جريمة الحريري.. القصة الكاملة لمقتل شاب على يد مقرئ قرآن ونجليه بالشرقية

ملناش غير ربنا ومش طالبين غير القصاص.. كلمات حملت كل أوصاف الحزن والانكسار باحت بها السيدة رضا، وهي تسرد لـ القاهرة 24 تفاصيل مقتل نجليها الوحيد على يد جارهم مُقرئ القرآن ونجليه أمام أعين المارة وأهل المنطقة المعروفة باسم عزبة الحريري، على بُعد أمتار قليلة من مبنى مديرية أمن الشرقية.

الأم المكلومة تحدثت عن معيشة ليست بالهينة على الإطلاق، تلك التي  كانت تُقاسيها ونجلها منذ وفاة زوجها (والد الطفل) قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، منوهةً بأن ابنها علي عتمان، كان بمثابة الابن والأخ وكل شيء لها: كان بيسمع الكلام وعمره ما زعل حد ولا حد اشتكى منه.. طول عمرنا في حالنا ولا لينا في المشاكل.

وأردفت: يرضي مين اللي حصل في علي يتشق قصاد عيني وينضرب بالنار.. جارنا اللي حافظ كتاب الله مسك ابني لولاده، واحد قطعه بخنجر وخبطه أكتر من خبطة والتاني ضربه بالبندقية.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

بأسى سردت الأم تفاصيل ما جرى وكيف بدأ الأمر بمناداة جارهم لشقيقها، الذي كان على خلاف مع أحد نجليه، وأنها ظنت في الأمر خيرًا وتوسمت آنذاك بنهاية الخلاف، إذ كانت تجلس أمام البيت الذي تسكن ونجلها في أحد حجراته المتواضعة في الطابق الأرضي، قبل أن تشير إلى أن الأمر تطور فجأة واعتدى الجيران على شقيقها، فلاذَّ الأخير بالفرار، فما كان من الجار إلا أن أمسك بنجلها بعدما كان الأخير في طريقه لاستطلاع ما يدور: قال لـ علي ابني تعالى أنت ما دام خالك جري.

مطالبة بالقصاص

وتابعت: ابني عمره ما اتخانق مع حد وطول عمرنا في حالنا والكل يشهد، لكن اللي حصل فيه قصاد عيني ميرضيش حد.. ابني اتقطع قصادي وضربوه بالنار ولما حاولت ألحقه ضربوني على راسي، قبل أن تؤكد أن كل ما تأمله وترجوه أن يتحقق قصاص الله وعدله بمحاسبة الجناة لما اقترفوه من ذنب بحق نجلها الأعزل الذي لم يعتدِ عليهم أو يتعرض لهم من قريب أو بعيد.

تفاصيل جريمة الحريري

وفي وقتٍ سابق، تلقى اللواء محمد والي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الشرقية، يفيد بورود بلاغ بسماع دوي إطلاق خرطوش في عزبة الحريري التابعة لدائرة قسم شرطة أول الزقازيق، ما أسفر عن مقتل المدعو علي عتمان، 23 سنة، حاصل على دبلوم تجارة.

وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من: عبدالرازق ز م، 63 سنة، موظف بالمعاش، ونجليه أكرم، 25 سنة، حفار، وأدهم، 20 سنة، عامل، وأن الأول أمسك بالمجني عليه حتى أجهز عليه أحد نجليه بسلاح أبيض (خنجر) تسبب في قطع وجهه من الناحية اليسرى، فيما أطلق الابن الثاني طلقات خرطوش صوب المجني عليه وليُنهي حياته، قبل أن يُطلق طلقات بصورة عشوائية أصابت عدد من أهل المنطقة.

وتمكن رجال مباحث قسم شرطة أول الزقازيق من ضبط الأب ونجله أكرم، في الوقت الذي لاذَّ المتهم الهارب أدهم بالفرار، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 22740 جنح قسم شرطة أول الزقازيق لسنة 2021. 

وبالعرض على جهات التحقيق أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وصرّحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وحبس المتهم ونجله على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.