الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم
ردت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين نصه: ما الحكم الشرعي في تهنئة المسيحيين بمناسبة أعيادهم، خاصة أن هناك من يعتبر أن من فعل ذلك ارتكب معصية كبيرة، وأن ذلك منهي عنه صراحة وبشكل واضح في القرآن والسنة والإجماع؟
وأجابت الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية، بأنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا.
وأضافت الإفتاء: كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.
الإفتاء: من يحرم فنظرته قاصرة
وتابعت الإفتاء: أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.
وأكملت الإفتاء: وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته.