شهيد الغربة.. سافر من قنا إلى الكويت بحثا عن أكل العيش فعاد في نعش
سافر الشاب عمرو وهب الله إلى دولة الكويت للعمل هناك منذ 15 يوما، بعد انتهاء إجازته، بعد أن قضى عامين هناك للعمل بإحدى شركات الأمن، حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته الصغيرة، ولم يدر أنه سيعود مرة أخرى محمولًا في صندوق خشبي، نعش، لكن هذا ما حدث، إذ فوجئ أهالي قرية القلمينا التابعة لمركز الوقف، شمالي محافظة قنا، بوفاة الشاب عمرو وهب الله كحول همام، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وفق ما ذكره أصدقاؤه، وعاد عمر شهيد الغربة في نعش.
وكانت هذه الآية القرآنية الكريمة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)، قد تصدرت صفحات أصدقائه وأقاربه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث رثاه الأقارب والأصدقاء بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه ترك زوجته وطفليه في الدنيا، لكنه سيلتقي بهم في الجنة، حيث أنه توفي بعد عودته من عمله، ومات في الغربة بحثا عن أكل العيش، ليطلقوا عليه شهيد لقمة العيش.
بمزيد من الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الصديق والأخ صاحب الخلق الطيب والسمعة الحسنة علي جوده، إثر نوبة قلبية حادة، زوجة وطفلين لم يتجاوزا الخمسة أعوام، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يمن على أهله وذويه بالصبر والسلوان، هكذا نعى أبناء قرية القلمينا عمرو شهيد الغربة، ابن قريتهم بمركز الوقف.
شهيد الغربة سافر وترك زوجة وطفلين
لا يملك أقارب عمرو شهيد الغربة، سوى الدعاء له فدعواتهم سابقت السماء، وصفحاتهم تحولت لدفتر عزاء وبروفايلاتهم أصبحت تحمل صوره، هكذا نعاه أقاربه وأصدقائه: «بندعيله كلنا ونعلم أنه له أجر الشهيد فهو مات خلال عمله وفي الغربة، لكن فراقه علينا صعب، منقدرش نعمل أي حاجة غير أننا ندعيله، الغربة صعبة وأكل العيش مر، وكان مسافر علشان يجهز ياكل عيش، هكذا أكد إبراهيم القويري، أحد أبناء قرية القلمينا التابعة لمركز الوقف، مسقط رأس شهيد الغربة، مؤكدًا أنه كان طيب القلب ودمث الخلق.