الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ارتفاع غير مسبوق للحرارة وتلوث الهواء.. كيف أثرت التغيرات المناخية على مصر؟

العاصفة الترابية
أخبار
العاصفة الترابية
الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 05:40 م

ألقت التغيرات المناخية بظلالها على العالم أجمع، حيث سجلت درجات الحرارة في صيف 2021 رقمًا قياسيًا جديدًا والتي بلغت نحو 54 درجة مئوية في واقعة غير مسبوقة، بالإضافة إلى حالات جامحة من عدم الاستقرار أدت إلى اشتعال النيران في غابات دول عديدة أبرزها ما حدث في تونس والجزائر ولبنان.

ووصل أثر تلك التغيرات المناخية على  مصر وشهدت حالات متكررة من عدم الاستقرار واضطراب الأحوال الجوية في الصيف والخريف أيضًا، وبلغت درجات الحرارة جنوب البلاد الصيف الماضي 46 درجة مئوية كرقم قياسي لم تشهده مصر من قبل.

وتكررت حالات تلوث الهواء وانخفاض جودته نتيجة سكون حركة الرياح ما جعل وزارة البيئة تصدر أكثر من بيان خلال الشهور القليلة الماضية تحذر فيه أصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية من مغادرة المنازل لعدم تعرضهم لأي أذى نتيجة العواصف الترابية أو تركز الملوثات في الهواء.

ارتفاع درجات الحرارة

يمثل شهري يوليو وأغسطس ذروة الحرارة في فصل الصيف، لكن صيف عام 2021 لم يكن عاديًا، حيث شهدت الحالة الجوية في البلاد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة وصلت إلى 46 درجة مئوية على جنوب الصعيد وساد طقس شديد الحرارة.

وضربت موجات حارة متكررة مناخ مصر، وأرجع خبراء المناخ والأرصاد الجوية سبب هذه الحالات إلى التغيرات المناخية التي أثرت على العالم أجمع وسجل صيف عام 2021 أعلى درجات الحرارة، وأطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مصطلح حالات الطقس الجامحة على الأحداث الجوية غير المستقرة.

ارتفاع الحرارة خلال السنوات الأخيرة أخرج رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، عن صمته وحذر من منبر قمة المناخ التي أقيمت بمدينة جلاسجو الاسكتلندية في نوفمبر الماضي، من احتمالية غرق مدن بأكملها في حالة ارتفعت درجات الحرارة 4 درجات مئوية، ومن بينها مدينة الإسكندرية، وأثار حديثه فزع المواطنين خاصة أهالي الإسكندرية.

اضطراب حالة الطقس

ارتفاعات وانخفاضات في درجات الحرارة وتقلبات جوية سريعة وحادة، هي السمة التي سيطرت على فصل الخريف في مصر، والتي بدأت بشكل مباغت أول مرة في عام 2015 أعقبتها حالات متكررة وسقوط أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول وتساقط الثلوج على مدن حتى من أقصى جنوب البلاد.

وبداية من شهر أكتوبر الماضي تعرضت البلاد لحالات عديدة من عدم الاستقرار، ما بين امتداد لمنخفض السودان الموسمي الذي تسبب في سقوط أمطار غزيرة على سلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء، مرورًا بهبوب الرياح المثيرة للأتربة والرمال وصلت إلى حد العاصفة على بعض المناطق المكشوفة.

ولعل ذروة حالات عدم الاستقرار الجوي التي شهدتها محافظات جنوب الصعيد كانت في شهر نوفمبر الماضي، حيث ضربت الأمطار الغزيرة والسيول محافظة أسوان، وتسبب في تدمير وتهجير السكان من منازلهم، فضلا عن تساقط كرات الثلج وحبات البَرَد على المدينة الجنوبية، واستمرار الأمطار الرعدية وموجات البرق.

اضطراب حالة الطقس وموجة عدم الاستقرار الجوي في أسوان، أدت إلى خروج العقارب من جحورها وأصابت السكان المحليين بلدغاتها وجرفت السيول التي لم تشهدها المدينة منذ عام 2010 مقابر الموتى والجثث المتوارية خلف الثرى.

وقبل نهاية فصل الخريف أبى أن يودعنا وداعًا عاديًا، فشهدت السواحل الشمالية والوجه البحري وحتى شمال الصعيد والقاهرة الكبرى موجة مؤكدًا لن تكون الأخيرة من حالات عدم الاستقرار، أثرت بسقوط أمطار غزيرة على السواحل الشمالية وسقوط حبات البَرَد والثلوج على مدن الإسكندرية ومرتفعات سانت كاترين.

كما نشطت رياح مثيرة للرمال والأتربة وصلت إلى حد العاصفة الترابية على المناطق المكشوفة والصحراوية، وانعدام الرؤية الأفقية على الطرق، بالإضافة إلى اضطراب حالة البحر المتوسط وارتفاع أمواج لنحو 5 أمتار.

تلوث الهواء

وقعت وزارة البيئة و10 وزارات وهيئات معنية أخرى اتفاقية لتحسين جودة الهواء في القاهرة الكبرى بتكلفة إجمالية 200 مليون دولار، وهو مشروع يموله البنك الدولي، ويستهدف رفع جودة الهواء في محافظات القاهرة الكبرى والحد من انبعاثات الهواء والمناخ من القطاعات الحيوية، وزيادة القدرة على مقاومة تلوث الهواء.


الاتفاقية والتي حضر رئيس الوزراء مراسم توقيعها في سبتمبر الماضي، لم تمنع بالتأكيد انخفاض جودة الهواء في العاصمة التي تصنف ضمن المدن الأعلى في معدلات تلوث الهواء، وذلك بفعل العوامل الجوية الطبيعية.

وأصدرت وزارة البيئة أكثر من بيان على مدار الشهور القليلة الماضية تحذر فيه من انخفاض جودة الهواء، بل ونصحت المواطنين من أصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية والمزمنة بعدم مغادرة المنزل لحين تحسن الأحوال الجوية وعودة مؤشرات جودة الهواء إلى طبيعتها، ولعل آخرها الذي صدر بتاريخ 19 ديسمبر الجاري نتيجة العواصف الترابية التي وصلت إلى بعض المناطق خلال حالة عدم الاستقرار.

تابع مواقعنا