سياسي لبناني: بيروت تدفع ثمن تدخل حزب الله في اليمن وفريقه يسعى لتعطيل حكومة ميقاتي
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، رياض عيسى، إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أصبح على يقين تام، بأن حزب الله وفريقه السياسي يسعى لتعطيل عمل الحكومة، ولا يريد حكومة بلبنان، فما يهم الحزب هو مشروعه السياسي فقط، بأن لا يكون هناك حكومة قوية ببيروت، وألا تكون هناك علاقات قوية مع الأشقاء العرب، نظرا لأجندته السياسية المرتبطة بإيران، والمحور السوري الإيراني، كذلك لدى الحزب مصلحة كبيرة في تعطيل التحقيقات بمرفأ بيروت، بربط عودته للحكومة بملف التحقيقات حول تفجيرات المرفأ، وإقالة القاضي بيكار، وقطع الطريق على أي أحكام تدين الحزب.
وأوضح خلال تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن الحزب عن طريق حلفائه قادر على تعطيل عمل الحكومة، بحجة أن الحكومة غير ميثاقية، فيما لو امتنع الوزراء الشيعة عن الحضور، رغم أن رئيس الحكومة يسعى جاهدا للحصول على موافقة مسبقة بحضور وزراء الشيعة قبل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وبالأمس الرئيس ميشال عون أرسل رسالة مبطنة إلى حزب الله، متسائلا الحزب عن الجدوى من تعطيل عمل الحكومة، وأن موضوع القضاء مستقل وكأنه يرسل رسالة أيضا إلى المجتمع الدولي أنه غير راض على تعطيل حزب الله للحكومة.
وتابع: الحكومة الحالية هي بمثابة حكومة مستقيلة، فدورها الآن يقتصر على تصريف الأعمال ليس أكثر، فهي لا تجتمع ولا تتواصل، وبعض القرارات يتم توقيعها بمرسوم جوال، فكل وزير يوقع عليها بمكتبه، وهذا مؤشر على فشل العهد، فشل عهد ميشال عون، وأيضا فشل القوى المشكلة لهذه الحكومة، وأيضا فشل لكل من راهن على نجاح تلك الحكومة.
لبنان الخاسر الأكبر
وعن التوترات بين لبنان والخليج بعد كشف السعودية تورط حزب الله في حرب اليمن، قال عيسى: ليس بجديد على أحد، فالحزب له دور كبير في حرب اليمن، وتحدث الإعلام سابقا عن كشف العديد من عناصر حزب الله يقومون بالتدريب وبأدوار استشارية وتوجيهية باليمن، كما فعل الحزب في الحرب السورية، وسيظل لبنان، الخاسر الأكبر، والذي سيدفع الثمن غاليا نتيجة لهذه السياسات والتدخلات العلنية لقادة الحزب في الحرب اليمنية، ونخشى ما نخشاه أن يدفع اللبنانيون المقيمون في الخليج الثمن أيضا.
وعن احتمالية تصعيد الانقسام السياسي اللبناني الآن، أشار السياسي اللبناني، إلى أنه كلما اقتربت الانتخابات النيابية ستزداد حدة الانقسامات السياسية بين الأطراف اللبنانية، فالانقسام أصبح واضحا بين القوى السيادية التي تطالب بسيادة الدولة وبالسلاح الشرعي، وقوى أخرى تدعمها حزب الله تتمثل في شعار الولاء للخارج، على رأسهم الولاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي برز بلبنان طرف آخر، وهو الحراك المدني "شباب الثورة" كقوة فاعلة، وأجبرت أطراف السلطة على الاعتراف بتقصيرهم في إدارة كل الملفات، وبالتالي نحن ذاهبون إلى الانتخابات النيابية ومقبلون على مواجهة حادة بين المكونات اللبنانية.
وبشأن إقامة الانتخابات النيابية في موعدها، أوضح عيسى، لو كان القرار بيد رئيس الجمهورية، لما فضل البحث عن الانتخابات في وقتها، ومن المؤكد أن الانتخابات ستجرى في موعدها، نتيجة للضغوط الدولية على لبنان، خصوصا بعدما اتضح أن المخرج الفعلي لإعادة رسم السلطة، هي إجراء الانتخابات النيابية بموعدها، كمحاولة لإنتاج قيادات سياسية جديدة لديها القدرة على رسم مستقبل أفضل للبنان، موضحا أن القوى السياسية الرئيسية المتمثلة في السلطة، ستستخدم نفوذها وستؤثر سلبا على إرادة الناخبين كما فعلت في السابق، وستسعى لتزويرها وفرض إرادتها ومرشحيها للحصول على مقاعد نيابية بأي ثمن كان، وستستخدم الأموال المشروعة وغير المشروعة بهدف حصد أعلى نسبة من الأصوات.
وعن أوضاع اللبنانيين الآن في ظل انهيار الاقتصاد وارتفاع الأسعار، أشار إلى أن نحو 80 بالمائة تحت خط الفقر.. فالانهيار الكبير لصرف سعر الليرة، وكذلك انهيار المصارف، وأزمات اقتصادية خانقة، والبطالة، وإقفال المؤسسات، وارتفاع أسعار النفط، كل تلك عوامل جعلت اللبنانيون عاجزون عن العيش بالحد الأدنى مما يحافظ على كرامته الإنسانية، ومن ثم فمعظم اللبنانيين يعيشون دون مستوى خط الفقر، وهذا سيؤثر سلبا على لبنان، وينذر بكوارث اجتماعية واقتصادية، الأمر الذي يأخذنا إلى أزمات صحية ونفسية وغيرها.
وحول ما أثير مؤخرا عن تسويات جديدة يحضّر لها، كاستبدال اتفاق الطائف بنظام جديد، أنهى عيسى كلامه قائلا: هناك من يحاول استبدال اتفاق الطائف بأي صيغة توافقية أخرى، رغم أن اتفاق الطائف كان أفضل ما تم التوصل إليه من اتفاق يرضي جميع الأطراف، ويؤمن المساواة، ويلغي مبدأ الطائفية السياسية، وأعتقد أن أي محاولة بالمساس باتفاق الطائف ستؤدي بنا إلى اتفاقيات أخرى لن ترضي كل الأطراف، وسيكون هناك بكل تأكيد غلبة لفريق على حساب فريق آخر، وبالتالي ستكون الغلبة للفريق الذي يحمل السلاح والمهيمن على مفاصل الدولة، وقد يدخل لبنان إلى حرب أهلية.
ويعيش لبنان منذ سنوات على وقع انقسامات سياسية، على إثرها تدهورت الأوضاع الاقتصادية والأمنية، إلى جانب توترات بين بيروت وأغلبية البلدان الخليجية.