حياة بين أحضان التاريخ.. عم عنتر أقدم جامع للقطع النادرة والتحف بالأقصر | صور
يجلس عنتر ذو الـ 62 عامًا، ببشرته السمراء، بين التحف والأنتيكات القديمة التي جمعها خلال 40 عامًا، منذ أن كان طفلا يساعد والده في مهنته، فقد ورث عن والده عشقه لمهنته والذي كان يهوى جمع التحف والقطع النادرة من المنازل القديمة.
كل قطعة من تلك القطع، تذكرنا بفترة زمنية من الماضي، لذلك كانت زبائنه من الأجانب، الإنجليز والألمان والفرنسيون المهتمون بذلك، والمقيمون بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، ومن المصريين أصحاب الفنادق والمنازل الفاخرة والفيلات.
ورشة عم عنتر الصغيرة.. تاريخ عريق
في قرية البعيرات، يقيم عم عنتر، أقدم جامع للتحف التراثية والنادرة، بين أحضان الحضارة المصرية القديمة، حيث بدأ حديثه بأنه نشأ في منزل مكون من ستة أفراد، كان الأب يسعى فيه للرزق عبر جمع الأدوات والتحف والأنتيكات من المنازل والقصور القديمة بالمحافظة، والتي لا يحتاجها الباشوات والأغنياء قديمًا، ثم يجمعها ويجري لها عمليات صيانة في ورشة صغيرة خاصة بهم، لإعادتها لوضعها الطبيعي، لكي يستفيد منها من خلال بيعها للأجانب والمصريين والأثرياء، وبذلك تعلّم المهنة من والده وجده، ومن ثم أصبحت العائلة مهتمة بتلك الهواية يستمتعون بها قبل البحث عن الأموال منها.
إرث الآباء يحمله الأبناء
ويضيف عم عنتر، أنه يهوى جمع كل ما هو قديم ينتمى لعصور سالفة، وبذلك صار الابن على درب الأب والجد ليكوّن ورشته الخاصة داخل منزل قديم يستأجره بالقرية ويمارس فيه هوايته بجمع الأواني والأدوات التي تعود لعشرات السنين، وصيانتها وحمايتها من الضياع والنسيان.
ويضيف عنتر الذي لا يجيد القراءة أو الكتابة، أن لديه مئات القطع التاريخية والتراثية المختلفة بالإضافة إلى عدد من التحف القديمة وأدوات المنزل والمطبخ، من أوانٍ نحاسية وأواني المياه والشاي والقهوة والتي كانت توضع داخل المنازل والفيلات والقصور التاريخية قديمًا، وقام باقتنائها بعدما تعرضت للضرر أو قرر أصحابها الاستغناء عنها أو اشتراها من الأهالي ومع مرور الزمن أصبحت تلك التحف والأواني المختلفة، تاريخًا يجمعه عم عنتر بحب وشغف وبات لها عشق خاص لمن يهواها، فهناك بعض من الأجانب والمصريين أصحاب الفنادق والأثرياء من كبار العائلات، يعشقون شراء تلك المقتنيات لتزيين منازلهم وغرفهم الخاصة بهم.
التحف القديمة هدايا تذكارية للسياح الأجانب
وأوضح عنتر أنه خلال فترة المواسم السياحية بالمحافظة، تتوافد عليه الأفواج السياحية والذين يحبون تلك التحف التراثية ومنهم من يقوم بشرائها، وربما عادوا أكثر من مرة يشترون أدوات مختلفة وإهدائها لأصدقائهم أو وضعها داخل منازلهم في أوروبا، ويأتي السياح من مختلف جنسيات العالم من دول فرنسا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا وغيرها من سياح العالم، بالإضافة إلى السياح المقيمين بالأقصر وخاصة البر الغربي لتزيين منازلهم، حيث يحبون التحف التي تنتمي للعصور الملكية لوضعها ديكورات في غرفهم الخاصة.
عم عنتر يجد حياته وطفولته في المقتنيات القديمة
ويقول عم عنتر، إنه يحزن كثيرًا عندما يبيع بعضًا من التحف والأدوات التراثية القديمة، ولكنه يحتاج إلى المال له ولأسرته، ولكي يكمل هواية يحبها وما زال يعشقها ويهواها وتذكره دومًا بطفولته وتاريخه الذي قضاه مع جده ووالده، فهو يعيش بينهما الآن من خلال تلك التحف.
