الهروب من الموت للموت.. رحلة سيدة أفغانية ضحت بحياتها لأجل أطفالها وماتت متجمدة
تتصاعد أزمات اللاجئين الذين يريدون الحياة من خلال العبور إلى أراضٍ آمنة بشكل كبير، رحلات طويلة وشاقة وطرق وعرة ومخاطر جسدية ونفسية تواجه آلاف اللاجئين الذين يحاولون الهروب من الموت إلى الموت.
انتشرت الكثير من الصور المأساوية التي هزت الرأي العام العالمي، توثق رحلات الهروب وسط الطقس السيئ والبرودة القاتلة، وتُجسد المعاناة والخوف والحب ايضًا الذي يظهر على اللاجئين، والذي ينتهي بهم أمل الفرار من أجل الحياة إلى يأس الموت، والمخيمات لا زالت تمتلئ بآلاف المنتظرين.
لاجئة أفغانية تتجمد حتى الموت لتنقذ أطفالها
حاولت أم أفغانية لاجئة الهروب من قبضة حركة طالبان والتي وضعت يديها على الحكم في بلادها منذ أغسطس الماضي، فتوجهت الأم حاملة صغارها الاثنين إلى أراضي تركيا أملًا في الحصول على الحياة الآمنة.
الحياة تكاد تبدأ على بعد أمتار
تمكنت الأم الحنونة من قطع الأراضي الإيرانية، حيث كانت على طول المعبر الجبلي بين إيران وتركيا، أي أنها تبعد مسافات قليلة من البلد المقصودة، ولكن وقف البرد القارص حائلًا بينها وبين أمل الحياة الأخرى بعيدًا عن حركة طالبان، فغريزة الأمومة حكمت عليها أن تتحمل موجات الصقيع وتُدفئ أطفالها من خلال ارتدائهما جوربيها.
عُثر على اللاجئة الأم مجمدة على الجانب التركي من الحدود نتيجة تعرضها لقضمة صقيع شديدة، ولكن كانا طفليها على قيد الحياة في درجة حرارة منخفضة، رغم تأكيد التقارير الإعلامية أنهم ما زالوا في جمهورية إيران الإسلامية بالقرب من قرية بيلاسور على الجانب الآخر من مقاطعة فان التركية.
ليست جثة الأفغانية المجمدة هي الأولى التي يتم العثور عليها على الحدود التركية، فهناك أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في نفس المكان في الشهر الماضي.
وبينما عبر الأفغان الحدود إلى تركيا لطلب اللجوء، ظلت أعدادهم منخفضة نسبيًا حتى استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس.
ووفقًا لصحيفة Ahuval، تعتبر تركيا من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف لعام 1951م، لكنها اختارت الاحتفاظ بقيود على من يمكنه طلب اللجوء في البلاد، فيمكن فقط لمواطني الدول الأوروبية الحصول على وضع اللاجئ في الدولة، في حين أن الأشخاص الذين يحملون جنسيات أخرى قد يحصلون على وضع الحماية المؤقتة حتى يتم وضعهم في بلدان ثالثة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفاة طفل سوري متجمدًا خلال هروب عائلته إلى لبنان
في عام 2017، لقى طفل سوري حتفه متجمدًا من البرد القارص على الحدود السورية اللبنانية، تحديدًا في جبل المصنع، خلال محاولته الهروب مع عائلته إلى لبنان بشكل غير شرعي.
وحسب الموقع الرسمي لبلدية مجدل، نشر أن الوفاة تمت خلال هروب العائلة إلى الأراضي اللبنانية، ولكن تخلى عنهم المهرّب وسط جبل المصنع، تاركا إياهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
صورة الطفل إيلان تهز العالم
رجّت صورة الطفل السوري إيلان مشاعر الكرة الأرضية، بعدما ظهر بجسده الصغير الملائكي على الشاطئ بعد أن دفعته الأمواج وتشبع منها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وجدير بالذكر أن اسم إيلان يعني حامل راية النصر.
لم يغرق إيلان بمفرده، حيث لقت والدته وشقيقه 5 أعوام حتفهما معه، فكانت الأسرة الصغيرة على متن قارب تحاول الفرار إلى كندا بعدما هربت من الصراع في مدينة كوباني السورية.
ظهر إيلان الكردي وهو نائمًا على بطنه غريقًا يفترش رمال البحر المتوسط، وترك في قلوب العالم فاجعة لن تنسى.
غرق 268 سوريًا بينهم 60 طفلا
268 لاجئا سوريا بينهم 60 طفلا، لقوا حتفهم غرقًا خلال استقلالهم سفينة توجهت من مدينة زوارة الليبية وانقلبت جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
أحدثت مأساة غرق قارب اللاجئين ضجة إعلامية كبيرة، خاصةً بعد نشر صحيفة إيطالية تسجيلات مصورة وصوتية تكشف كارثة كبرى، حيث أخطر اللاجئين السلطات الإيطالية بأنهم في محنة قبل 5 ساعات من الغرق، ولكنها رفضت التدخل.
ففي صباح 10 أكتوبر عام 2013، توجهت سفينة تحمل 480 فردا سوريا لاجئا هاربين من الحرب الدائرة في بلادهم إلى ليبيا، وما مر القليل إلا واشتعلت حرب أخرى اضطرتهم إلى الهروب من هناك، ولكن بعد أن أبحرت سفينتهم حتى الساعة الـ 5 مساءًا لليوم التالي، انقلبت على بعد 61 ميلًا جنوب لامبيدوزا.
