علي جمعة: الوارث المحمدي ينطبع فيه ما ورَّثه رسول اللّه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الوارث المحمدي هو الذي انطبع فيه ما ورَّثه رسول اللّه ﷺ للأمة، ففيه تخلق بأخلاق النبي المصطفى والحبيب المجتبى والمثال الأعلى والإنسان الكامل ﷺ، لا يغضب إلا للّه، وقلبه مطمئن دائمًا بذكر اللّه، وحاله مستقر مع اللّه على حال التوفيق، يهدي اللّه به عبادًا كثيرًا، ويفتح اللّه به قلوبًا كانت مغلقة، ويغفر اللّه له ولمن استهدى بهدي، يكون له الإرشاد بالحال لا بالمقال.
الارتقاء إلى الله
وأضاف جمعة من خلال منشور عبر حسابه على فيسبوك، أن الإنسان يجلس معه، فيرتقي إلى اللّه من غير أن يتكلم بأن تكون له التربية بالنظرة، ينظر إلى المريد فيربيه، وينفعل قلب المريد بمقدار ما في توجه شيخه إليه من الصدق والنصيحة والشفقة مع كمال المعرفة باللّه، مما يجعل كل تصرفات الشيخ هديًا وتربية، فإذا بالقلب يتخلى عن القبيح، ويتحلى بالصحيح، مما يجعله في حالة يتهيأ بها إلى الطاعات، وفي حالة يمحو فيها عنه المعاصي، كل ذلك بالنظر.
وأكّد علي جمعة أن هذا هو حال المصطفى ﷺ، كان إذا نظر إلى أحد من المؤمنين صيّره صحابيًا، وأحدث في نفسه عدالة استوجبت منا تعظيمهم، وتوقيرهم، وتصديقهم، فكل الصحابة عُدُول بتعديل رسول اللّه ﷺ لهم.
واختتم علي جمعة أن رسول الله عدل الصحابة بالنظر إليهم، يعني جلسوا أمامه فنظر إليهم فأحدث في نفوسهم شيئًا استوجب عدالتهم، هذه الخاصية التي كانت في رسول اللّه ﷺ، وهذه المنحة الربانية التي أعطاها اللّه لنبيه ورَّثها لأتقياء أمته.