عالم مصريات: ظاهرة تعامد الشمس بمعابد الكرنك تكشف براعة الفراعنة في ربط العلوم
قال الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن معابد الكرنك تعد من أهم الأماكن الأثرية في العالم كله، وتماثل الفاتيكان في مصر القديمة، إذ كانت منطقة للمجمع المقدس لأشهر المعبودات في مصر القديمة، والتي ترجع أصولها إلى عصر الدولة الوسطى منذ نحو عام 2000 قبل ميلاد السيد المسيح.
وأضاف مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن معابد الكرنك سوف تشهد صباح الثلاثاء المقبل 21 ديسمبر، احتفالية تعامد الشمس على المحور الرئيس لمعابد الكرنك، وهي الظاهرة التي تحدث في يوم 21 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق رسميًا بداية فصل الشتاء، وتكشف هذه الظاهرة تميز المصري القديم وبراعته في ربط علوم الفلك والهندسة المعمارية معًا، وحرصه على ذلك طوال 2000 عام، وهي المدة التي استغرقها بناء معابد الكرنك؛ حيث تشرق الشمس أعلى مقصورة الزورق المقدس لـ آمون رع، والتي شيدها الملك فيليب أرهيدايوس، شقيق الإسكندر الأكبر.
وأشار عبدالبصير إلى أن الشمس تتعامد على محور الكرنك الممتد من الشرق للغرب وتخترق مداخل الصروح من السادس إلى الأول، وكذلك قاعة الأساطين الكبرى حتى يراها الزائر عند ميناء الكرنك أمام واجهة المعبد الرئيسية.
وتتعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة من الساعة 6 صباحًا إلى الساعة 8 صباحًا، وتعتبر من أحد أهم الأحداث الفلكية في مصر والعالم أجمع، والذي من خلاله يتعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع بالكرنك، إعلانًا بالانتقال الشتوي رسميًا، إذ يعد معبد آمون رع أحد أكبر معابد الكرنك أقامه المهندسون المصريون القدماء بمشهد بديع وسحر خاص على محور شمسي، والذي يتوافق مع الانتقال الشتوية، مما يعتبر إبداعًا فلكيًا هندسيًا معماريًا تاريخيًا على أرض الأقصر العظيمة.
ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد الكرنك
تتميز ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد الكرنك بأنها تحدث في يوم الانقلاب الشتوي في معابد الكرنك، ويقوم عادة خلالها الزوار من السائحين بالاستمتاع برؤية قرص الشمس وأشعتها التي تنتشر في جميع أرجاء المعبد، ورؤية قرص الشمس يتوسط البوابة الشرقية، والتي تقع على المحور الرئيس له، والذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس والذي يحدد فلكيًا بيوم الانقلاب الشتوي.
وعقب ذلك تكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار، وظاهرة تعامد الشمس ظاهرة فلكية عظيمة توضح وتؤكد على عبقرية المصري القديم في فنون وعلوم الهندسة والعمارة والفلك.