لاختبار العقاقير الجديدة.

من أين تؤخذ الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية الجنينية

تؤخذ الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة التي تبلغ 3 إلى 5 أيام بعد الإخصاب المعملي، حيث يمتلك الجنين في هذه المرحلة 150 خلية، وهذه الخلايا لديها القدرة على الانقسام إلى خلايا جذعية أو خلايا أخرى داخل الجسم يمكن استعمالها في إعادة تكوين الأنسجة والأعضاء المريضة.

وقد أوصى المعهد الوطني للصحة بأمريكا عام 2014 بضرورة أخذ الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة المولودة بالحقن المجهري بعد انعدام الحياة فيها شرط موافقة الأبوين على التبرع بالأجنة، حيث تعيش الخلايا الجذعية وتنمو في محاليل خاصة داخل المعمل البحثي.

الخلايا الجذعية البالغة

تتواجد هذه الخلايا بأعداد قليلة داخل أجسام الأشخاص البالغين، وتؤخذ من نخاع العظم أو الدهون، وأهم ما يميزها هو قدرتها المحدودة على الانقسام لأنواع مماثلة من الخلايا قد تكون خلايا الدم، وربما خلايا العظم أو عضلة القلب، وهو ما يتم دراسته معمليًا لبدء تفعيل العلاج بالخلايا الجذعية خصوصا للأمراض العصبية والقلبية باستخدام خلايا البالغين.

دم الحبل السري

تؤخذ الخلايا الجذعية أيضا من الجنين قبل ولادته في الشهر التاسع، حيث الحصول على الخلايا القادرة على الانقسام من السائل السلوى أو الأمينوسي بالإضافة إلى دم الحبل السري، ووفقًا للباحثين تم اكتشاف أن هذه الخلايا قادرة على التحول إلى خلايا متخصصة

الخلايا الجذعية المحفزة

تؤخذ هذه الخلايا من الإنسان، وهي خلايا غير جذعية ولكنها تمتلك نفس المواصفات والخصائص، ولذلك يتم تحويلها معمليًا إلى خلايا جذعية يعاد حقنها مرة أخرى في نفس الجسم دون رفض الجهاز المناعي لها.

ولتلخيص إجابة من أين تؤخذ الخلايا الجذعية نوضح لكم الآتي:

عند أخذ الخلايا الجذعية من نخاع عظم المتبرعين سيتم إخضاعهم للتخدير الكلي وسحب العينة من الجزء الخلفي من عظم الحوض في عملية تستغرق ساعتين على الأكثر، وسيتم تعويض الجسم لهذه الخلايا في غضون 6 أسابيع كحد أقصى.

أما أخذ الخلايا الجذعية من خلايا الدم الجذعية الطرفية ستتم في عملية تستغرق حوالي 4 ساعات، وسيقوم المتبرع قبل العملية بأخذ حقنة يومية من فيلغراستيم لتحفيز إصدار الكثير من الخلايا الجذعية في الدم.

العلاج بالخلايا الجذعية للأعصاب

بخلاف العلاج بالخلايا الجذعية للسكري يتم استخدام نفس العلاج على بعض الأمراض الوراثية الأخرى مثل، التليف الكيسي وفقر الدم المنجلي، ومتلازمة مارفان وسرطان الثدي.

أما العلاج بالخلايا الجذعية للأعصاب فهو ما يتم على:

مرض باركنسون

حيث يتم أخذ الخلايا الجذعية من دماغ المريض، والعمل على إعادة تحفيزها معمليًا لإنتاج خلايا عصبية منتجة للدوبامين، ومن ثم يتم حقنها في الدماغ مرة أخرى للتقليل من تصلب العضلات المصاحب لمرضى باركنسون.

مرض الزهايمر

على نفس الطريقة يتم أخذ الخلايا الجذعية ولكن من نخاع العظم للشخص المريض، ثم يعاد زراعتها في الدماغ لتصلح الوظائف المتضررة في الخلايا المصابة.

السكتة الدماغية

العلاج بالخلايا الجذعية للأعصاب فيما يتعلق بالسكتة الدماغية يتم من خلال الحقن الوريدي للخلايا الجذعية العصبية في جسم المصاب بهدف حماية الخلايا العصبية في الدماغ من الالتهاب، وعلى الرغم من نجاعة العلاج بالخلايا الجذعية إلا أن تأكيدات العلماء تثبت أن هذا العلاج مازال بحاجة إلى التجارب والأبحاث.