هل تعرضت كتابات نجيب محفوظ للتحريف؟
أعلنت مكتبة ديوان، منذ أيام، حصولها على حقوق نشر أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأن المكتبة بصدد تشكيل لجنة لمراجعة أعمال الكاتب الكبير، وهو ما أثار جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية الذين استنكروا أن يراجع أحد ما كتبه نجيب محفوظ، ومنهم الكاتب الكبير يوسف القعيد الذي أعلن أنه ليس من حق أحد العبث بتراث نجيب محفوظ لأن أعمال نجيب محفوظ، أصبحت ملكا للجميع وليس من حق حتى ورثته العبث بتراث هذا الكاتب العظيم.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تعرضت أعمال نجيب محفوظ للتعديل من قبل؟ والإجابة نجدها في تحقيق أجراه الباحث حلمي النمنم، حول هذا الأمر في عدد شهر فبراير لمجلة الهلال عام 1995 تحت عنوان مكتبة مصر تحرف أعمال نجيب محفوظ.
وكشف النمنم، أهم أعمال نجيب محفوظ التي طالها التغيير، ومنها 149 تغييرا على رواية السمان والخريف و88 تغييرا في رواية بداية ونهاية، مؤكدا أن التغييرات شملت حذف بعض الجمل وأجزاء من الحوارات واستبدال بعض الكلمات بمرادفات لغوية أخرى، ما أدى إلى إهدار جماليات النص الأدبي.
وضرب النمنم مثلا لتغيير بعض الحوارات في رواية السمان والخريف، ومنها الفصل 13 حيث يدور حوار بين بطل الرواية عيسى وصديقه سمير عبد الباقي، حيث يقول عيسى: غير أنك لا تقتل فيه جسدك أنت ولكن أجساد الآخرين.
فيرد سمير قائلا: أقترح عليك أن تنتقي نوعا من الجرائم الجنسية.
ويؤكد النمنم أن الطبعة الجديدة التي صدرت وقتها جاء هذا الحوار في صفحة 72 بعد أن حذف منه رد رسمي الأخير.
كما مثل أيضا النمنم لبعض الأخطاء الواردة في بداية ونهاية.
مدير دار النشر ينكر التحريف
وذكر النمنم أن صلاح السحار مدير النشر في الدار وقتها أنكر أن يكون قد تم أي تغيير في أعمال نجيب محفوظ، وأنه في أثناء الطبع كانت تسقط بعض الكلمات فكنا نتصل بالأستاذ نجيب محفوظ ونخبره بأننا سنكمل نحن ما سقط فلم يكن يمانع، لكن الأستاذ نجيب نفى ذلك بحدة، قائلا: لم أستأذن في ذلك أبدا ولم أستشر في شيء وليس من المعقول بالمرة أن يقول أحد لي سنكمل بعض الكلمات وأوافق.