الأرض بتطلع نار.. حقيقة ظهور نيران حمراء وزرقاء في الوادي الجديد ومعهد البحوث الفلكية يكشف الحقائق
تبدو من بعيد أرض جبلية عادية مليئة بالصخور ولكن إذا أمعنت النظر بها أكثر تجد بعض الانبعاثات للأدخنة، ليصور لك خيالك للوهلة الأولى أنه مجرد حريق بسيط وستنتهي قريبًا بسبب فعل الرياح، ولكن بعد أن رحلة النهار وحل الليل أصبح الأمر غريبًا بعض الشيء فلم تنتهي السنة الدخان المتصاعد من الجبل وأصبح الأمر محيرًا لأهالي قرية الهنداو التابعة لمركز الداخلة في صحراء مصر الغربية الوادي الجديد.
خرافة الجن والعفاريت بين أهالي القرية
ومع مرور أكثر من 3 أيام في بداية الأمر، أصبح الخبر المتداول بين أهالي قرية الهنداو التابعة لمركز الداخلة، أن الجن والعفاريت، سكن تلك المنطقة الجبلية المليئة بالأدخنة وانتابت الكثير الحيرة من هذا الأمر.
وكان من أحد شباب القرية شاب جرئ ومغامر ومتعلم لن ينصت إلى ما تداوله أهالي القرية، وقرر أن يخرج في رحلة للبحث عن ذلك المجهول الذي أثار حفيظة أهالي القرية.
ماذا وجد الشاب مكتشف تلك المنطقة
وبين الخرافة وكشف الحقيقة كانت الشعرة التي أنهت ذلك الجدل، ليقترب الشاب محمود مهران، أحد أبناء القرية وحاصل علي بكالوريوس العلوم الزراعية، من الحقيقة ليكتشف ان تلك المنطقة التي تحدث فيها الظاهرة علي طريق الهنداو – مدينة موط، بمركز الداخلة، على بعد 1.5 كم من مدينة موط، وعلى بعد 2.5 كم من قرية الهنداو، وبها الكثير من الفوهات المنبعثة منها مجموعة من النيران ذات اللون الأحمر والأزرق والذي اعتقد في بداية الأمر أنه بركان يهدد أهل قريته وراح ليحذرهم، وقام بإبلاغ الجهات المختصة.
الجهات المختصة تكشف الحقيقة
بعد أن أثار ذلك الأمر جدلًا واسعًا حول اعتقاد وجود بركان في هذه المنطقة الجبلية والتي تهدد أهالي القرية، ولكن مجموعة من الأساتذة الجامعيين من قسم الجيولوجيا وعلوم طبقات الأرض شكلت لجنة برئاسة رئيس جامعة الوادي الجديد الدكتور عبد العزيز طنطاوي إلي تلك المنطقة.
وأقرت اللجنة أن تلك المنطقة عبارة عن تفاعلات كيميائية ووجود مركب الكبريت بكثافة عالية بين طبقات الأرض، والتي جعلت ألسنة اللهب تتصاعد من باطن الأرض نتيجة لتلك التفاعلات.
تحليل بعثة علوم الفلك وتكرار الانبعاثات
وأرسل معهد بحوث الفلك والزلازل، بإرسال عدد من البعثات الفلكية إلي المنطقة لتحليلها لاكتشاف هذه المنطقة بشكل علمي وأعلن رئيس معهد بحوث الفلك والزلازل الدكتور جاد القاضي، إن المعهد أرسل عدة بعثات بحثية للمنطقة بالتنسيق مع محافظ الوادي الجديد، اللواء محمد الزملوط، وجامعة الوادي الجديد، ونتج عن هذه الدراسة قيام الدراسات الجيوفيزيقية بتحديد التراكيب التحت سطحية بمنطقة الانبعاثات، وتحديد عدد من الفوالق وتوضيح علاقتها بمصدر الغازات والأبخرة.
وأوضح، رئيس معهد بحوث الفلك والزلازل، إن التحاليل الكيميائية تظهر وجود بعض العناصر والأصول العضوية لمصدر الانبعاثات، وتبين أن النشاط الزلزالي الذى جرى تسجيله بالمنطقة قد يؤدي إلى تفسير ظاهرة تكرار الانبعاثات.
ظهور نيران حمراء
ولفت، رئيس معهد بحوث الفلك والزلازل، أن المعهد سيرسل نهاية هذا الأسبوع، بعثة جيولوجية لمنطقة الانبعاثات بقرية الهنداو، لاستكمال الدراسات بالمنطقة وتحديد الطرق العلمية في التعامل معها والاستفادة منها مع التأكيد على عدم وجود أي خطوة بالمنطقة تتمثل في أي ظاهرة جيولوجية.
