محاكاة الجلود تواجه الاندثار│ شاب دمياطي: الصناعات اليدوية أهم من الماكينات.. وهذه رسالتي للحكومة │ فيديو
صناعة الجلود، واحدة من الصناعات التي لطالما اشتهرت بها محافظة دمياط، وامتهنها الأجداد وتميزوا في إتقانها حتى تمكنوا من غزو أسواق العالم بصناعة يدوية وأدوات بسيطة.
انتهى عصر صناعة الجلود من دمياط، منذ زمن طويل، ولم تعد كافية لأبنائها، فهجرها الكثير منهم بحثًا عن لقمة العيش، لكننا اكتشفنا أن أحدهم ما زال مُتمسكا بفن صناعة الجلود، إنه الشاب الثلاثيني محمد، الذي قرر الاستمرار بمهنة والده حتى في هذه الظروف.
صناع الجلود في دمياط
القاهرة 24 تجول بين جدران ورشته البسيطة.
أعمل بمهنة صناعة الجلود منذ الصغر، واستمراري بها لأني أعشقها.. بهذه العبارة بدأ الشاب محمد حمزة حديثه لنا، معربًا عن تمسكه بتلك المهنة، والتي ورثها عن والده بدافع حُبه لها فقط.
رحلة صناعة الجلود
أدوات بسيطة للغاية، وساعات من العمل الشاق؛ رحلة يقطعها محمد يوميًا للبحث عن لقمة العيش، وسط صناعة اتلفها الهوى، ممسكا بقطعة خشبية يكسوها جلد طبيعي وراح بواسطة آلات حادة بينها أطراف خيط رفيع يغزل حذاءً من الجلد الطبيعي.
دقائق من الصمت تخللت حديثه معنا، ثم عاد مُجددا قائلا: أنا بشتغل في مجال تاني عشان أعرف أعيش، لكن صناعة الجلود فن، وده اللي محببني فيها.،
وتابع: الصنعة في انك تعرف تغزل الأحذية.. أنا اللي بقفل الشغل وبيطلع من عندى على المحلات جاهز للبيع.. اتعلمنا إننا نشتغل بإتقان، والصناعات اليدوية أهم بكثير من الماكينات اللي قتلت روح الشغل.
وأثناء حديثنا معه؛ انتبهنا لوالده صاحب الـ 63 عاما، وهو يجهز أدواته ليبدأ عمله في صمت، حيث قال: أنا نجحت إني أورث مهنتي لأبنائي، لكني أعلم أنها غير كافية.
وانشغل عم حمزة بعمله لدقائق، وقال مجددا: شغلنا لف الدنيا وأسواق الغرب كانت بتنتظرنا، نفسي نهتم بالصناعات اليدوية.. احنا عندنا إمكانيات ننافس بيها أي حد لكن بنعاني من قلة الاهتمام.
رسالة صناع الجلود في دمياط
فيما عاود الشاب محمد للحديث قائلا: أنا بصنع الحذاء بـ 15 جنيها، والطلب مش زي الأول، لكن سرعان ما قطع حديثه، والتفت إلى عمله مجددا لإصلاح خطأ، ثم عاود الحديث موجها رسالة إلى الحكومة: نفسي نرجّع صناعة الجلود زي زمان، ونهتم بالصناعة دي.. احنا رواد فيها وياريت نعود بالصناعات دي زي زمان.
رسالة صناع دمياط
واختتم الشاب محمد صانع الجلود في دمياط حديثه للقاهرة 24، قبل أن ينهي رحلته اليومية مع محاكاة الجلود، بينما تنتظر صناعة الجلود في دمياط قبلة الحياة من جديد.