فلسطينيون عن دعوات الاعتراف بيهودية إسرائيل: خيانة للقضية وتمهيد لصفقة القرن
نتبنى قانون القومية، وإسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك، وأن الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية، وهكذا ستبقى.. كلمات أطلقها عضو الكنيست الإسرائيلي، ورئيس حزب القائمة العربية الموحدة، منصور عباس قبل أيام، على إثرها اشتعل الشارع الفلسطيني غاضبا ومنددا بتلك التصريحات.
اعتراف دولة فلسطين بالكيان الإسرائيلي كدولة، حلم لطالما تمنت إسرائيل تحقيقه، وطالبت به كثيرا في المحافل الدولية، واجهه صمود فلسطيني رافض وصامد لمثل تلك الدعوات.
هدية مجانية للاحتلال
الدكتور أيمن الرقب، القيادي الفلسطيني بحركة فتح، قال لـ القاهرة 24، لم نسمع من أي نائب عربي يدعو للاعتراف بيهودية دولة الاحتلال الإسرائيلي إلا رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، منددا بموقف عباس الذي يراه أنه يعطي مبررات لحكومة الاحتلال.
وأضاف، أن الرجل، والذي ينتمي للاتجاه الإسلامي في داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، يقدم هدايا مجانية للاحتلال لم يحلم بها، كذلك الحديث عن إسرائيل ولدت يهودية وستبقى يهودية يعطي مبرر لحكومة الاحتلال للتعامل بأن العرب الذين يمثلون أكثر من ٢٠ بالمائة من إجمالي سكان دولة الاحتلال ليس لهم حقوق في دولة يهودية، كما أنه يعد ضغطا على الفلسطينيين للاعتراف بيهودية دولة الاحتلال.
وتابع: كان بمقدور منصور عباس أن يقول أن دولة الاحتلال أُنشأت بقرار دولي عام ١٩٤٧م كدويلة يهودية، ولكن على ٥٢ بالمائة من أرض فلسطين التاريخية وليس على ٧٨ بالمائة من أرض فلسطين التي احتلها اليهود عام ١٩٤٨، بعد ارتكاب المئات من الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني.
ونوه القيادي بحركة فتح، إلى رفض نواب عرب في القائمة المشتركة هذه التصريحات واعتبروها خيانة، خشية أن يتبع هذا التصريح موافقة منصور عباس على التجنيد في جيش الاحتلال للفلسطينيين عام ١٩٤٨، بحجة أنهم مواطنون داخل هذه الدولة اليهودية، وهذا ما سيمثل ضغطا كبيرا على النواب العرب المعارضون لتصريحات منصور عباس.
و أكمل الرقب كلامه: تعتبر هذه التصريحات خروج عن الإجماع العربي، قائلا: منصور عباس يدافع عن نفسه أمام اليمين بخيانة القضية الفلسطينية ولن يجني سوى الندم.
يقسم الصف الوطني
المحلل السياسي الفلسطيني، صلاح حميدة، قال لـ القاهرة 24، لست متابعا تفاصيل ما جاء على لسان منصور عباس، لكن ما صدر عنه يؤكد عدم وطنيته، وأنه ترشح للكنيست لكي يقسم الصف الوطني داخل الخط الأحمر، فهو شخصية مثيرة للشبهات ويعمل لصالح العدو، حسب قوله.
وأضاف، أن توقيت مثل تلك الدعوات، جاء بطلب له من الكنيست، لتفتيت الموقف الفلسطيني وتهيئة الأجواء لأي حل إقليمي مرتقب ضمن الصفقة التي تطبخ في الكواليس حول القضية الفلسطينية في إطار صفقة القرن.
الرئاسة الفلسطينية: ترجمة بغيضة لقانون القومية
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية إن التصريحات الصادرة من منصور عباس، عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب القائمة العربية الموحدة، ترجمة حرفية بغيضة لقانون القومية الذي أصدرته الدوائر المتطرفة والعنصرية في إسرائيل.
وأضافت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن عباس منصور، الذي دعا في تصريحات له الشعب الفلسطيني للاعتراف بدولة إسرائيل، لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل الشعب الفلسطيني في الوطن وفي كل مكان في العالم، مجددة إدانتها لمثل هذه التصريحات المخالفة للدين والتاريخ والتراث الفلسطيني الممتد منذ بدايات التاريخ.
وتابع البيان أن هذه التصريحات غير المسؤولة تتوافق مع دعوات المتطرفين في إسرائيل لتهجير الفلسطينيين، والمس بمكانة المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنه من المؤسف أن رئيس حزب القائمة العربية الموحدة في الحكومة الإسرائيلية أصبح جزء من تيار يعزز مشروع إسرائيل بدلا من الانحياز إلى حقوق شعبه، بدلا من إدانة الاستيطان وعمليات القتل والتهجير التي يرتكبها الاحتلال، ومخططات المتطرفين الإسرائيليين لتفريغ الأراضي الفلسطينية.
وفي كلمة له خلال مؤتمر إسرائيل للأعمال، قال رئيس حزب القائمة العربية الموحدة، إنه يتبنى قانون القومية وأن إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك، وأن الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية، وهكذا ستبقى.
يذكر أنه قبل أسابيع، قال المجلس الوطني الفلسطيني، إن الاعتراف بإسرائيل لا يمكن أن يستمر دون إنهاء الاحتلال، واعترافها بدولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، خاصة في ظل السياسات والإجراءات الاستيطانية المتطرفة والهادفة لمصادرة حق الفلسطينيين في العودة والدولة.
وصدرت بيانات عن منظمة التحرير الفلسطينية وعن حركة فتح تندد بالدعوات المطالبة بيهودية إسرائيل.