لماذا لا تساوي الشريعة بين الرجل والمرأة في كثير من الأمور؟.. مفتي الجمهورية يجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا عبر موقعها الرسمي، من إحدى السائلات، تقول في نصه: لماذا لم تساوِ الشريعة الإسلامية بين الرجل والمرأة في كل شيء؟
وتولى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الإجابة عن السؤال السابق، حول شبهة عدم مساواة الإسلام بين المرأة والرجل في كل شيء، موضحًا أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية.
ولفت مفتي الجمهورية، إلى أن ما يبدو في الظاهر من عدم وجود تساوٍ بين المرأة والرجل في بعض الأمور لا يرجع إلى وجود تفضيل بينهما على أساس الجنس، وإنما هي أسباب وأسس موضوعية من أهمها تباينهما في الوظائف والخصائص، مما يجعل العدل لا يتحقق عند المساواة بينهما.
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية حين تمنح الرجل شيئًا لا تمنحه للمرأة، فإن ذلك لا يكون على أساس من التفضيل الجنسي، وإنما لكونه واجبًا يقع على عاتقه تكلفه به، منوهًا بأن هذا لا يعني تفضيل الرجل على المرأة، كما لا يعني أيَّ انتقاص من حقوق المرأة.
الفرق بين العدل والمساواة
وأردف مفتي الجمهورية، أنه إذا كان المقصد الأسمى للمساواة هو تحقيق العدالة، فإن العدل هو الأساس الراسخ، والأصل الثابت من أصول شريعة الإسلام، لافتًا إلى أنه ليس أدلَّ على ذلك من أنَّ إرسالَ الرسل عليهم الصلاة والسلام وإنزال الكتب السماوية كان الهدف منهما إقامة العدل، مشيرًا إلى قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ [الحديد: 25].
وتابع علام خلال فتواه: بالعدل أُنْزِلَتِ الكتب، وبُعِثَتِ الرسل، وبه قامت السماوات والأرض، ويكفي للوقوف على المكانة العالية والمنزلة الرفيعة للعدل في الشريعة الغراء أنه اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وصفةٌ من صفاته العليا؛ فهو سبحانه وتعالى العدلُ الذي لا يجورُ ولا يظلم، ولا يخافُ عبادُه منه ظلمًا.
معنى المساواة في كلام العرب
مفتي الجمهورية لفت كذلك إلى أن معنى المساواة يدور في معهود كلام العرب على المماثلة والمعادلة، فساواه مساواةً: ماثله وعادله في القدر أو القيمة.