تعزز الإبداع والتطوير.. المدن التكنولوجية ركيزة مصر للنمو
تولي القيادة السياسية اهتماما كبيرا بقطاع تكنولوجيا المعلومات، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء المدن التكنولوجية في جميع أنحاء الدولة، حتى يصبح القطاع إحدى الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في مصر، واستمرار تعزيز سمعة مصر، وقدرتها على الإنتاج المبدع والتطوير.
وتتضمن استراتيجية الدولة تنفيذ مشروعات المدن والمجتمعات الذكية والمناطق التكنولوجية، حيث من المخطط إنشاء 10 مصانع للإلكترونيات، واستضافة 5 مراكز للبيانات، بالإضافة إلى أنه من المقرر إنشاء 10 مناطق تكنولوجية، إلى جانب مدينة المعرفة الموجودة في العاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم نشر أكثر من 400 مركز تكنولوجي متكامل لخدمة المواطنين في مختلف المحافظات تزامنًا مع توجه الدولة لـ التحول الرقمي.
ما هي المدن التكنولوجية؟
تهتم المدن التكنولوجية الذكية بالكفاءات من أجل خلق مجتمع أفضل، من خلال دمج تكنولوجيا متطورة بشكل متزايد في الحياة اليومية، حيث تستخدم المدن الذكية التكنولوجيا الرقمية أو تقنيات المعلومات والاتصالات، لتعزيز جودة وأداء الخدمات والحد من التكاليف واستهلاك الموارد، فالتكنولوجيا هي لغة العصر وأصبحت من أساسيات الحياة للقيام بالكثير من المهام العملية، ومن خلالها أصبح العالم قرية صغيرة لا يمكن أن تنفصل عن بعضها البعض.
وتعمل المدن الذكية استخدام البنية الأساسية كالطرق والبيئة التحتية أكثر كفاءة من خلال الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات حتى يتم دعم تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية قوية، وتحسين الذكاء الجمعي لمؤسسات المدينة من خلال إدارة الحكم إلكترونيا مع التركيز على مشاركة المواطنين والتصميم المشترك، واندماج السكان المحليين بشكل فعال في عملية الحكم واتخاذ القرارات من خلال المشاركة الإلكترونية، إلى جانب التعلم والتكيف والابتكار، مما يعني الاستجابة بشكل أفضل وأكثر سرعة للظروف المتغيرة.
وتوجهت الدولة لإنشاء المدن التكنولوجية في مختلف المحافظات باعتبارها نقاط إشعاع لبناء كيان علمي قوي، له اتصال بالعالم الخارجي وعلى دراية بالتطورات والنهضة العالمية، حتى تنمو بداخله حضانات تكنولوجية متطورة، تسمح بتخريج شركات ومؤسسات تجذب رأس المال الخارجي، وتعمل على نشر التبادل العالمي في شتى مجالات التكنولوجيا الحديثة،
وتعمل الحكومة بشكل سريع لإنشاء المدن التكنولوجية، حي بلغت مساحتها القائمة حوالي مليون و337 ألف متر مربع، كما تقرر تنفيذ 7 مناطق تكنولوجية كمرحلة أولى على مستوى الجمهورية في: مدينة برج العرب تم افتتاحها بمحافظة الإسكندرية بمساحة 30 فدانا، ومدينة السادات بمحافظة المنوفية - 50 فدانا، ومدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية - 85 فدانا، ومدينة بنى سويف الجديدة بمحافظة بنى سويف - 50 فدانا، ومدينة أسيوط الجديدة تم افتتاحها بأسيوط - 44 فدانا، ومدينة أسوان الجديدة بأسوان - 41 فدانا، بالإضافة إلى محافظة دمياط.
أبرز المدن التكنولوجية في مصر
تعمل المدن التكنولوجية على جعل مصر نقاط إشعاع، تضم نظاما متكاملا يرعى الابتكار، بداية من مرحلة البحث، والحضانات التكنولوجية، والشركات الصغيرة، والنماذج الأولية، حتى التسويق والتدريب، مما يسهل تطبيق الابتكارات على أرض الواقع، مما يسهم في زيادة الدخل القومى، وخلق بيئة عمل محفزة على الاستثمار بالمحافظات. ونستعرض لكم عدد من المدن التكنولوجية التي تمتلكها مصر:
الحاضنات التكنولوجية
تعبر الحاضنات التكنولوجية هي وحدات الدعم العلمي والتكنولوجي، ويتم إنشائها بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث، للاستفادة من الأبحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية، وتحويلها إلى مشروعات ناجحة، ومن خلالها تمكنت مصر من تجاوز مشكلة الاقتصار على استهلاك التكنولوجيا دون إنتاجها أو تطويرها أو المشاركة في صنعها، حيث تشكل جسرا لنقل وتطوير التكنولوجيا من الجامعات ومراكز الأبحاث إلى الصناعة مرورا بمرحلة الاحتضان.
القرية الذكية
تضم القرية الذكية أكبر تجمع من الشركات العالمية والحكومية والمالية في مصر، وتم تأسيسها عام 2001، على مساحة 663 فدانا، وتتضمن 15% مباني و85% الباقية مساحات خضراء ومساحات تجميلية، و، كما يوجد داخلها مبنى وزارة الاتصالات، ومبنى تابع لشركة مايكروسوفت العالمية وشركة فوافون، وجامعات علمية، وتحوي حاليا على أكثر من 160 مقر شركة و40 ألف عامل، بالإضافة إلى ملاعب رياضية وغيرها.
مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا
مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة تعليمية بحثية ابتكاريه، تأسست في 2014،حتى تكون هرمًا تكنولوجيًا، وهمزة وصل بين قطاع الأبحاث والتطوير والسوق.
مدينة المعرفة
مدينة المعرفة من أهم وأحدث المدن التكنولوجية في مصر، وتقع في العاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 300 فدان، حتى نافذة ثقافية ونقلة حضارية جديدة تساهم في نهضة الدولة، وتقدم خدمات جديدة للكفاءات والباحثين، ويقع داخلها جامعة مصر للمعلوماتية.
المنطقة التكنولوجية بالمعادي
تعتبر المنطقة التكنولوجية بالمعادي هي المجمع الأول في الشرق الأوسط الذي يعمل على تصدير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا، منذ تأسيسها في 2010، لمواكبة التطور السريع الذي تشهده الدولة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعظيم الاستفادة من المزايا الاستراتيجية الفريدة التي تنعم بها مصر، وتضم مباني صديقة للبيئة، من أجل جذب صناعات التعهيد والنقل إلى الخارج في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
منطقة وادي الحيتان
تعتبر منطقة وادي التكنولوجيا من المناطق المهمة التي ستشارك في محور تنمية قناة السويس، وتقع شرق مدينة الإسماعيلية، من أجل الارتباط والتكامل مع المشروعات القومية العملاقة والمدن الصناعية في تلك المنطقة، والارتباط بمناطق الاستصلاح على ترعة الشيخ زايد وترعة الشيخ جابر.
المنطقة التكنولوجية ببرج العرب
تعتبر المنطقة التكنولوجية ببرج العرب بالإسكندرية هي ثالث مدينة تكنولوجية في مصر، وهى مدينة سكنية صناعية، من مدن الجيل الأول في مصر، تم افتتاحها مع نهاية 2016، وتتكون من 10 مبان، تشمل مبنى التدريب، ومبنى الابتكار والإبداع، حيث تعد المدينة مركزًا واعدًا للأعمال التجارية والصناعية، نظرا لقربها من جميع الخدمات الحديثة والمرافق التجارية، والمدارس والجامعات الحكومية والدولية، بلغت الاستثمارات بها إلى 180 مليون جنيه، بعد التعاقد مع 11 شركة مصرية وعالمية للعمل بالقرية.
المنطقة التكنولوجية بأسيوط
تعتبر المنطقة التكنولوجية بمدينة أسيوط الحديدة، هي أول مدينة تكنولوجية تم بناؤها الصعيد، في نهاية عام 2016، حيث تمثل عامل جذب للسكان للتوجه نحو مدينة أسيوط الجديدة وتعميرها، مما يؤدي إلى تزايد فرص العمل وجذب الشركات، ويعتبر مبنى التدريب من أهم مباني المدينة، حيث يخدم جميع قطاعات المدينة، ويحتوي على المعامل وقاعات التدريب على تكنولوجيا المعلومات، بجانب مبنى الشركات، والذي يعد من المباني الرئيسية بالمدينة، ويتضمن مقرات لـ12 شركة استثمارية عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
