منها الاضطرابات العاطفية.. اعتلالات صحية نفسية منتشرة بين المراهقين
تشكّل المراهقة مرحلة فريدة وتكوينية، ويحدث بها الكثير من التغيرات البدنية والعاطفية، وهو شخص يتراوح عمره من بين ١٠ و١٩ عامًا، حيثُ تشير التقديرات إلى أن شخصًا من بين كل ٧ أشخاص أي بنسبة ١٤٪ يعانون من اعتلالات صحية نفسية، كما نشرت منظمة الصحة العالمية في تقرير ١٧ نوفمبر ٢٠٢١.
الاضطرابات العاطفية واضطرابات القلق
حيثُ تنطوي على الذعر أو القلق المفرط، وهي الاضطرابات الأكثر انتشارًا في هذه الفئة العمرية، وهي أكثر شيوعًا بين المراهقين الأكبر سنًا مقارنة بالمراهقين صغار السن، ويشترك الاكتئاب والقلق في بعض الأعراض المتماثلة، بما في ذلك التغيرات السريعة وغير المتوقعة في المزاج، ويؤثر القلق واضطرابات الاكتئاب تأثيرًا عميقًا على الذهاب إلى المدرسة وأداء الواجبات المدرسية، وقد يؤدي للانسحاب الاجتماعي حتى مفاقمة العزلة والوحدة، وقد يصل الاكتئاب إلى الانتحار.
الاضطرابات السلوكية
وهى أكثر شيوعًا بين المراهقين صغار السين مقارنة بالمراهقين الأكبر سنًا، ويتصف اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، والتصرف دون الاكتراث للعواقب، ويظهر اضطراب السلوك في أعراض السلوك المدمر أو الصعب، ويمكن أن تؤثر الاضطرابات السلوكية على تعليم المراهقين واضطراب سلوكهم، وقد تؤدي إلى سلوك إجرامي.
اضطرابات الأكل
وعادة ما تظهر في فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي، خلال فترة المراهقة والشباب. وتنطوي اضطرابات الأكل على سلوك الأكل غير الطبيعي والانشغال بالطعام، ويرافقه في معظم الحالات مخاوف بشأن وزن الجسم وشكله، ويمكن أن يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى الوفاة المبكرة، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب مضاعفات طبية أو الانتحار، وينتج عنه وفيات أعلى من أي اضطراب عقلي آخر.
الذهان أيضًا ضمن الاعتلالات النفسية
تظهر أعراض الذهان في أواخر مرحلة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ، وتشمل أعراض الذهان حالات الهلوسة أو الأوهام، وقد تُضعف تجارب الذهان قدرة المراهق على المشاركة في الحياة اليومية والتعلم، وغالبًا ما تتسبب في الوصم أو انتهاكات حقوق الإنسان.
وقد تؤدي الاعتلالات النفسية إلى الانتحار وإيذاء النفس، حيثُ أن الانتحار هو ثالث سبب للوفاة في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و١٩، وتتعدد أوجه عوامل الخطر المؤدية إلى الانتحار، وتشمل تعاطي الكحول على نحو ضار، والتعرض إلى إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة، والوصم الذي يمنع من التماس المساعدة، والعقبات التي تحول دون الحصول على الرعاية، وتوفر وسائل الانتحار.
كما يظهر خلال فترة المراهقة، العديد من سلوكيات المجازفة التي تشكل خطرًا على الصحة، مثل تعاطي المخدرات أو السلوكيات الجنسية المجازِفة، وتأتى سلوكيات المجازفة كاستراتيجية له من أجل التعامل مع الصعوبات العاطفية، وقد يكون لها أثر وخيم على السلامة النفسية والبدنية للمراهقين، ويمثل ارتكاب العنف سلوكًا مجازفًا ويمكن أن يزيد من احتمال تدني التحصيل الدراسي، أو الإصابة، أو الانخراط في الجريمة، أو الوفاة.