الإتقان وحب المهنة.. رسائل أسامة الأزهري للشباب وخريجي مدارس التعليم الفني في مصر
شارك الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، في فعاليات أول مؤتمر للتعليم الفني في مصر تحت شعار: قاطرة البناء والصناعة.
وبدأ الأزهري حديثه عن برنامج رجال حول الرسول، الذي قدمه وعرض في شهر رمضان الماضي في 30 حلقة كانت ترصد حرف ومهن الصحابة –رضي الله عنهم- قائلا: البرنامج كنت أرصد فيه عدد الصحابة الكرام الذين امتهنوا الحرف المختلفة، رصدنا من كانت مهنته حارسًا وطباخًا ونجارًا وخواصًا، حتى يتبين لمن يقوم في مهنة من هذه المهنة أنه يمتهن عملا قام به قبله صحابي جليل، ومن العجيب أن الذي كان يمتهن مهنة الخواص سيدنا سليمان الفارسي إذ كان معينًا أميرًا على مدينة المدائن يحمل صفة أمير على مدينة أي يمثل منصب المحافظ وكان يعمل خواصًا، مشيرا إلى أن المردود اليومي الذي كان يأتيه من مهنته كان ينفق ثلثه على نفسه ويتصدق بثلث ويوجه الثلث الأخير لتطوير الصنعة التي يقوم بها، منوهًا بأنه استعار عنوان البرنامج من كتاب خالد محمد خالد رجال حول الرسول كما ذكر ذلك في أولى حلقات برنامجه.
وأضاف: رصدنا 30 مهنة عمل بها الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وبصدد تحويل هذا البرنامج لكتاب من أجل التأصيل لشرف المهن ولإرسال رسالة رفعة وتقدير وشد أزر لكل من يحترف أي حرفة على هذا الوطن الكريم.
وألقى الأزهري سؤالا عن المقاصد الكبرى للشريعة، موضحًا أنها خمسة هي حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال والمقاصد الأعلى منها والتي هي غايات المشرع جل جلاله هي العبادة والتزكية والعمران.
وقال إن العمران الذي أشار الله تعالى في قوله هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا، أي طلب منكم وأمركم بعمارة الأرض موضحا: بلغ مقصد العمران لكل دارس أنه واحد من 3 أركان تبني وتصنع الخريطة الذهنية الموجودة في العقل، منوهًا بأن العمران ثلث الدين.
وأكمل: أي حرفة تنتج بـ 3 أمور المعلومات ثم المهارات ثم الوجدانيات، مضيفًا أن المعلومات هي الأساس النظري في المدارس سواء الزراعة أو التجارة وغيره، ثم الجانب الثاني المهارات التي يمكن صقلها بالتدريب، ثم الجانب الثالث الوجدانيات وهو الركن الأهم، مضيفًا: قد تكون متقن للدراسة النظرية ومتقن جدًا في المهارات لكن تقوم بعملها في ضجر وغير مقتنع أو يائس وهنا دور الوجدانيات لا بد أن يمتلأ عقلك وقلبك اقتناعا وثقة وحبًا.
الأزهري يشكر المدارس الفنية وجميع المنتسبين إليها
ونصح الأزهري الشباب، قائلا: يا كل شاب مصري يقوم بحرفة لا بد بقدر نظري ثم المهارات ثم لا بد من جانب وجداني محب للصنعة، يعطيها جدية وقيمة وأهمية.
ووجه رسالة لكل مدارس التعليم الفني من التعليم والمشرفين والمدرسين ولكل من يمتهن حرفة شريفة، أنه لا بد من دراسة علمية مؤصلة وخبرة وتدريب رفيع وقناعة عميقة وحب عظيم للمهنة حتى يمكن أن تصنعها بإتقان وتحصل فيها على الايزو والتميز في هذه الحرفة.
وفي نهاية كلمته قدم الدكتور أسامة الأزهري شكر عميق للتعليم الفني والمنسوبين إليه ولسائر مدارسه ولهذا المؤتمر والقائمين عليه حتى تكون بلادنا في عنان السماء.