نقل المومياوات وافتتاح طريق الكباش.. احتفالات كتبت تاريخ مصر الحديث
شهد عام 2021 اهتماما بالغا من القيادة السياسية بالمناطق الأثرية لإعادة السياحة المصرية إلى سابق عهدها وترسيخ الهوية المصرية، التي أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الأنظار إليها من جديد، من خلال تطوير وإعادة إحياء كثير من المواقع الأثرية.
وكان آخرها ما شهدته مدينة الأقصر بافتتاح طريق الكباش الذي يزيد عمره عن 3 آلاف عام ويربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك على امتداد 2700 متر.
ونستعرض خلال هذا التقرير الحدثين الأكبر خلال العام، وهما: افتتاح طريق الكباش وموكب المومياوات الملكية.
نقل المومياوات الملكية من التحرير إلى متحف الحضارة
في يوم السبت 3 أبريل 2021، أقيم موكب المومياوات الملكية، وكان حدثا عالميا تضمن مغادرة 22 مومياء ملكية المتحف المصري الواقع بميدان التحرير وسط القاهرة إلى موقعها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط شرق القاهرة.
وترجع المومياوات إلى عصور الأسر من السابعة عشرة إلى العشرين، ومن بينها مومياوات الملوك رمسيس الثاني، وسقنن رع، وتحتمس الثالث وسيتي الأول، ورمسيس التاسع، ورمسيس السادس، ورمسيس الخامس، وتحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس الأول.
وبدأ الموكب بالتحرك من المتحف المصري بميدان التحرير، ثم مرّ أمام مسلة الملك رمسيس الثاني بميدان التحرير، ثم توجه إلى ميدان سيمون بوليفار في جاردن سيتي ثم إلى كورنيش النيل حتى وصل إلى قصر العيني، ومنه إلى سور مجرى العيون، ثم إلى مقياس النيل بالروضة، ثم إلى الفسطاط، وصولًا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، حيث تعرض المومياوات.
وبدأ العرض في الساعة الثامنة مساءً، بعروض موسيقية وضوئية في مناطق مرور الموكب، وتقدم الموكب دراجات نارية، حيث بدأت الرحلة التي تبلغ حوالي سبعة كيلومترات بين المتحف المصري بميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية بمدينة الفسطاط.
وسارت المومياوات طبقًا للترتيب الزمني لعهود الملوك والملكات كما سبق، وقاد الملك سقنن رع من الأسرة السابعة عشرة موكب الملوك، وكان في مؤخرته الملك رمسيس التاسع من الأسرة العشرين.
وحملت المومياوات على عربات مزينة برسومات ونقوش فرعونية ومجهزة بجو يحوي النيتروجين لتكون المومياوات في ظروف ملائمة للنقل، وتحمل كل عربة اسم الملك الموجود فيها بالعربية والإنجليزية والهيروغليفية، وسط حراسة أمنية مشددة.
وغادر الموكب متحف عمره قرن من الزمن، مصحوبا بإضافات بالزي الفرعوني، وعربات تجرها الخيول (العجلات الحربية الفرعونية)، وتحت قرع طبول لفرقة نحاسية، وعلى خلفية موسيقى سمفونية.
ووصلت العربات الفرعونية إلى المتحف الجديد قرب الساعة الثامنة ونصف مساءً، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، وكان في استقبالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستغرق الموكب قرابة 40 دقيقة قطع خلالها سبعة كيلومترات.
وكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل افتتاح الموكب، على حسابه الرسمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «بكل الفخر والاعتزاز أتطلع لاستقبال ملوك وملكات مصر بعد رحلتهم من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، إن هذا المشهد المهيب لدليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ.. إنني أدعو كل المصريات والمصريين والعالم أجمع لمتابعة هذا الحدث الفريد، مستلهمين روح الأجداد العظام، الذين صانوا الوطن وصنعوا حضارة تفخر بها كل البشرية، لنكمل طريقنا الذي بدأناه.. طريق البناء والإنسانية».
افتتاح طريق الكباش
طريق «الكباش»، يعد واحدًا من أهم الأماكن الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التي تهتم بها الدولة اهتمامًا كبيرًا، وهو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكانت تقام داخله أعياد مختلفة منها: «الأوبت» و«تتويج الملك» وأعياد أخرى قومية تخرج منه.
وفي الـ25 نوفمبر 2021، تم افتتاح طريق الكباش بحضور الرئيس السيسي وسط ضجة كبيرة، بعد أن أنهت أعمال الترميم التي استغرقت أكثر من سبعة أعوام.
ووضمت المسيرة مشاركين بالزي الفرعوني، وأوركسترا سيمفونية، وتأثيرات ضوئية، وراقصين محترفين، وقوارب على النيل، وعربات تجرها الخيول.
ومع بداية الاحتفال، كانت هناك ثلاثة مراكب "مقدسة" مصممة بالطراز الفرعوني تسير في قلب نهر النيل وسط أضواء مبهرة، وصممت تلك "المراكب المقدسة" في نهر النيل لترمز إلى ثالوث طيبة المقدس، آمون وموت وخونسو، وهي رموز الاحتفال بعيد الإبت لدى المصريين القدماء.
وكان يتعين على الكهنة القيام بتلك الطقوس مرتين سنويا: الأولى في عيد الحصاد، والثانية في عيد جلوس الملك؛ وبذلك يعد هذا الطريق، الذي يطلق عليه اسم طريق المواكب الملكية، أقدم طريق احتفالي ديني في التاريخ.
وقال الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، في بيانٍ له خلال الآونة الأخيرة، إن افتتاح طريق الكباش يستهدف إظهار جمال الأقصر والترويج للسياحة، خاصة أن الطريق يربط معبدي الكرنك والأقصر الذي يعد أقدم المعابد في مصر.
واستعرض «العناني»، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في بداية الحفل، تفاصيل افتتاح طريق الكباش قائلًا: “إن مدينة الأقصر لها تاريخ أثري كبير، وكانت عاصمة مصر في أقوى العصور، وانطلقت منها شعلة الحرب على الهكسوس، وهي مدينة أثرية من الطراز الأول، لذلك تم ترميم جميع التماثيل”.