قصة نهائي 1.. الساحر بودابو يهدي كوت ديفوار اللقب الإفريقي الأول قبل لعنة الـ20 عامًا
تظن أنها مجرد مباراة كرة قدم بين طرفين يتصارعان على الفوز، كعادة مواجهات الساحرة المستديرة، أو أنها مجرد 90 دقيقة، تسفر عن طرف فائز وآخر مُنهزم، ولكن الأمر يبدو على خلاف ذلك، فالنهائيات تمثل الخطوة الأخيرة لمعانقة اللقب وتسطير الأمجاد.
النوع هذا من المباريات، يرفع أحلام طرفيها على الأعناق ليكون على استعداد لإدراجه في كفة النهايات السعيدة أو ضمن سيناريوهات كرة القدم القاسية التي يجب أن تكون في طي النسيان.
سلسلة قصة نهائي
قصة نهائي، سلسلة يقدمها القاهرة 24، لمتابعيه وقرائه قبل انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا 2021، في التاسع من الشهر الجاري، والتي ترصد أبرز المباريات النهائية في تاريخ البطولة، والتي دومًا ما تحوي مفردات عديدة لجماهير المنتخبين طرفي النهائي.
وفي أولى حلقات قصة نهائي، نتناول لكم النهائي الأكثر غرابة في تاريخ الكرة الإفريقية وبطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث يمثل نهائي عام 1992 الذي جمع بين منتخب كوت ديفوار ونظيره غانا، نقطة محورية في تاريخ منتخب الأفيال الإيفوارية في الكان.
كما نكشف أيضًا من ناحية أخرى الاعتقاد المتعلق بتأثير السحر على كرة القدم في القارة السمراء، إذ لازم النهائي ذاته، لعنة امتدت حتى 20 عامًا مع الأفيال في كأس الأمم الإفريقية، والتي تدعى لعنة بودابو، الأكثر شهرة في طرائف السحر وتأثيره على كرة القدم في قارة إفريقيا.
نهائي أمم إفريقيا 1992، الذي ظفرت به كوت ديفوار، أقيم على ملعب أميتييه بالسنغال، وبالتحديد في يوم 26 يناير 1992.
أجواء غريبة ما قبل المباراة
وصل منتخبا غانا وكوت ديفوار بطموحات كبيرة إلى مباراة النهائي، وذلك مع رغبة كبيرة من جانب كلا منهما في تكليل مشوارهما على مدار البطولة ذاتها بالنجاح ورفع الكأس الذهبية الإفريقية الغالية، وذلك على الأراضي السنغالية بحضور جماهيري يصل إلى 47500 متفرج.
الأمر كان يتعلق في المباراة ذاتها بغرابة الأحداث التي حاوطتها، إذا تعرض عبيدي بيليه نجم منتخب غانا وأفضل لاعب في قارة إفريقيا لعام 1992 وهداف البطولة ذاتها للإيقاف قبل مواجهة النهائي، مع رغبة كبيرة من جانب الطرفين في حسم اللقب رغم صعوبة الظروف.
أحداث نهائي 1992
شهدت المباراة متعة وإثارة كبيرة من منتخبي غانا وكوت ديفوار، إذ حسم التعادل السلبي الوقت الأصلي والإضافي من المباراة، وذلك قبل خوض ركلات الترجيح، والتي امتدت إلى تسديد كل اللاعبين من طرف المنتخبين للركلات بمعدل 11 ركلة تم تسديدها من جانب النجوم السوداء والأفيال الإفوارية.
ونجح فريق كوت ديفوار في أن يفوز باللقب الغالي بركلات الترجيح بنتيجة (11-10)، حتى سيطرت أجواء الفرحة على ساحل العاج وبين الشعب الإيفواري بإنجاز تحقيق كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في التاريخ.
حقيقة تأثير الساحر على فوز كوت ديفوار.. وسر بودابو
وبعد أن فاز منتخب كوت ديفوار باللقب، ظهر غباس بودابو أحد أشهر رجال السحر في كوت ديفوار، إلى وسائل الإعلام ليعلن أنه صاحب الفضل في تتويج منتخب الأفيال بلقبه الأول في كأس الأمم الإفريقية، وذلك بعد أن تواصل معه وزير رياضة كوت ديفوار وقتذاك يطلب منه المساعدة بسحره في الحصول على اللقب.
وأسفرت الظروف عن فوز الأفيال بكأس أمم إفريقيا 1992، وجاء ذلك بعد أن رفض الوزير منح بودابو الساحر المُدعي أنه صاحب الفضل في تتويج الأفيال الإيفوارية باللقب المبلغ المالي الذي تم الاتفاق عليه مقابل تقديم المساعدات المشعوذة الخاصة به.
لعنة بودابو تصيب الأفيال
وفي أثناء كشف بودابو لكافة الجماهير ووسائل الإعلام دوره البارز في تتويج الأفيال الإيفوارية، بكأس الأمم الإفريقية 1992، وفضحه لمخطط وزير الرياضة الذي تأمر عليه دون منحه حقه المالي، توّعد الساحر بأنه سيستخدم قدراته الخاصة في حرمان كوت ديفوار من الحصول على كأس الأمم الإفريقية لمدة 20 عامًا قادمة، وذلك عقابًا للحكومة الإيفوارية ووزير الرياضة بعد أن رفض منحه المكافأة المالية المتفق عليها.
وكانت المفارقة الأغرب من تأثيره هو وجود عقدة لمنتخب كوت ديفوار في نهائيات كأس الأمم من بعد أن أشار الساحر بذلك، حيث بعد أن دارت عجلة الزمن وقع منتخب كوت ديفوار مع الخصم ذاته منتخب غانا في نهائي كأس أمم إفريقيا 2015 بدولة غينيا الاستوائية.
ونجح في إعادة اللقب على نفس الطريقة بركلات الترجيح، وشهدت الفترة المُدعاة بعقوبة الساحر سقوط الأفيال أمام مصر في نهائي الأمم 2006 وفي نصف نهائي 2008.
