ذاكرة الأمثال.. شابت لحاهم والعقل لسه ما جاهم
تعد الأمثال كنزا ثمينا ورثناه عن أسلافنا وعلينا أن نحافظ عليه ولا نفرط فيه ونحرص على التعلم من الأمثال، ونستمد منها خبرات الحياة ونأخذ العبر ودروسنا الحياتية.
وبناء على ذلك نستطيع القول إن الأمثال تمثل ذاكرة الشعوب، ومن الخطأ الكبير أن يعتقد البعض أن الأمثال مجرد أقوال يكون الغرض منها السخرية والتسلية واللهو والتسامر، وعموما فالأحوال التي تستدعي أن تضرب فيها الأمثال كثيرة جدا ومتنوعة إلى درجة يصعب حصرها.
من الأمثال القديمة الموروثة قولهم: داهيه ونص الليل ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أن النص بضم الأول وتشديد الصاد يريدون به النصف، والمعنى: داهية داهمت ولكنها طرقت نصف الليل؛ أي: في الظلمة ووقت النوم والسكون لا وقت النهوض لدفعها والاستنجاد عليها، والمثل يضرب للدواهي التي تقع ويزيدها سوءا أنها تقع في وقت متأخر.
ومن الأمثال أيضا قولهم: شابت لحاهم والعقل لسه ما جاهم، والمراد من المثل شابوا ولم يرزقوا العقل بعد؛ أي: لم يرشدوا، ويرويه بعضهم: شابت لحانا والعقل ما جانا وفي معناه أيضا المثل القائل الكبر كبرنا والعقل ما كملنا.
الشرط عند الحرت
ومن الأمثال أيضا قولهم: الشرط عند الحرت ولا القتال في الحصيده ويرويه اليعض: «ولا الخناق في الجرن» أي: ولا المشاجرة في بعد الحصد.
ويروي المثل بطريقة أخرى أيضا وهي: «لشرط عند الحرت ولا المشاجرة في الجرن» ومعناها المشاجرة أيضا، وهي إما تحريف عنها، وإما مشتقة من الشخر.
