من الحنان ما قتل.. وفاة أم أفغانية مجمدة بعد خلع ملابسها لإنقاذ أطفالها من الصقيع
مجمدة بجاور طفليها، مستلقية دون جواربها وبعض ملابسها التي لم تتترد في خلعها لتدفأة طفليها، لاجئة أفغانية لقيت حتفها محاطة بالثلوج إثر الطقس السيئ حال محاولتها الدخول إلى تركيا من جهة الحدود المشتركة مع إيران.
البداية كانت عندما حاولت إحدى اللاجئات الأفغانيات الهرب من قبضة حركة طالبان التي سيطرت على الحكم في بلادها منذ منتصف أغسطس الماضي، حاملة طفليها إلى خارج البلاد قاصدة التوجه إلى تركيا، إلا أن الطقس السيئ حال دون وصلها وطفليها إلى الأراضي التركية، بعدما تمكنت من قطع الأراضي الإيرانية والوقوف على بعد كيلو مترات قليلة من تركيا.
الأم المتجمدة
وسائل إعلام تركية قالت إن اللاجئة الأفغانية عثر عليها متوفية مجمدة وسط طفليها قرب الحدود التركية، وأنها كانت تحاول دخول تركيا من الحدود الإيرانية، بعدما خلعت الأم بعض ملابسها وألبستها لطفليها في محاولة لوقايتهما من البرد والصقيع الشديدين، لتموت متجمدة من البرد وينجو الطفلان اللذان يبلغان 8 و9 أعوام.
وفاة لاجئة أفغانية من البرد عند حدود تركيا
ووفقًا للصور المتداولة للأم الأفغانية، فإنها خلعت جواربها لوضعها في أيدي طفليها قبل وفاتها، خوفًا عليهما من قسوة البرد الشديد، في حين وضعت هي قدميها في أكياس بلاستيكية.
وبلفظ الأم المتجمدة أنفاسها الأخيرة، لجأ الطفلين سيرًا على الأقدام إلى قرية قريبة لهم تدعى قرية أوزالب، ليذهب القرويين برفقة الأطفال إلى المنطقة التي توفيت فيها والدتهما، واصطحاب جثمانها إلى قرية بيليسور الإيرانية القريبة من الحدود التركية، بعدما فارقت الحياة محاطة بالثلوج، إلا أنهم ساعدوا الطفلين اللذين تورمت أيديهما من شدة البرد.
وأقام المواطنون الإيرانيون جنازة للأم المتجمدة على جانب الحدود الإيرانية، وتواجد الأطفال في منازل القرويون الإيرانيين لتأبيين والدتهم التي فراقت الحياة مجمدة لحمايتهم من ويلات البرد القارص في المناطق الحدودية هربًا من تشدد حركة طالبان الأفغانية في بلادهم الأصلية أفغانستان.