الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الفقر والجهل والمرض والظلم والفوضى.. أمير رمزي يفكك أعداء التقدم في مصر

أمير رمزي
سياسة
أمير رمزي
الأحد 19/ديسمبر/2021 - 01:22 ص

أصدرت مؤخرًا الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب أعداء مصر الخمسة، للمستشار أمير رمزي رئيس محكمة الجنايات، والذي يرتكز على مناقشة أعداء الإصلاح والتنمية الخمسة الذى حددهم في كتابه باعتبارهم الأزمة الحقيقة التي تواجه مصر والتحدي الأبرز (الفقر والجهل والظلم والمرض والفوضى).

رمزي يطرح في الكتاب الذي قوبل بحالة كبيرة من الاحتفاء في الوسط الثقافي المصري؛ مشكلات وأفكار وعلاجات تصلح كخطة شاملة للتطوير والإصلاح على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأي دولة فقيرة، ويسمح لها أن تنهض وتحلق بالمستوى التقدمي الذي أصبحت عليه دول أخرى.

الفقر العدو الأول

من الأعداء الخمسة التي حددها رمزي اختار البدء بأزمة الفقر، واضعًا الحل لتلك الأزمة من خلال رصد المشكلات الحقيقية المسببة للفقر في مصر، ووضع أيدينا على نقاط الضعف، لا سيما أن الدولة تستطيع أن تضع سياسة واضحة للحل خلال مدة زمنية محدودة.

غلاف الكتاب

وأشار رمزي إلى أن أول مطلب يوجه إلى الدولة يتمثل في ضرورة العمل على تيسير حياة المواطن، ومن الممكن، وبقرارات بسيطة أن تحل مشكلات كثيرة، ومنها توفير المسكن الصحي بمعايير تحفظ آدمية المواطن كأولى أولويات الدولة، وإعادة التخطيط العمراني للقرى، وفتح الظهير الصحراوي وتخطيطه مع العمل على مد المرافق الأساسية لتلك المناطق؛ بما يوفر الخدمات الأساسية لمقومات نشوء مجتمعات سليمة نفسيا.

الجهل العدو الثاني

يرد رمزي الأعداء الأربعة الآخرين إلى أصل وواحد وهو الجهل؛ فيؤكد أن الجهل من أشرس أعداء المجتمع، فهو صانع للفقر، والمرض، والفوضى، والظلم، وليس المقصود بالجاهل الذي نتحدث عنه أنه غير المتعلم أو الشخص الأمّي، بل أحيانا يكون متعلما، وعديم الفهم، وضعيف العقل، وسطحي الوعي.

ويستدل رمزي بمقولة الكاتب يوسف السباعي: «إن الجهل البسيط هو أسهل أنواع الجهل وأخفّها ضررا»، فضرره لا يتجاوز صاحبه، ولا يتعداه إلا إلى نطاق ضيق حوله، وهو جهل أولئك السذج البسطاء، ويسهل إزالته والتخلص منه. أما الجهل المركب فمصابه ثقيل. فهو جهل أولئك الذين لا يظنون أنفسهم جهلاء. أولئك القادرون. المسيطرون. المترفعون المتكبرون. الذين يكسون أنفسهم بطلاء زائف من الفهم والذكاء، ويبهرون غيرهم بمظهرهم الكاذب الخادع، فيتولون أمر سواهم.

الظلم العدو الثالث

يفسر رمزي مفهوم الظلم باعتباره يشير إلى الاستواء أو الاستقامة أو كليهما معا، بينما العدالة اصطلاحًا هي صيغة مشتركة للتعايش بين البشر فهي تختلف عن المساواة، فالعدل مشفوع دائمًا بالرحمة والمنطق، ووزن الأمور، متجاوزا التطبيق الجامد للقوانين وتبعاته، مشمولًا بالإنسانية في الحكم.

أمير رمزي

المرض العدو الرابع

يؤكد رمزي أن المرض تجربة كاشفة لمدى ضعف الإنسان وعجزه، بل هو ألدّ أعداء أي مجتمع، فالمرض ينتقل بالمريض بين عشية وضحاها من شخص يمتلئ الحيوية والطاقة والقدرة على الفعل والعطاء إلى شخص عاجز عن أي فعل، ويصبح المريض والمحيطون به في حالة من الارتباك، فبخلاف عجز المريض فإنه يستنزف طاقات المحيطين به، وكثيرا ما يؤدي إلى انهيار الحالة الاقتصادية للمريض وأسرته مما ينعكس على اقتصاد المجتمع ككل.

 

ويسرد رمزي إحدى الوقائع التي عاصرها أثناء خدمته في صعيد مصر: أثناء خدمتي بإحدى القرى المعدمة بصعيد مصر تقابلت مع فلاح مريض الفشل الكلوي.. يغسل كليتيه بأحد المستشفيات العامة.. يصرف عشرين جنيها ذهابا وإيابا كل يوم للغسيل ثلاث مرات أسبوعيا. لديه أربعة أطفال وزوجته، ووالدته تعيش معهم.. ليس لديه أي مصدر رزق بعد مرضه، عندما زرته ربّت على يديّ وطلب مني قيمة مواصلاته لغسيل الكلى.. فسألته كيف تدبر أمور الأكل والشرب والحياة؟ فصمت وقال لي.. ربنا موجود. هنا أدركت أنه وكل أمثاله من المرضى بأمراض مزمنة يعانون أصعب معاناة.. وأدركت شراسة المرض الذي يكسر الإنسان وعائلته ماديا ونفسيا وصحيا واجتماعيا.

العدو الخامس الفوضى

يرد رمزي الفوضى إلى اعتبارها نتاج سلوك إنساني، ولا مجال لمقارنتها بما يحدث في الطبيعة، مثل الكوارث الطبيعية. فالكوارث الطبيعية بعض منها حين دراستها فهي ليست فوضى بل إعادة ترتيب الكون لذاته. إذ يسير الكون وفق نظام دقيق وبطريقته وآلياته الخاصة مهما تبد الأمور في الظاهر فوضوية.

ويوضح رمزي أن الفوضى الناتجة عن سلوك الإنسان تتسبب في خلل حقيقي يخالف النظام العام، وما يحدث هذا الأمر إلا عند تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وذلك يكون عند تغليب الأنا والذاتية في التفكير، وإغفال الصالح العام، وعدم احترام القانون وإعلاء فكر اللانظام.

ويفسر رمزي أنه في حال عدم وجود نظام أو قانون حاكم.. يصنع البشر لهم نظاما وقانونا خاصا، فتبدأ الحياة والأسواق تجتمع حول منظومته الجديدة التي صنعها في غيبة الدولة ففي الأربعين عاما التي سبقت ثورة 2013 عدد المساكن والمناطق الجديدة والمدارس والمستشفيات والطرق والمحاكم التي بنيت؟.. فلا تلم المواطن الذي يبني بنفسه عند تقاعس الدولة.

تابع مواقعنا