رحلة نقل المومياوات من التحرير إلى المتحف الكبير.. مصر تبهر العالم بالافتتاحات الملكية 2021 | صور
عُرفت الاحتفالات في مصر منذ قديم الأزل منذ العصر القديم، واستمرت حتى العصر الحديث والمعاصر، حيث كانت الاحتفالات تُقام في جميع الأنحاء، والبعض منها كان يتم بحضور الملك مع عامة طوابق الشعب، ويقوم بتوزيع الهدايا والعطايا لأفراد شعبه.
وخلال الاحتفالات؛ تُقام حفلات الرقص والغناء وغيرها من مظاهر الاحتفال القديم، ومن أهم الأعياد في مصر الفرعونية هو احتفال الملك مينا نارمر بتوحيد الوجهين القبلي والبحري، وأصبح هذا العيد عيدًا رسميًا لمصر يُقام كل عام، واستكمالًا لهذه الاحتفالات الملكية؛ بدأت وزارة السياحة والآثار خلال العام الجاري 2021، وتستمر حتى 2022 والسنوات المقبلة في إقامة الاحتفالات الملكية استكمالا لمسيرة المصري القديم.
وشهدت مصر خلال بداية شهر إبريل الماضي، وتحديدا يوم السبت 3 إبريل؛ حفلا جنائزيا كبيرا، لموكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووسط أجواء فرعونية مُختلفة من الأضواء والموسيقى المصرية القديمة، حيث نُقلت المومياوات الملكية على عربات فرعونية؛ تُشبه المراكب في مصر القديمة وكل عربة عليها أسماء الملك باللغة المصرية القديمة.
نقل المومياوات الملكية عام 2021 (شهر إبريل 2021)
انطلق موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير ليلا وقطع مسافة وصلت لمدة 40 دقيقة وصولا بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، أي مسافة 7 كيلومترات في وسط إجراءات أمنية مشددة عاشتها شوارع مدينة القاهرة لنقل مومياوات 22 ملكا وملكة من زمن الفراعنة بينهم مومياء الملك رمسيس الثاني، الملك رمسيس الثالث، الملك رمسيس الرابع، الملك رمسيس الخامس، الملك رمسيس السادس، الملك رمسيس التاسع، الملكة حتشبسوت، الملكة نفرتاري، الملكة تي.
وقال الدكتور مصطفى إسماعيل، مدير مخزن المومياوات، لـ القاهرة 24، إن أعمال المناورة؛ استمرت ساعات طويلة، من خلال أخذ المومياوات، وإنزالها على المدخل الرئيسي، طبقا للعربة التي تدخل الموكب لتفادي أي صدمة، في صفوف مُتعددة، وفقا لخطة مُحكمة حتى تم عرض المومياوات بسلام بالمتحف القومي للحضارة، وشاهدهم جميع الزائرين.
وأضاف مدير مخزن المومياوات بالمتحف القومي للحضارة: الكبسولات الهيدروجينية والمستخدمة في حفظ المومياوات الملكية وحمايتها من الضرر، هي فكرة مصرية خالصة، لكن الهيدروجين تم صناعته بواسطة شركة ألمانية على أعلى مستوى وبنسب معينة، والفكرة الجديدة بصناعة فتارين المومياوات، حيث يتم وضع المومياء على حامل، ثم طبقة من الكتان، والكتان معالج بمواد ناناوية، لتزويد المقاومة وحفظ المومياء بدرجة 100%.
رحلة نقل مركب خوفو من أهرامات الجيزة للمتحف المصري الكبير
وبعد موكب نقل المومياوات الملكية؛ استكملت وزارة السياحة والآثار الاحتفالات الجنائزية في مصر القديمة؛ فعزمت على نقل مركب الملك خوفو من منطقة أهرامات الجيزة إلى متحفها التي تم بنائه خصيصًا لها بجوار المتحف المصري الكبير حتى يكون مكانها الدائم، وللسفن والمراكب في مصر القديمة أهمية دينية ورمزية كبيرة، حيث يُعتقد أن رب الشمس رع؛ يُسافر كل يوم عبر السماء في مركب، ومع ذلك فإن الغرض الحقيقي لمركب خوفو ليس معروفًا بشكل مُحدد، وإن كان يعتقد أنه يرمز إلى عملية انتقال الملك المتوفي إلى العالم الآخر.
الجمعة 6 أغسطس 2021 في تمام الساعة 6 مساءً؛ انطلقت رحلة نقل مركب الملك خوفو من منطقة أهرامات الجيزة وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك بعدما انتهت وزارة السياحة والآثار من جميع الأعمال على هضبة الجيزة، والتي تمت بشكل متكامل بنسبة 100%، وشملت التجهيزات إحكام تثبيت هيكل معدني حول جسم المركب لحمايتها والحفاظ عليها أثناء عملية النقل، كما تم الانتهاء من جميع الأعمال الأثرية المرتبطة بفك الأجزاء البسيطة والتغليف والحماية، وتم فصل المركب عن مبنى المتحف الحالي، وأصبح المركب والهيكل المعدني جزءًا واحدًا، تمهيدًا لعملية النقل النهائية بعد الانتهاء من المتبقي من الأعمال الهندسية.
- نقل المركب تعتبر معجزة القرن الـ 21.
من جانبه قال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، إن عملية النقل تمت بواسطة العربة الذكية ذات التحكم عن بُعْد؛ تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل مركب خوفو قطعة واحدة، بعد حمايتها وتأمينها أثناء التحرك، وتم عمل عدة تجارب قب النقل لاختبار كفاءة العربة وقدراتها على التحمل أثناء عملية السير على المحاور المختلفة للطرق صعودًا وهبوطًا، بالإضافة إلى معرفة مدى قُدرتها على المناورة في المنحنيات وفروق الارتفاعات بالطرق، وهي تحمل أوزانًا مماثلة لوزن المركب، ونموذجًا للهيكل المعدني الواقي لها، وبنفس الطول والعرض وأخيرًا وصلت مركب خوفو إلى مكان عرضها الدائم بمبني مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير.
وأضاف المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن ما حدث في عملية نقل مركب خوفو؛ يُعتبر مُعجزة ليس لها مثيل في تاريخ نقل الآثار المصرية، لافتًا إلى أن عملية نقل المركب؛ تُعتبر معجزة القرن الـ 21.
من جهته، كشف مصدر مسئول، في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه بعد وصول المركب في تمام الساعة 5 صباحًا، أجرى فريق ترميم المتحف فحصًا من جميع الجوانب المختلفة حرصًا على متابعتها حتى بعد الوصول، لافتًا إلى أن المركب لم تتأثر بعملية النقل؛ وذلك نتيجة لأعمال الحفظ والتغليف الجيد الذي أجراها فريق العمل من المرممين والأثريين، وأجهزة القياس والتحكم التي تم وضعها لضبط الجو المحيط بمركب خوفو وامتصاص الاهتزازات.
وسوف يتم عرض مركب الملك خوفو مع افتتاح المتحف المصري الكبير داخل مكانها الدائم بالمتحف الخاص بها.
افتتاح طريق المواكب الكبرى.. طريق الكباش بالأقصر
وحرصت وزارة السياحة والآثار لأنهاء احتفالات هذا العام باحتفال فرح يُضاهي موكب نقل المومياوات، فعزمت على افتتاح طريق الكباش بالأقصر والرابط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، وطريق الكباش، والذي يُعد واحدًا من أهم الأماكن الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، وتهتم بها الدولة اهتمامًا كبيرًا، وهو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكانت تُقام داخله أعياد مختلفة منها: الأوبت وتتويج الملك وأعياد أخرى قومية تخرج منه.
وفي الـ 25 نوفمبر 2021؛ تم افتتاح طريق الكباش بحضور الرئيس السيسي وسط ضجة كبيرة، بعد أن أنهت أعمال الترميم التي استغرقت أكثر من سبعة أعوام، وضمت المسيرة مشاركين بالزي الفرعوني، وأوركسترا سيمفونية، وتأثيرات ضوئية، وراقصين محترفين، وقوارب على النيل، وعربات تجرها الخيول.
السياحة تستكمل مسيرة الاحتفالات الملكية في عام 2022
تستمر وزارة السياحة والآثار خلال العام المقبل 2022، بتنظيم احتفالات كبري والذي يصل البعض منها لمدة 4 أيام، ومن بين الاحتفالات احتفالية مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون والتي تم اكتشافها على يد عالم الآثار البريطاني، ومرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات.
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
وكشف مصدر مسئول بوزارة السياحة والآثار في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، موعد الانتهاء من أعمال مشروع المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه سيتم الانتهاء من أعمال مشروع المتحف المصري الكبير 30 يونيو المقبل، ومن المتوقع أن يكون الافتتاح في شهر نوفمبر المقبل.
وينشر القاهرة 24 أبرز 15 قطعة أثرية تميز البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، والتي جاءت كالتالي:
- 10 تماثيل الملك سنوسرت الأول، توضح هذه التماثيل الملك في مرحلة الشباب وهو جالس على كرسي العرش.
- قطعة للوحة الزيوت السبع المستطيلة الشكل، التي كانت تستخدم في طقوس الدفن، وعليها كتابات باللون الأسود وسبع فتحات بيضاوية الشكل.
- مائدة للقرابين من الحجر الجيري، عليها خراطيش خاصة بالملوك سنفرو وجدف رع وخوفو.
- تمثال لشخص يدعى آختي حتب يرتدي نقبة منتفخة عليها طبقة من الجص الملون.
- تمثال آخر من الخشب لسيدة من عصر الدولة القديمة.
- تمثال الإلهة آست مصنوع من الجرانيت الوردي لإحدى ملكات البطالمة، ويرجع إلى الفترة من القرن الرابع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهو من التماثيل الغارقة.