ذاكرة الأمثال.. صاحب قيراط في الفرس يركب
الأمثال كنز ثمين تركه لنا الأسلاف، وعلينا أن نحافظ عليه ولا نفرط فيه ونحرص على التعلم من الأمثال، ونستمد منها خبرات الحياة ونأخذ العبر ودروسنا الحياتية.
فالأمثال بهذا المعنى تمثل ذاكرة الشعوب، ومن الخطأ أن يعتقد البعض أن الأمثال مجرد أقوال يكون الغرض منها السخرية والتسلية واللهو والتسامر، وهناك أحوال كثيرة تستدعي أن تضرب فيها الأمثال كثيرة جدا ومتنوعة إلى درجة يصعب حصرها.
ومن الأمثال السائرة والموروثة قولهم: صاحب قيراط في الفرس يركب، ويفسر أحد تيمور باشا المثل في كتابه الأمثال العامية بقوله أن: الشريك بقيراط واحد في فرس له أن يركب ولا سبيل إلى منعه؛ لأنه صاحب حق وإن قل، ويضرب في أن الشريك له الانتفاع على أي حال وإن قل حقه، وبعضهم يرويه: اللي له قيراط في الفرس يركب.
ومن الأمثال أيضا قولهم: صيد الغر ولا نتفه، والغر بضم الغين هو طائر أسود يكون في المستنقعات القريبة من البحر، في صيده عسر، ونتف ريشه عند تهيئته للطبخ أعسر، يضرب في أن بعض الشر أهون من بعض، وفي معنى المثل أيضا قولهم الرك موش على صيد الغر الرك على نتفه، والمعنى ان المشكلة ليست في صيدالغر المشكلة الأكبر تكون في نتف ريشة.
صباح الفوال
ومن الأمثال الشعبية الشهيرة قولهم صباح الفوال ولا صباح العطار، الفوال: بائع الفول؛ وهذا المثل يقوله الناس عندما يفضلون شيئا على شيء آخر حسب الحاجة إليه، لأن حاجة الناس في الصباح إلى الطعام أشد من حاجتهم إلى التعطر والتزين، وأي شيء آخر، وهو مثل عامي قديم.