عضو البعثة المصرية الألمانية: اكتشفنا مقبرة ومجموعة كبيرة من التماثيل بتونا الجبل.. وذبح طفل لإرضاء الجن وفتح المقابر خرافة | حوار
عضو البعثة المصرية الألمانية:
- الجبانة الغربية في منطقة تونا الجبل استخدمت للدفن في الدولة الحديثة
- البعثة المصرية الألمانية بها عالم إسباني يعمل على تحليل بذور النباتات المُكتشفة لمعرفة نوعها
- كشفنا عن مقبرة ومجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي بتونا الجبل ونعمل الآن على فحصهما
- ترميم القطع الأثرية المُكتشفة وتوثيقها ونقلها إلى المعامل المتخصصة تمهيدًا لعرضها في المتاحف الجديدة
- البعثة المصرية الألمانية بتونا الجبل تعمل موسمين طوال العام
- الجملة المنتشرة الخاصة بتوت عنخ آمون والتي تكشف لعنة الفرعنة هي جملة خاطئة
البعثات المصرية الأثرية المشتركة مع الجامعات الأجنبية تواصل عملها في كثير من مناطق الحفائر والتي قد ينتج عنها مجموعة من الاكتشافات الأثرية المهمة، ومن الممكن أن تتوصل إلى كشف معلومات يتم تصحيح التاريخ المصري من خلالها، فهناك نحو 50 بعثة مصرية خاصة بالمجلس الأعلى للآثار، وأكثر من 250 بعثة مصرية أجنبية بين مصر وجامعات أوروبية مختلفة، وفي هذا الصدد، حاور القاهرة 24، الدكتور أحمد بدران، أستاذ التاريخ والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، وعضو البعثة الأثرية المشتركة بين جامعتي القاهرة وميونخ بألمانيا والعاملة في منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، وذلك لكشف كواليس البعثة خلال الموسم الجاري، وإلى نص الحوار:
- في البداية حدثنا عن حضارة المنيا؟
محافظة المنيا من محافظات مصر الوسطى وبها آثار من فترات تاريخية متنوعة، وعصور ما قبل الأسرات وعصر الدولة القديمة وعصر الدولة الوسطى، بالإضافة إلى العصر اليوناني الروماني والعصر المتأخر.
في محافظة المنيا، تقع منطقة بني حسن، والتي تتميز بوجود مجموعة مقابر من حكام الدولة الوسطى وبها مقابر متنوعة وملونة تشمل الحياة اليومية في مصر القديمة والبعض الآخر من المقابر، بداخلها مناظر للرياضة، حيث إن المصري القديم أول من عرف الرياضة بجميع أنواعها وهناك مجموعة من المناظر القديمة تجسد أشخاصا غير مصرية وبشرة غير مصرية أيام سنوسرت الثاني، وكانت مجموعة من الآسيويين القادمين إلى مصر بغرض التجارة ورئيسهم يسمى من حكا خاسوت إبشا.
- ما أهمية الجبانة الغربية بتونا الجبل أو المعبود جحوتي؟
تونا الجيل بها أحد أهم المعابد المصرية، وهو المعبد جحوتي أحد المعابد المهمة في مصر القديمة وهو إله الكتابة والثقافة والعلم والقمر، وهو الآن شعار جامعة القاهرة، وذلك هي النقطة الأساسية التي شجعت جامعة القاهرة على عمل حفائر في تونا الجيل، ويقع بتلك المنطقة أيضًا كنيستان من البازيليكا وتعود إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، وبها معبد كبير يعود إلى عصر الملك أمنحت الثالث وغيرها من الأماكن الأثرية المهمة.
الجبانة الغربية، استخدمت للدفن في الدولة الحديثة وازدهرت أكثر في العصر المتأخر واليوناني الروماني، وقرد البابون وأبو قردان، يعد الرمز الخاص بالمعبود جحوتي والتي كانت تدفن في تونا الجبل.
حدثنا عن بداية الحفائر في منطقة تونا الجبل؟
الحفائر بدأت عندما كان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، حيث أرسل الدكتور سامي جبرة عالم الآثار عام 1931 لبداية الحفر في منطقة تونا الجبل، واستمرت الحفائر حتى 1954، وكشف البيوت الجنائزية ومقبرة بيتو زيروس ومقبرة إيزادورا والسراديب الخاصة بالمعبود جحوتي.
واستكملت جامعة القاهرة، الحفائر منذ عام 2015، برئاسة الدكتور صلاح الخولي، رئيس بعثة آثار جامعة القاهرة بمنطقة تونا الجبل، وفي عام 2017 تم اكتشاف الجبانة الملكية الخاصة بكهنة المعبود جحوتي و35 مومياء وبعض التوابيت الخشبية، بالإضافة إلى أدوات الزينة، مثل التيجان وغيرها.
في بداية الحفائر، كانت بعثة جامعة القاهرة، الأساس ولكن في عام 1972، انضمت لها بعثة جامعة ميونخ الألمانية وأصبحت البعثة مشتركة بين الجامعتين وتتكون البعثة من أثريين، ومرممين، ومهندسي مساحة، ومهندسين فنيين، ومتخصصين في الفخار، ومتخصصين في العظام والنبات والنسيج ومن متخصصي النباتات، فهناك عالم إسباني من أعضاء البعثة يعمل على تحليل بذور النباتات المُكتشفة لمعرفة نوعها، والبعثة تعمل موسمين طوال العام.
أين تعمل البعثة المشتركة بين جامعتي القاهرة وميونخ بتونا الجبل؟
البعثة تعمل الآن في الناحية الغربية بالجبل بمنطقة تونا الجبل، وخلال الموسم الحالي، هناك بدايات مبشرة جدا فتم كشف عن مقبرة ومجموعة كبيرة من تماثيل الأوشابتي، وجار الآن فحصها ودراستها لتحديد صاحب المقبرة من خلال النصوص، وجار ترميم القطع وتوثيقها ونقلها إلى المعامل المتخصصة، ومن ثم يتم تسجيلها من خلال أعمال البعثة تمهيدًا لعرضها في المتاحف الجديدة.
ما أهم الاكتشافات الأثرية بالمنطقة خلال الفترة الماضية؟
أهم اكتشاف أثري في المنطقة كان في عام 2017، وهو الكشف عن 4 سراديب A B C D وامتدادها 10 آلاف كيلو متر، وهناك مقبرة خاصة بالكاهن بيتو زيروس وهي من أهم المقابر التي تجمع بين سمات العصر المصري القديم واليوناني الروماني، وعثر بداخل المقبرة على مجموعة من التوابيت الخاصة بالكاهن وأبيه وأخيه، وهي مقبرة عائلة والتابوت الملون والمُطعم بالأحجار الكريمة موجود الآن في المتحف المصري بالتحرير.
ما حقيقة لعنة الفراعنة؟ وهل يجب ذبح طفل لإرضاء الجن وفتح المقابر؟
لعنة الفراعنة ليست حقيقة وإنما ارتبط ظهورها وانتشارها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922 م؛ بسبب ما حدث مع اللورد كارنارفون، وهو وعالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، كشفا عن مقبرة توت عنخ آمون وتوفيا يوم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
البداية كانت عندما ابتلع أحد الثعابين الموجودة في وادي الملوك العصفور الذي كان يربيه كارتر في استراحته بوادي الملوك خلال البحث عن مقبرة توت عنخ آمون، وجاء ابتلاع العصفور يوم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون والذي كان يوم 4 نوفمبر 1922، فاعتقد كارتر أن هذه لعنة فراعنة، ولكن كان ذلك خطأ لأن جميع الأحداث تعتبر صدفة وليست مقصودة من الفراعنة، والدليل على ذلك أن هوارد كارتر عاش 18 عامًا بعد اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ، وأيضا البعثات المصرية تستخرج يوميا آثارًا فلماذا لم تصِبهم لعنة الفراعنة إذا كان هناك لعنة حقا؟!
والذي دعم أيضًا فكرة لعنة الفراعنة هو الأفلام التي تمت حديثًا عن المومياوات وغيرها، والحديث عن ذبح طفل لإرضاء الجن وفتح المقابر خرافة ولا أساس له من الصحة.
ما حقيقة نص لعنة الفراعنة المنتشرة في جميع الكتب الحديثة؟
الجملة المنتشرة هي (لا تفتح التابوت فسيضرب الموت بجناحيه كل من يُعكر صفو المَلِك)، تلك هي العبارة التي يدعي البعض أنها كُتبت على جدار مقبرة الملك توت عنخ آمون، ولكن في الحقيقة هذه العبارة خطأ، ولا يوجد أي نص في المقبرة أو التوابيت يدل على هذه العبارة، ولكن هناك عبارات تهديدية على المقابر لحمايتها من اللصوص ولكن ليس للعبارة أي أساس من الصحة.