جنة الله على الأرض.. القاهرة 24 داخل محمية جبل علبة بالبحر الأحمر | صور
جَبَنة يفوح عطرها في كل صباح، ودخان سَّلات يحجب الرؤية، في جنوب محافظة البحر الأحمر؛ تجد سلسلة جبال علبة؛ لا يمكن أن تغض النظر عنها، حيث تمتلك عددا من المؤهلات التي جعلت الدولة المصرية؛ تعلنها إحدى أكبر المحميات الطبيعية في مصر.
جبل علبة إيلاب تقع على مساحة أكثر من 35000 كم مربع جنوب البحر الأحمر
تقع محمية جبل علبة إيلاب - كما يسمونها بلغة قبائل البجا على مساحة أكثر من 35000 كم مربع، وهي أجمل محميات مصر وأكبرها من حيث المساحة، والتنوع البيولوجي.
التنوع البيولوجي، يُميز محمية علبة عن مختلف المحميات، ولها طبيعة خاصة في فصل الشتاء؛ تجعلها محطة هجرة للكثير من الحيوانات البرية والطيور.
ترقب لتشاهد الغزلان.. النمر الإفريقي.. الحمار البرى
يمكنك مشاهدة الغزلان، الكبش الأروى، قط الرمال، النمر الإفريقي؛ الذي يعد من الأنواع المهددة بالانقراض، كما يوجد الحمار البري النوبي، بالإضافة إلى 40 نوعا من الزواحف التي تعيش في الجبل، بخلاف العديد من فصائل الطيور المختلفة، كذلك اللافقاريات البحرية، ونوعين من المانجروف.
زيارة المحمية مُخصصة للمصريين فقط، ولن تتخيل للوهلة الأولى، أن تلك المناظر الخلابة موجودة على أرض مصر، حيث تحولت الصحراء إلى جنة، ومراعي مفتوحة، وقمم الجبال تشق السحب في لوحة فنية جميلة، وسط جمال الطبيعة.
تحتوي المحمية على العديد من الموارد الطبيعية والبشرية والثقافية، ما بين حياة برية ونباتات طبية واقتصادية، وكذلك آثار فرعونية ورسومات قديمة، بالإضافة للموارد المائية من آبار وعيون للمياه العذبة.
قبائل العبابدة والبشارية يسكنون جبل حيث يعملون فى الرعي
يسكن جبل علبة قبائل العبابدة والبشارية، حيث يعملون في الرعي، وتكتسي خلال فصل الشتاء - أودية علبة باللون الأخضر المتميز، والذي يجعلها غنية بالعشب، مما يوفر غذاءً لإبلهم وأغنامهم؛ الذين يعتمدون عليها في حياتهم كمصدر رزق لهم ولأولادهم.
ويحتفل السكان؛ بشواء لحم الضأن ومشروب الجبنة التي تشتهر بها قبائل جنوب البحر الأحمر، بسقوط الأمطار، فهو يعني الرزق والخير الوفير بانتشار المراعي للابل، وكذلك الأغنام؛ التي تنتج عنها نشاطا في حركة البيع والشراء في أسواق الإبل والأغنام في شلاتين.
السلات.. الأكلة الرسمية لقبائل جنوب البحر الأحمر
أما شواء اللحم هنا؛ يختلف عن باقي محافظات مصر، ويطلق عليه اسم السلات، حيث يتم تصفيته من العظم، ويُطهى من خلال الوضع على أحد أنواع الحجارة المحماة، وهي حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.
جدير بالذكر أن مدينتى حلايب وشلاتين؛ شهدت خلال الفترة الماضية، تجمعات كبيرة من مياه الأمطار والسيول، مما جعلها تتحول من صحراء جرداء إلى جنة خضراء.