خلافات مستمرة وسط أحداث متسارعة.. هل تحرك الكويت المياه الراكدة بين قطر والبحرين؟
لا تزال الخلافات البحرينية القطرية تراوح مكانها منذ اندلاع الأزمة الخليجية بين الدوحة ودول الرباعي العربي قبل 4 سنوات، دون أي تقدم نحو حلها، على الرغم من توقيع اتفاق العلا بالمملكة العربية السعودية في يناير 2021، الذي أعاد تطبيع العلاقات الخليجية مع قطر عدا البحرين.
ومنذ توقيع اتفاق العلا، لم تشهد العلاقات البحرينية القطرية انفراجة، إلا أنه يبدو أن دولة الكويت قد تتدخل لحلحلة هذه الخلافات بين الدولتين الخليجيتين، حيث سلم مبعوث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الشيخ الدكتور أحمد الناصر، قبل يومين، رسالة خطية من أمير الكويت إلى ملك البحرين وأخرى إلى أمير دولة قطر.
الكويت تطرح مبادرة لحل الخلافات
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور فهد الشليمي، المحلل السياسي الكويتي، أن دولة الكويت قد تطرح مبادرة لحلحلة الخلافات البحرينية القطرية، مشددا على أن الكويت لها أدوار مهمة في حلحلة الكثير من الخلافات في المنطقة.
ولفت الشليمي، في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن الكويت تريد أن تجمع وتلم الشمل خصوصا أن لها علاقات قوية جدا مع القطريين والبحرينيين؛ لذلك هي مؤهلة لتكون عامل جامع.
وشدد الشليمي على أن دول الخليج إذا لم تتحرك في كتلة واحدة فسيكون هناك خطر عليه، خاصة في ظل حساسية الأوضاع العالمية والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم أيضا ولعل أبرزها النووي الإيراني وفيروس كورونا.
وبعد توقيع اتفاق العلا، عادت التوترات بين البحرين وقطر إلى الواجهة من جديد، لعدة أسباب أبرزها ملف مدينة الزبارة الحدودية بين البلدين وجزر وفشت الديبل، حيث تدعي كل دولة سيادتها على هذه الأماكن.
جزر فشت الديبل الحدودية من أبرز الخلافات
ومن جهته، يقول حسين عبد الرحمن، كاتب وإعلامي كويتي، إن دولة الكويت تسعى منذ فترة لتقريب وجهات النظر بين دول الخليج، لافتا إلى أن المعضلة كانت مع السعودية وانتهت بالمصالحة في اتفاق العلا وقضي الأمر.
وتابع، في تصريحات لـ القاهرة 24: يبقى الخلاف القطري البحريني، وهو خلاف قديم منذ أن ذهبت البحرين لتقديم شكوى في محكمة العدل الولية بخصوص موضع جزر فشت الديبل الحدودية بين الدولتين، لافتًا إلى أن موقف قطر أقوى لامتلاكها أموالا أكثر.
وأكد عبد الرحمن أن دولة الكويت أخذت علي عىتقها أن تصلح البيت الخليجي وإحياء منظومة مجلس التعاون الخليجي التي أسستها الكويت عام 1982.
الخلافات بين قطر والبحرين يمكن التغلب عليها
ومن جانبه، يرى الدكتور عايد المناع، الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، أن دولة الكويت ومنذ استقلالها عام 1961 تقوم بدور الوسيط لحل الخلافات بالمنطقة، وعملت على حل خلافات عربية كثيرة منها خلافات بين اليمن والسعودية، ومصر والسعودية، واليمن الشمالي واليمن الجنوبي، والعراق البعثي وسوريا البعثية، والفلسطينيين والأردنيين، والفلسطينيين واللبنانيين، والمغرب والجزائر.
وأشار الدكتور عايد المناع، في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أنه ليس مستغربا على الكويت توسطها لحل الخلافات في البيت الخليجي، حيث بادرت الكويت وقت انفجار الأزمة بين قطر والدول الخليجية قبل 4 سنوات، بالعمل على عودة السفراء، وبعد ان وصلت الأمور لقطع العلاقات، بذلت الكويت جهودا كبيرة من أجل إصلاح ذات البيت وهو ما تم تحقيقه في قمة العلا بالمملكة العربية السعودية في يناير 2021.
وأكد الدكتور عايد المناع أن الكويت دائما تلعب دور الوسيط من أجل لم الشمل وإبعاد المنطقة عن التدخلات الأجنبية، مشيرا إلى أن الخلافات بين قطر والبحرين يمكن التغلب عليها بالحوار والتفاهم.