حسن المعاملة والتعايش.. حكم عيد رأس السنة

حكم عيد رأس السنة تتفق في هذا الحكم الذي يبيح الاحتفال كافة المؤسسات الدينية الرسمية فهو  أمر جائز،  ومباح،  واستندت المؤسسات الإفتائية لعدد كبير من  الآيات من القرآن الكريم كما استدلت بعدد من الأحاديث النبوية،  على  النقيض تمامًا هناك آراء تحرم بل وتصل بالأمر لدرجة الكفر وتسند أيضا لعدد من الآيات والأحاديث النبوية.. حكم  رأس السنة في التقرير التالي.

حكم عيد رأس السنة

حكم عيد رأس السنة في الرأي الأول يقولون إن الاحتفال فيه مشاركة للنصاري واليهود -رأي السلفية- باعتبار أن في  أعيادهم كفر والدليل على ذلك أن من تشبه بقوم فهو منهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من التشبه بأخلاق  غير المسلمين وأن هو عيد غير المسلمين لايجوز الاحتفال به واستدلوا على ذلك من  القرآن الكريم: فسّر ابن  عباس -رضي الله عنهما- قول الله -تعالى-: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا،والدليل من  السنبة النبوية  ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- بقوله: قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم  يَومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ،  قال: إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يَومَ الفِطرِ، ويَومَ النَّحرِ.. ويقصد بقول الزور هو أعياد غير المسلمين كما  روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ  عِيدًا

حكم رأس السنة دار الأفتاء المصرية 

حكم رأس السنة هناك رأي آخر يبيح ويجوز من خلاله الاحتفال برأس السنة وكما ذكرنا سابقا في كل رأي من  الآراء أدلة وأحاديث نبوية ويقول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إنّ ما تصالح عليه الناس  بإطلاق لفظ "العيد" على مثل هذه المناسبات العالمية هو ليس عيدًا بالمفهوم الشرعي لكن يجوز الاحتفال  برأس  السنة الميلادية على أنه ليست عيدًا أو مناسبة دينية لكن احتفال عادي ونكون فيه حريصين على الالتزام بالضوابط  الشرعية، وعدم التقصير في أداء الفرائض والواجبات، وألا نرتكب في هذا اليوم أي نوع من أنواع المحرمات التي  حرمتها الشريعة الإسلامية.

 قال مستشار المفتي الدكتور مجدي عاشور في حكم الاحتفال برأس السنة إننا لو عرفنا موعد ميلاد أي رسول آخر  سنحتفل به ولو عرفنا موعد ميلاد أي رسول أو نبي نحتفل به لأن كل الأنبياء والرسل سواسية ولافرق بين نبي وآخر  والاحتفال بميلاد سيدنا عيسى من الأمور جائز شرعًا، والمقصود إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء  ذكرى المولد المعجز للسيد المسيح عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش  والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية  الجديدة عدة مقاصد، وكلها غير بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها.ى سورة مريم "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا.. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا.. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا.. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا.. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا.. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا.. فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا.

حكم الاحتفال رأس السنة

هناك رأي آخر يقول إنه حرام شرًعا لأن في الاحتفال بهذا النوع هو تشبه بأعياد الميلاد وتشبه بالمشركين والنصاري وأن الذي أحدث هذه الأعياد هم النصارى فهم يحتفلون بميلاد عيسى المسيح عليه السلام إلى أن تتابع الأمر وأصبح ووصل للاحتفال بأعياد الميلاد الشخصية  فيكون احتفال المسلمين بأعيادهم الشخصية، تقليدًا للنصارى وأن هذا هو أمر منهي عنه شرعًا، ويدلّ على تحريم التشبّه بالكافرين والمشركين وأهل المعاصي، ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: فمَنْ)، والاحتفال بأعياد الميلاد يدخل من ضمن التشبّه بأهل الشرك، وأهل الكفر المنهي عنه وأصصحاب هذا الرأي يرون أن الاحتفال برأس السنة حرام شرعًا.

هناك أخير يقول إن بدعة وليس حرام فالاحتفال بالأعياد الشخصية من جنس الأمور المنهي عنها تماما وأن الإسلام لم يأمر سوى الاحتفال بعيدين فقط هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى  كما أنه لايجوز الاحتفال بأي عيد آخر والدليل  ما رُوي عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّه قال: (قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: قد أبدلَكُمُ اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الأضحَى ويومَ الفِطرِ)،أمّا الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي، فإنّما هو أمرٌ فرديٌ، يكون الاحتفال به محصورًا في نطاق الأسرة والعائلة والأعياد المقصودة هي الأعياد التي لها علاقةٌ دينيةٌ، أو صفةٌ دينيةٌ تتعلّق بعموم الناس.

 قال الله تعالى: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ  إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ   وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ .. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ..  وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ.. أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ..  فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ..وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ.. وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ..وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ   وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .