أحمد فؤاد باشا: اللغة العربية صالحة لتكون لغة العالم أجمع
قال الدكتور أحمد فؤاد باشا، نائب رئيس جامعة القاهرة السابق والعضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، إن لكل أمة ثقافتها الخاصة التي تميزها عن غيرها، وتعبر بها عن خصوصيتها، وتبرز من خلالها قسمات هويتها.
وأضاف فؤاد باشا خلال كلمة له احتفالية مجمع اللغة العربية باليوم العالمي للغة العربية: يبدو أن العالم العربي بحاجة ماسة دائمًا إلى من يذكره بأهم المرتكزات الأساسية بثقافته العربية، المتمثلة في ثلاثيةٍ فريدة منها الدين الإسلامي واللسان العربي والتراث الحضاري، وتتشكل هوية الأمة من هذه الثلاثية، ويتكون جوهر ثقافتها، خاصة إذا ما تدثرت بهدف إسلامي أسمى.
وأوضح فؤاد باشا، أن حقائق التاريخ تدلنا على أن هذه الثلاثية المتضافرة يتكون منها إكسير الأمة، ويكمن سر عبقريتها، وإليها تعزى أهم عوامل إثرائها، واللغة العربية هي واسطة العقد في هذه الثلاثية المتميزة، وهي صالحة لأن تكون لغةً للعالمين ما دام كان الإسلام صالحًا لأن يكون دين العالمين.
واستكمل عضو المجمع، أن الحديث في الوقت الحاضر عن اللغة العربية في يومها العالمي يجب ألا يقتصر على سرد تاريخها ومكانتها في عصور الإسلام الأول منذ أن كانت لغة الحضارة، بل كان لهذا التوحيد اللغوي حينها أثره البالغ في نشر الثقافة التنويرية في العالم، وكانت الترجمة من العربية وإليها تحقق التوافق اللازم.
النقل والترجمة أساسا التقدم الحضاري
وتابع أن الحديث يجب أن يمتد إلى التحديات الكبرى التي تواجهها لأن تستمر لغة عالمية التأثير، مؤكدًا أننا مطالبون باستعادة تجربة المأمون في الترجمة العلمية من العربية وإليها، والشروع في إحياء بيت الحكمة العصري، وخاصةً أن النقل والترجمة أصبحا جزءً أساسيًا من التقدم العلمي الحالي.