بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين والشخصيات العامة.. القاهرة 24 يعقد صالونه الثقافي الثاني
عقدَ موقع القاهرة 24 صالونه الثقافي الثاني، الذي ينْعقد على فترات دورية، بمشاركة نخبة من المثقفين والكتاب والفنيين والسياسيين والشخصيات العامة، لمناقشة مختلف القضايا الثقافية والفكرية التي تؤثر في المشهد العام بمصر، ومحاولة الخروج بمقترحات وتصورات تسهم في إعادة تصحيح وتشكيل مسار الثقافة المصرية، من خلال البناء على الآراء التي يطرحها المثقفون والمشاركون، حول القضايا التي يثيرها الصالون وإعادة بناء مرتكزات واضحة في المشهد الثقافي المصري، تسهم في النهوض بوعي المواطن العادي، ووضعه في تفاصيل كل القضايا الفكرية التي تنعكس عليه في كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
الصالون الثقافي الثاني لـ القاهرة 24، افتتحه الكاتب الصحفي محمود المملوك، رئيس تحرير الموقع، وأداره المخرج الكبير مجدي أحمد علي، ركز على قضية القوة الناعمة، والدور الذي يؤديه كل من الفن والدراما في الوقت الحالي وانعكاساتهما على المستوى الثقافي للمجتمع، وكيفية التأثير عليه سواء بالسلب أو الإيجاب واستخدام القوة الناعمة على اختلاف أشكالها بين الدراما والسينما والكتابة في التأثير على المجتمعات الأخرى، وإعادة بناء صورة مغايرة عن المجتمع المصري.
الصالون عُقد بمشاركة واسعة من المثقفين والشخصيات العامة، من بينهم الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق، والمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المصري الأسبق، والدكتور وليد مصطفى رئيس مجلس أمناء موقع القاهرة 24، والمستشار محمود فوزي، أمين المجلس الأعلى للإعلام، والنائب رامي جلال عامر، والكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، والدكتور خالد منتصر، والإعلامية سناء منصور، والشاعر الكبير إبراهيم داوود، والدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بجامعة بنها، والمخرج عمر زهران، ومصمم الأزياء الشهير هاني البحيري، ومحمد علاء، أستاذ الإدارة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور عبد الحليم يوسف، استشاري تطوير الأعمال وخبير التسويق والمهندس محمد سعيد خبيري واستشاري الذكاء الاصطناعي، والنائب ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ.
الكاتب الصحفي محمود المملوك، استهل الحديث بطرح عدد من التساؤلات حول الفن والدراما وهل المنع، كما حدث مع مطربي المهرجانات، من الممكن أن يكون حلا للقضاء على بعض الظواهر السلبية؟ وهل الدراما الحالية تعبر عن توجهات وشرائح المجتمع؟ وهل الفن في الأساس للتسلية؟ مشيرًا إلى إعلان المخرج الكبير داوود عبد السيد اعتزاله بحجة أن الإنتاج في مصر والذوق العام لم يعودا مسايرين لأفكاره، موكدًا أننا في حاجة فعلية للحصول على إجابات لتلك التساؤلات.
المخرج مجدي أحمد علي، بدأ الحديث بطرح عدة محاور للنقاش حول دور القوة الناعمة والثقافة المصرية بشكل عام في النمو والتطور، خاصة أن الدولة طرحت في الوقت الحالي أكثر من توجه يساعد على التقدم، رغم المعارك المختلفة التي تخوضها الدولة، وعلى رأسها معركة التطرف وقوى التطرف العالمي التي للأسف أُنتجت في مصر، موضحًا أننا إلى الآن نحارب المتطرفين ولا نحارب التطرف.
وأضاف أن المعركة الرئيسية هي مقاومة التخلف على جميع المستويات بمعنى البيئة التي تنشأ فيها جميع الأفكار التي تدفع المجتمع للتراجع فكريا، موضحًا أن القوة الناعمة في مصر والثقافة هي الجهة الوحيدة المهيأة للقيام بهذا الأمر، وأن هناك العديد من المشكلات التي تواجه تلك القوة، سواء في السينما أو الموسيقى والمسرح والكتاب.
القاهرة 24 يطلق صالونه الشهري الأول بحضور نخبة من رجال السياسة والاقتصاد والفن والإعلام
واستشهد المخرج الكبير بعدد دور العرض في مصر، موضحًا أن مصر قبل عشرين أو ثلاثين عامًا كان يوجد فيها 500 دار عرض والآن وبعد أن أصبحت مصر 100 مليون ما زال عدد تلك الدور كما هو، دون زيادة وهناك محافظات كاملة بلا دار عرض واحدة أو مسرح واحد أو قاعة موسيقى واحدة، مضيفًا أن هذا الأمر بحاجة إلى قرار سيادي من أجل زيادة تلك المنافذ، لأن الفن يحتاج للعديد من المنافذ من أجل نمو الصناعة.
الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق تحدث بدوره ليوضح أن مصر قوة إقليمية كبرى بقواتها المسلحة والاقتصاد الناهض وقدراتها الدبلوماسية، لكنها قوى عظمى بثقافتها، فقد احتلت الوجدان العربي بالأغنية والقصيدة والرواية والكتاب، وليس بالقوة العسكرية وقادت الأمة العربية بالثقافة، فهناك سوق واسع النطاق في المنطقة العربية يضم 350 مليون مستهلك، إلى جانب إمكانية التسويق بترجمات مختلفة، وهناك لغة عالمية تُدعى الموسيقى.
وقال رزق إنه لا توجد مشكلة فيما يتعلق بصناعة القوة الناعمة، فمستلزمات الإنتاج متوفرة لدينا، حيث الأصوات المتنوعة والمواهب في الشعر والرواية، وهناك كنوز أخرى مدفونة، موضحًا أن البعض يعتبر أم كلثوم وسيد درويش وزكي رستم ومحمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ استثناءات، لكن لا يمكن المصادرة على المستقبل والتحدث عن عدم وجود أحد غيرهم.
وذكر رزق أن الثقافة هي السلاح الأساسي في مواجهة التطرف، وكلما زادت انحصر هو، ففي الستينيات كان التطرف في تراجع وبلا جمهور، بسبب وجود الثقافة الممتدة، مقترحًا دخول المجال الثقافي في مبادرة حياة كريمة من خلال إنشاء بيت ثقافة متعدد الاستخدام يضم مكتبة وغرفة موسيقى وغرفة رسم.
المخرج مجدي أحمد علي، رحَّب باقتراح الكاتب الصحفي ياسر رزق، لكن الدولة ليست جيدة في الإدارة، فمن الممكن أنْ تكون لديها أفكار عظيمة ولكن عندما تقوم بعملية الإدارة تتسبب في بعض المشكلات، مضيفًا أنه علم عن طريق أحد أعضاء غرفة صناعة السينما بوجود عرض على وزيرة الثقافة لتأجير قاعات السينما في قصور الثقافة إلا أن العرض قوبل بالرفض.
ياسر القاضي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المصري سابقًا، تساءل عن أسباب رفض العرض من قبل مسئولي وزارة الثقافة، خاصة أن الوزيرة إيناس عبد الدايم منفتحة على مثل هذه الأمور، وهو الأمر الذي قابله مجدي علي بالتأكيد على ضرورة وجود قانون ينظم دخول الدولة في الشراكة مع القطاع الخاص.
المستشار محمود فوزي، أمين المجلس الأعلى للإعلام دخل على خط الحديث بين الوزير ياسر القاضي والمخرج مجدي علي، موكدًا أن مصر لديها البنية التشريعية بإدارة كاملة لأي مرفق عام عن طريق القطاع الخاص منذ السنهوري باشا، وإذا اعتبرنا قصور الثقافة مرفقا عاما وهي كذلك فمن السهل إدارتها باتفاق بين الدولة والقطاع الخاص وقانون الاستثمار الجديد فتح البابا أمام شراكات لا يمكن تخيلها وفي حال وجود جدوى اقتصادية واجتماعية بين الدولة والقطاع الخاص وإيجاد مساحة مشتركة بينهما دون محاذير فأنت أمام صفقة نجاح.
وأضاف أن القوة الناعمة المصرية ليست في خطر ولكن في حالة منافسة، فالتعليم والاستثمار في التعليم أصبح منتشرا، وكل الدول أصبحت لها ثقافتها وخصوصياتها، موضحًا أن الدولة المصرية لديها العديد من مقومات القوة الناعمة، وآخر مظاهر ذلك الأمر موكب نقل المومياوات الملكية.
وتابع بأن أزمة الموسيقى الحالية كان من الممكن أن يتم حلها في إطار قانوني، فالدولة أنشأت النقابات المهنية لتضبط المهن، وأولى تلك الخطوات إما القيد أو التصريح، ومن يَقُم بممارسة الأمر دون تصريح فهو أمر غير مشروع، موضحًا أن العمل الفني يُرد عليه بعمل فني، مطالبًا بفتح مجال الإنتاج والتوسع فيه من أجل اكتشاف المزيد من الوجوه.
بينما أكد النائب رامي جلال أن القوة الإقليمية هي فائض قدرة الدولة على السيطرة والتأثير والقوة الناعمة هي قدرة الدولة على الجذب وهو يحدث بمختلف أشكال الفن وعن طريق وسيط هو اللغة العربية التي كانت من أهم وسائط نقل الثقافة المصرية للآخرين، وبالنظر إلى أوضاعها حاليا فهي في مشكلة حقيقية، موضحًا أن المقرئين المصريين الذين كانوا على رأس قوة مصر الناعمة في المنطقة أصبحوا في حالة تراجع حقيقةً لصالح فئة أخرى، وكذلك المنصات الإعلامية الخليجية التي تبني أساس إنتاجها على الإبداع المصري تقوم بوضع ترجمة فصحى على الدراما والسينما المصرية، مما ينذر بوجود حالة من عدم الفهم للهجة المصرية في المنطقة العربية.
وأضاف أن المهرجانات ليست رجسًا من عمل الشيطان، وتخضع لعوامل محددة، فهل تحظى بتقدير قطاع من الناس؟ نعم.. وهل تحتوي على قدر من الإبداع؟ نعم.. وهل تخالف أي قانون نافذ؟ هنا من الممكن أن يتسع الحديث، فالتفسير النهائي لها أنها تحتوي على ألفاظ خارجة ببعض المعايير الأخلاقية على الرغم من اقتناعي بعدم تطبيق أي معايير غير فنية على الفن.
وأشار إلى أن مصر تستطيع استخدام المهرجانات بعد ضبطها وجعلها ملائمة للانتشار العالمي في التأثير على الآخر، موكدًا أن الفن ناتج عن تراكمات الثقافة، مضيفًا: المهرجانات خرجت من طينة هذا الشعب.
الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، ذكر أن حل أزمة الدراما يتمثل في إتاحة المزيد من حرية الإبداع في الدراما والسينما، موكدًا أن استمرار القوة الناعمة في التأثير يتطلب حرية إبداعية من أجل عودة الأعمال الإبداعية التي كان يتم إنتاجها في السابق مثل مسلسل ليالي الحلمية.
وأضاف أن الدراما والسينما تحتاج لإتاحة موضوعات أكبر، لتناولها وتوسيع المجال لمناقشات أكثر من الوقت الحالي.
من ناحيته قال الدكتور خالد منتصر أن القوة الناعمة في خطر شديد، موضحًا أن المزاج المصري أصبح سلفيًّا بامتياز، وأصبحنا ننظر إلى الانفتاح في الدول الخليجية بحالة من الانبهار، وصلنا لهذه الدرجة، فليس مزاجًا سلفيًّا شكليًّا ولكن أصبح معاديًا للبهجة بطريقة عجيبة جدا ومعاديا للجسد الإنساني بشكل غريب.
وأضاف أنه من الصعب خلق حالة فنية وسط جمهور بهذا المزاج، فكيف يمكن خلق قوة ناعمة وسط مثل هذه الحالة من الرقابة حتى إن الفنان نفسه أصبح رقيبا، وساعد على هذا المزاج السلفي، ودفع الفنان للتخلي عن حريته بإرادته، مضيفًا أن هناك حالة غريبة في مصر ومتفردة هي أن الأجيال القديمة أكثر تفتحًا من الأجيال الحديثة.
وأوضح منتصر أنه لا يوجد برنامج تنويري واحد في القنوات المصرية ولا حتى برنامج أطفالي وهذا جزء من المشكلة، أن المصري أصبح معاديا للبهجة، موضحًا أن التريند من بين الأشياء التي أثرت على القوة الناعمة في مصر والتريند الذي يريده الإخوان هو الذي يسيطر على مصر.
ياسر القاضي وزير الاتصالات السابق قال إن الدولة لا تستطيع القيام بكل شيء فيما يتعلق بمسألة القوة الناعمة، مشيرًا إلى الرياضة قوى ناعمة كبرى وتشهد إقبالا كبيرا من المواطن، فهل مستواها الآن على القدر المرغوب في كل الرياضات.
وأضاف: صناعة السينما لا يملكها إلا صناع السينما ولا يستطيع أحد أن يقوم بأي نهضة فيها سوى صنّاعها، فالدولة لا يمكن أن تكون سوى مجرد عنصر مساهم، موكدًا أن القوة الناعمة هي أهم ما تملكه الدولة المصرية كمقومات لوجودها في هذه المنطقة وعليها تحد كبير جدا.
الإعلامية سناء منصور قالت إن القوة الناعمة في مصر في حالة خطر حقيقي، وسرقت منها الأضواء في العديد من المجالات، موضحة أن الذوق العام شهد حالة من الانخفاض العنيف واستدلت الإعلامية سناء منصور بتعرضها لهجمة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أحد الاقتراحات التي أبدتها خلال برنامجها على فضائية دي إم سي.
الشاعر الكبير إبراهيم داوود، أكد أن ظهور أغاني المهرجانات جاء كنوع من الاحتجاج على تهميش فئة من فئات المجتمع يتم التعامل معها على أنها أقل والتعالي من النخبة المثقفة والإعلامية وهذا يعود إلى وجود 4 مستويات في التعليم، فهناك طالب يتعلم في المدارس الخاصة وآخر مع 70 في فصل واحد، مضيفًا: التعليم الطبقي هو الذي أفرز تلك الفئة من الغناء.
وأضاف أن وظيفة الدولة أنْ لا تسمح بمثل هذا النوع من الغناء، وأن لا يتحمل دافع الضرائب إنتاج هذا الغناء وهناك أغانٍ شبيهة بالمهرجانات والمجتمع يقوم بتمريرها في سياقات ضيقة.
وأوضح داوود أن تَرْك الدولة الشارع للإسلاميين جاء بنوع جديد من الغناء وهو الغناء السلفي، فاحتكر الشارع المصري لفترة طويلة، وبدأ يتراجع مؤخرًا إلى جانب ظهور وجوه جديدة مثل الشيخ ياسر الشرقاوي والشحات أنور.
وحول دور وزارة الثقافة ذكر أن 80% من ميزانية وزارة الثقافة تذهب للرواتب ويتبقى 20% مطلوب منها الإنفاق على المسرح والسينما وغيرهما وفي حال أردنا وجود ثقافة حقيقية ينبغي علينا مضاعفة ميزانية وزارة الثقافة 10 مرات، مضيفًا أن مصر تشهد حالة ثقافية في مصر غير مسبوقة فيوجد عشرات الشعراء والروائيين الكبار في الوقت الحالي على عكس الماضي.
الدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بجامعة بنها قال إن مصر قوى عظمة بسبب الثقافة والحضارة واستطاعت أن تغزو المنطقة العربية بالفكر والثقافة ولكنْ هناك سؤال: هل مصر مؤهلة في الوقت الحالي لطرد المنتج الفني الرديء؟ والإجابة بشكل واضح لا. فهل أفضل الكتب هو الأكثر مبيعًا؟ وهل الفيلم الأفضل يحقق الإيرادات الأعلى؟ الإجابة لا.. موكدًا أنه من الضروري تقييم الوضع الحالي من أجل تحقيق الأهداف التي نريدها.
وأضاف أن نجاح أي ثقافة في أي مجتمع مرهون بشقين أساسيين، وجود وعي جمعي مؤهل وقوة ثقافية جاذبة، وهو الأمر الذي من الضروري أن يتم العمل عليه بشكل كبير، خاصة أن مصر تتعرض لتحدٍّ شرس موجود في مختلف المصادر الثقافية، سواء كان على مستوى الدراما أو الإعلام أو السياسة.
وذكر أستاذ الإعلام أن وسائل التواصل الاجتماع أصبحت أحد أهم وسائط تشكيل الوعي الجمعي ولكن هل نحن فاعلون في هذا الأمر؟ فالعالم يتحدث الآن عن الميتا فيرس وتطورات تكنولوجية كبيرة هل نحن لدينا رؤية أو استراتيجية لهذا التعامل؟ لا يوجد لدينا حتى الآن ميثاق يحدد آلية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وحول سيطرة الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، قال شمس الدين إن الإخوان يتعاملون بعقيدة ولكن المصريين يتعاملون بعقلية الموظف، مضيفًا أنه من الضروري تغيير الرؤية حول الثقافة في مصر.
المخرج عمر زهران استهل حديثه بتناول موقف جمعه مع الفنانة نادية لطفي عندما سألها عن الفن هل هو حلال أم حرام لترد نادية لطفي: لما يبقى عندنا فن الأول نبقى نشوف، مضيفًا أن مصر لديها قوة منقرضة وليس قوى ناعمة، متسائلًا أين تلك القوة من موقف الفنان هاني شاكر عندما تصدى للمهرجانات ودفع الثمن من سمعته، فقط لأنه تحمل مسئولية التصدي لهذا الأمر.
وأضاف أن الإعلام المسئول عن إظهار القوة الناعمة ليس في محنة فقط ولكن في مؤامرة، ومن المستحيل أن يكون هذا إعلام مصري، موضحًا أن الإعلام في مصر الآن أصبح متفرغًا فقط لنشر الفضائح التي كنا نشاهدها في صفحات الحوادث.
بينما قال مصمم الأزياء الشهير هاني البحيري، إنه أخذ على عاتقه طوال السنوات الماضية ممارسة دور إيجابي فيما يتعلق بالقوة الناعمة من خلال إقامة عروض أزياء عالمية تخص الأزياء المصرية ذات الطابع الفرعوني، مشيرًا إلى أن حالة الهجوم على المهرجانات مثل مهرجان الجونة والقاهرة تعود إلى عدم الفهم.
وأضاف أن الدولة لها دور مهم جدا لإنشاء أكاديميات للأشخاص المهتمين بالموضة من أجل إيجاد جيل مثقف واع ودارس ومؤثر وبعدها سيعود الشارع المصري إلى الشكل الإيجابي الذي كان عليه في الماضي إلى جانب أن هذا الأمر سيؤدي إلى دخل قومي مناسب، فلا يوجد مهنة تستمر دون أشخاص متخصصين.
وأشار البحيري إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام بالمصنع المصري والتي تجسدت في إقامة مصنع تراثنا، والتي أشرف فيها على نحو 20 مصنعا في المعرض، مؤكدًا أنه كان في حالة كبيرة من الانبهار بالمستوى والأداء الذي من الضروري تسليط الضوء عليه.
من جانبه قال الدكتور عبد الحليم يوسف استشاري تطوير الأعمال وخبير التسويق، أنه لا يوجد ما يسمى بالمزاج العام المصري، ولكنْ هناك تنوع مزاج، فالقرية تختلف عن المدينة والأبحاث التسويقية تؤكد هذا الأمر إلا أنه خلال السنوات الماضية كان هناك ما يسمى المزاج العام المصري.
المهندس محمد سعيد استشاري وخبير الذكاء الاصطناعي، أكد أن مصر لديها القدرة التكنولوجية التي تسمح لها بالمنافسة فيما يتعلق بالمحتوى الرقمي، موضحًا أن المنصة العربية الوحيدة التي تشهد إقبالًا من الجمهور هي شاهد، وغالبية المسلسلات والأفلام المتوفرة عليها هي إنتاج خليجي يجري بالاستعانة مع ممثلين مصريين.
وقال سعيد: للأسف نحن نخسر الهوية المصرية، موضحًا أن رواد الترجمة في العالم كانوا مصريين ومن بينهم الدكتور أنيس عبيد.
الدكتور محمد علاء أستاذ الإدارة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قال إن القوة الناعمة هي القدرة على التأثير من خلال الجذب والتأثير في الآخرين، موضحًا أن لديه العديد من الأسباب التي تدفع للتفاؤل، خاصة من التعامل مع الطلاب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مضيفًا أن جزءًا من القدرة على التأثير يتمثل في الخبرة.
وأضاف أن أكثر الأماكن التي من الممكن لها أن تتيح الاستغلال الأمثل للقوة الناعمة، الجامعات، وهو الأمر الذي يحتاج لقدر أكبر من الحرية.
الدكتور وليد مصطفى، رئيس مجلس أمناء موقع القاهرة 24 اختتم النقاش، متمًا كلامه بأن القطاع الخاص من الضروري أن يقود زمام المبادرة للدخول في المشروعات الثقافية مع الدولة، موضحًا أن حجم الإنتاج في مصر تراجع، وبالتالي زيادة أعداد دور العرض ستؤدي لزيادة أعداد التراخيص للأفلام الأجنبية.
وأضافَ أن هناك مشكلةً تؤرق المنتج المصري وهي سرقة المنتج من خلال عدد من القنوات مجهولة الهوية، أين حق المنتج من هذا الأمر؟ مضيفًا: ما دام المنتج يتعرض للخسارة فلماذا يقوم بالإنتاج؟
فمن الضروري حماية المنتج وإغلاق تلك الفضائيات.
من جانبه أشاد المخرج مجدي أحمد علي، بإشارات الدكتور وليد مصطفى، مؤكدًا أن الدولة تتعامل معه باستهانة شديدة.