من صبي بقالة إلى صانع هوادج.. مهن في حياة بيرم التونسي
بيرم التونسي الشاعر الكبير أحد رموز شعر العامية، الذي مثلت قصائده نقدا لاذعا وضاريا للأوضاع الاجتماعية ما سبب له العديد من المشكلات وتسبب في نفيه خارج مصر.
نشأ بيرم التونسي في محافظة الإسكندرية، في ظل ظروف صعبة وقاسية، فكان يعمل وهو في سن صغيرة دكان لبيع الحرير مع أولاد عمه، بعد عدم توفيقه في التعلم في الكتاب.
صبي البقال
عرف بيرم وهو طفل بزواج أبيه على أمه سرا وهو ما جعله طفلا حزينا، ثم ما لبث أن توفي أبوه واستولت زوجة أبيه على كل ثروته واستولى أبناء عمه على تجارة أبيه ليجد بيرم نفسه بلا مال ومسؤولا عن أسرته فانقطع بيرم عن الدراسة، وهو في الثانية عشرة من عمره، وعمل صبيا في محل بقالة.
لم يستمر بيرم في العمل كصبي بقاله حيث طرده صاحب العمل، وتتزوج أمه من رجل آخر يعمل بصناعة هوادج الجمال، فيعمل معه بيرم التونسي في هذه المهنة.
تقسو الحياة أكثر على بيرم التونسي حيث تتوفى أمه عام 1910، ليشعر بعدها بالضياع تمام، حيث انتقل للإقامة مع أخته والتي كانت تضيق به ذرعا.
افتتح بيرم لنفسه محل بقالة صغير تزوج بيرم التونسي في سن صغيرة وهو في السابعة عشرة من عمره، من ابنة تاجر عطارة، وعاش معها في حجرة في بيت أبيها، وأغلق بيرم محل البقالة الذي كان افتتحه وأفلس.
بائع السمن
باع بيرم التونسي البيت الذي تركه له أبوه وعمل في تجارة السمن من ثمن البيت واشترى بباقي النقود بيتا صغيرا، وماتت زوجته بعد ست سنوات زواج؛ وتركت له ابنا اسمه محمد وبنتًا اسمها نعيمة، فاضطر للزواج مرة ثانية.
فوجئ بيرم التونسي بالمجلس البلدي في الإسكندرية، يحجز على بيته الجديد، ويطالبه بمبلغ كبير كعوائد عن سنوات لا يعلم عنها شيئًا، وهو ما جعل بيرم يكتب قصيدة يهاجم المجلس البلدي ويسخر فيها منه، ويشتهر بعدها كشاعر.
يكتب بيرم التونسي قصدية أخرى يسخر فيها من الملك فؤاد فيقرر نفيه إلى تونس حيث يوجد أهل أبيه، لكنهم لا يرحبوا به فيعمل بأحد المحلات التجارية، وتضيق عليه السلطات التونسية هناك فيتجه إلى فرنسا وينتقل من مارسيليا إلى باريس ويستقر في ليون وهناك يعاني الجوع والفقر ويلتحق بمهنة صعبة في شرك الكيماويات العالمية حيث كانت تفرض عليه هذه المهنة أن يكون بين الغازات السامة والروائح الكريهة والقاذورات.
يتمكن من العودة إلى مصر بعد ذلك وتقوم ثورة 1952 فيرحب بها ويكتب أشعاره عنها ويحصل على الجنسية المصرية.
