أجندة أجنبية أم فكرة دعوية؟| حسن نصر الله يستعين بالوهابية للهجوم على السعودية.. ورد لـ بن سلمان
تصدرت الحركة الوهابية حديث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، أمس الاثنين، وسط توجيهه اتهامات بوقوف الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، خلف نشر الفكر الوهابي خلال السنوات الماضية، بتوصيات أمريكية، على حد زعمه.
نصر الله واصل حديثه عبر قناة المنار المملوكة لحزب الله اللبناني، بأن فكر داعش جاء من السعودية، وأنه موجود بالتلفزيون والصحف، موجهًا حديثه إلى ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، قائلا: الأمير محمد بن سلمان بلحمه ودمه وشحمه وصوته، هو يقول أن أمريكا هي التي طلبت من المملكة العربية السعودية خلال عشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهّابي في العالم الإسلامي وفي العالم – على حد قول زعيم حزب الله.
واستمر في سرد مزاعمه بأن ولي العهد السعودي قال إن المملكة استجابت للمطالب الأمريكية، مشيرًا إلى ما وصفه بالترحيب من قبل وسائل الإعلام السعودية حينما سيطرت داعش على عدد من المحافظات العراقية في الأسابيع الأولى.
ولم تنتهي مزاعم رئيس الحزب اللبناني الشيعي عند ذلك الحد بل راح يواصل مزاعمه بأن المملكة العربية السعودية أرسلت شبابها ليقتلوا العراقيين، وأن إيران – التي تقدم الدعم العسكري والمالي للحزب الذي يترأسه نصر الله- أرسلت رجالها للدفاع عن العراقيين.
ما هي الحركة الوهابية؟
تصريحات نصر الله أعادت إلى الأذهان التساؤل عن ماهية الحركة الوهابية التي ولدت في المملكة العربية السعودية، ليتبين أن مصطلح الوهابية جرى إطلاقه على حركة إسلامية سياسية ولدت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أحد علماء الدين فى منطقة نجد، خلال القرن الثامن عشر الميلادي.
وفقًا لعديد من كتاب المملكة العربية السعودية بدأ محمد بن عبدالوهاب دعوته على أساس جميع الاتجاهات السلفية والمنبع الذى تستقى منه جميع الحركات السلفية أصولها، إلا أن بعض أتباعه يرفضون مسمى الوهابية ويفضلون لفظ السلفية أو أهل السنة والجماعة.
ودعا بن عبدالوهاب إلى منهج أحمد بن تيمية الذي من أبرزه التخلص من العادات والممارسات التعبدية المخالفة لجوهر الإسلام والتوحيد مثل التبرك بالأولياء وزيارة الأضرحة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبدأ محمد بن عبدالوهاب فى تنفيذ الحدود بنفسه دون الرجوع لولىّ الأمر، مستخدما القوة بوصفها بالجهاد، فى فرض دعوته على أبناء منطقة نجد السعودية إلى باقي شبه الجزيرة العربية.
وتعد ما يوصف داخل المملكة بالوهابية مرجعًا أساسيًا لما يعرف بالحركات السلفية الجهادية، التي تمثل القاسم المشترك بين الفصائل المتطرفة في العالم وانتشار الفكر الجهادى والتكفيري.
إلى جانب ذلك أشارت مذكرات الجاسوس البريطاني مستر همفر، في تلك الحقبة، أن ولادة ما يعرف بالحركة الوهابية، بأن الوهابية صنيعة بريطانية بهدف جعلها ركيزة لإنشاء الحركات المتطرفة الإسلامية وانتشار الاقتتال في تلك المنطقة في ذلك الوقت.
بن سلمان: الوهابية ليست إرهاب
رد المملكة العربية السعودية على مزاعم واتهامات حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، أمس الاثنين، إلى المملكة العربية السعودية، جاء منذ وقت ليس بالقليل على لسان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عام 2018، بأنه ليس هناك ما يسمى بالوهابية، وأن المملكة لا تؤمن بأن لديها وهابية، لكن لديها مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شِيعة.
وتابع ولي العهد السعودي: نؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء، وإنه من الواضح أن قوانين بلاده تأتي من القرآن والسنة، وأن المملكة لديها المذاهب الأربعة وهي المالكية والشافعية والحنبلية والحنفية.
وأشار بن سلمان إلى أن أسرته قبل 600 سنة، أنشأت بلدة تسمى الدرعية، قبل إنشاء الدولة السعودية الأولى، وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة، وأن معظم المدن الأخرى، اقتتلت على التجارة، واختطفت التجارة، وأن أسرة بن سعود قالت لقبيلتين بدلا من مهاجمة طرق التجارة، أنها تستعين بهم كحراس لهذه المنطقة، وكان أحد قادة هاتين القبيلتين الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وتابع بن سلمان أنه على مدى ما يقرب 1400 عام كان المسلمون يسعون إلى نشر كلمة الله في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، إلا أنه لم يكن مسموح لهم ذلك بالطرق السلمية لذلك قاموا بالقتال من أجل نشر الرسالة: «وهذا واجبنا» مشيرًا إلى ان العديد من دول شرق آسيا دخل إليها الإسلام دون قتال، في ذلك الوقت.
وأردف أن ما وصفه مثلث الشر المتمثل في إيران، والإخوان المسلمون، والجماعات الإرهابية، يسعون للترويج لفكرة أنه واجب إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، وبناء إمبراطورية بالقوة وفقا لفهمهم وأطماعهم، إلا إنه أصبح لكل شخص في مختلف أنحاء العالم الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به، وأصبح بالإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة.
وأكد بن سلمان بأن الوهابية ليس لها علاقة بالإرهاب، معللا ذلك بأنه سوء فهم عميق تجاه الربط بين الوهابية والإرهاب، وأن التشدد لا علاقة له بالوهابية، قائلا: إذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا مؤخرا؟، في مقابلة أخرى بصحيفة فورين الأمريكية.
