من حق كل مصري بالخارج رفع هامته فخرًا بعد 30 يونيو
على مدى أكثر من نصف قرن شكلت تحويلات المصريين بالخارج رافدًا من أهم روافد موارد الدولة المصرية وهذا انعكس بدوره على دوران عجلة الاقتصاد المصري فالتحويلات بالعملة الصعبة من قبل ملايين المصريين المنتشرين فى ربوع العالم خاصة دول الخليج وأخص منها الشقيقة السعودية تترجم تلك التحويلات بمليارات الدولارات إلى حركة بناء نشطة وتشغيل عمالة بالداخل وبيع وشراء، وتوفير النقد الأجنبي بالبنك المركزي المصري، وهو أمر بلا ادنى شك ينعش الاقتصاد ولا أبالغ أن السنوات القادمة ستشهد طفرة غير مسبوقة فى تلك التحويلات لتقفز من ثلاثين مليار دولار إلى خمسين مليار دولار، واضيف هنا أن تحويلات المصريين بالخارج خلقت اقتصادًا شعبيًا قويًا فالعملة الصعبة تتداول مباشرة فى السوق بعد تحويلها لتخلق فرص عمل وانتعاشا اقتصاديا فى الريف والمدن وكل قطاعات الدولة.
وقبل ثورة 30 يونيو كانت الدولة المصرية تنظر إلى المصريين بالخارج باعتبارهم منجم الذهب الذى لاينضب دون مراعاة لحقوقهم المادية والمعنوية التى كانت فى كثير من الاحيان تمس بصور مختلفة تجعل المصريين بالخارج قلقين من ممارسات معينة طالت حقوقهم ولست بحاجة لذكر عشرات الأمثلة على ذلك ، لكن وبعد ثورة 30 يونيو اخذت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة القوي العاملة ووزيرها النشط محمد سعفان بتوجيهات واضحة لا لبس فيها من قبل القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي متابعة أحوال المصريين بالخارج حقوقهم المالية والمعنوية من خلال مكاتب التمثيل العمالي التى تحولت لخلية نحل على مدار اليوم فى كل الدول التى يوجد بها عمالة مصرية ولو كلفت نفسك عناء متابعة الصحف والمواقع المصرية لوجدت كل يوم خبر أو أكثر يترجم ذلك النشاط الملحوظ لوزارة القوي العاملة والتى تسعى لضمان عقود عمل مجزية ومضمونه لكل عامل مصري، أو متخصص ولا يقتصر الامر على ذلك فقط بل متابعة حقوق من توفى منهم أو اصيب أو حدثت له اى مشكلة والأهم فى هذا الصدد أن وزارة القوى العاملة ومكاتب التمثيل العمالي فى الخارج اخذت على كاهلها اضافة إلى مهامها فى متابعة أحوال المصريين بالخارج البحث عن عقود عمل وفرص وتأشيرات ووظائف جديدة للمصريين فى كافة أرجاء المعمورة تخفف العبء على الدولة المصرية فى ملف البطالة وتريح المصريين الباحثين عن وظائف من عناء كثير، كما توفر لهم مبالغ كانت تدفع بشكل مشروع أو غير مشروع لمكاتب التوظيف أو سماسرة الهجرة.
نجحت منظومة مكاتب التمثيل العمالي بالتنسيق مع الوزير محمد سعفان بمتابعة حثيثة ويومية منه آلاف الفرص التوظيفية كما نجحت في حل مشاكل عديدة بين العمال المصريين وأرباب العمل.
لذلك من حق كل مصري بالخارج إذن أن يطمئن إلى أن نظرة مصر إليه الآن قد تغيرت إيجابيا كما تغير كل شيء عقب يونيو 2013 وإنه لن يُغبن أو تمس حقوقه وعليه في تلك الحالة أن يبذل قصاري جهده كى يكون واجهة مشرفة لبلده العظيمة مصر.