النائب ياسر الهضيبي يعقد جلسة حوارية حول قضية الوعي | صور وفيديو
عقد النائب ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ وعضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية في مجلس الشيوخ، جلسة حوارية مع عدد من الصحفيين والكتاب حول قضية الوعي تحت عنوان "قضية الوعي بين المسئولية الحكومية والمسؤولية المجتمعية"، بعدما تقدم بطلب مناقشة عامة لرئيس المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق من أجل إدراج قضية الوعي على جدول أعمال الجلسات العامة للمجلس الفترة المقبلة.
الجلسة الحوارية عقدت بحضور عدد من الصحفيين على رأسهم الكاتب الصحفي محمود المملوك، رئيس تحرير موقع القاهرة 24.
الهضيبي استهل الجلسة بالتأكيد على الاهتمام الكبير الذي تحظى به قضية الوعي من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن قضية الوعى هي قضية مصر الأولى التي تُعد مسئولية مشتركة بين الجميع.
عضو مجلس الشيوخ أكد أن الوعي بشكل عام والسياسي بشكل خاص يمثل الركيزة الأساسية التي يُبنى عليها النظام السياسي والاجتماعي، إذ إن إغفال موضوع الوعي في عملية بناء الدولة سيعني البناء على أسس من الرمال، ولن يصمد هذا البناء أمام أي أزمة قد تمر بها الدولة أو المجتمع مهما كان حجم البناء السياسي أو العمراني، مضيفًا: "فقد شهد واقعنا صورًا عديدة من صور تغييب الوعي على كل المستويات وفي شتى الوسائل، حتى كبرت البلية وتفاقمت، وعظمت المشكلة وتأزمت، فأصبحنا نرى كثيرًا ممن يدّعون الفهم ويحوزون مفاتحه، يسوغون المخالفات، ويفتون بالأباطيل، ويجيزون الخرافات.. وقد لعب الدور الأعظم في كل ذلك الإعلام بمختلف مستوياته".
وأضاف أن عودة الوعي تحتاج إلى وقفة صادقة حازمة توقف ذلك العبث، وتزيل تلك الغشاوة عن أعين الناس فيعود المدرس صاحب هدف ورسالة، والخطيب صاحب فكر مستنير، والعالم ذو علم واسع متعدد، والمجتمع بعمومه يسير وفق هدف ورسالة وغاية تصنع له مكانة سامية بين الأمم والمجتمعات.
وتابع: "معركتنا الحالية هي فكرية في المقام الأول، وهي معركة الكلمة والقلم والُجمل والأخبار والتقارير والبرامج والصحافة والإعلام والفن، التي يجب أن ننتصر فيها على العدو، وتكون أسلحتنا الفكرية والثقافية والإعلامية أقوى من أسلحة العدو الذي يسعى إلى تزييف الحقائق - فلم تعد الحروب بين الأمم على حيازة الأرض بالبنادق والصواريخ، بل أصبحت على حيازة الوعي وتشكيله وتوجيه الجماهير، ومن فهم هذا أعاد النظر في الكثير؛ مما تمتلئ به بيوتنا ومجتمعاتنا، ومع هذا، يجب ألا تأخذنا الحماسة الزائدة".
مقومات التشكيل الوطني
وأوضح الهضيبي أن أهم أدوات ومقومات تشكيل الوعي الوطني والمجتمعي سابقًا، في الأسرة والقرية والمدينة والمدرسة والجامعة والصحيفة والمسجد والكنيسة ورغم أهمية تلك الأدوات ودورها في بناء الوعي لسنوات طويلة، فإننا نعيش الآن في عالم جديد، وعالم الفضائيات والتواصل الاجتماعي وشبكات المعرفة، حيث الخطاب شفاهي ومقروء وقاصد ومقصود؛ ما جعل هناك زوايا رؤية لا تحصى وأهداف ذات ارتباط شديد بالأيديولوجيا والمصلحة، وجعل أيضًا عملية بناء الوعي عملية معقدة وصعبة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبح لها نفوذ كبير وتحرك الرأي العام، وتستخدم في بعض الأحيان لتهديد استقرار الدول من خلال الهجوم على مؤسساتها ونشر الأكاذيب والشائعات دون وجود رقيب.
واختتم الهضيبي الجلسة الحوارية بعدد من التوصيات التي جاءت من النحو الآتي:
-إذا كان الرئيس مشكورًا قد أطلق على عام 2022 عام المجتمع المدني؛ فإنني ألتمس من سيادته أن يكون عام الوعي والمجتمع المدني لما للمجتمع المدني من دور كبير في نشر الوعي السليم؛ بل يجب على هيئات وجمعيات المجتمع المدني أن تلم بمرتكزات تنمية الوعي لكي تفهمها جيدًا ثم تنقلها بدورها المهم لباقي أبناء الشعب المصري خاصة الشباب والعمال والفلاحين.
-قضية الوعي تتطلب بيئة تشريعية جديدة لمعاقبة من يتعمد تزييف الوعي لدى المواطنين وبث ونشر أخبار كاذبة وشائعات باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
-اقتراح تشكيل لجنة لإدارة تطوير المحتوى البرامجي في جميع القنوات الفضائية، وللتنسيق والتعاون فيما بينها لوضع استراتيجية لخلق الوعي الوطني والمجتمعي، والتصدي للشائعات والأخبار الكاذبة والأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى التنسيق والانسجام في الأدوار بين الإعلام ووزارات الثقافة والشباب والرياضة والأوقاف وغيرها من الجهات المعنية.
-تدريب مادة تنمية الوعي في مدارسنا وتحصين التلاميذ بها من الصغر.
-يجب عمل لجنة مشتركة من وزارات: التربية والتعليم، التعليم العالي، الأوقاف، الشباب والرياضة، الاتصالات، والإدارة المحلية والتخطيط؛ لوضع استراتيجية قومية بمرتكزاتها لحماية وتنمية الوعي على غرار الاستراتيجية.