أسهم شركات التكنولوجيا تسجل أعلى مستويات بيع منذ 10 سنوات
تسبب انهيار أسهم شركات التكنولوجيا، في واحدة من أشد موجات بيع الأسهم من قبل المستثمرين منذ بداية الأزمة المالية والتضخم، حيث بدأ الانهيار بشكل أكبر منذ تعاملات أمس، بعد أن قامت صناديق التحوط مع بداية العام الجديد بالتخلص من أسهم شركات الرقائق الإلكترونية والبرمجيات بشكل كبير.
انهيار أسهم شركات التكنولوجيا
سجلت مبيعات تلك الصناديق خلال 4 جلسات للتداول حتى نهاية جلسة الثلاثاء الماضي، أعلى مستوياتها من ناحية القيمة منذ أكثر من 10 سنوات، حسب الأرقام التي جمعها وسيط لدى بنك جولدمان ساكس.
وقال مايك لوينجارت، العضو المنتدب لاستراتيجية الاستثمار لدى إي تريد فاينانشيال، إن تفاقم انهيار أسهم شركات التكنولوجيا بعد أن أشارت نتائج أخر اجتماع للاحتياطات الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع لإي وقت قريب، لتوضح تشديد سياسة البنك المركزي بشكل أسرع مما توقعه البعض.
وخسر مؤشر ناسداك 100 ما يفوق 3% من قيمته، مسجلًا أسوأ يومين تداول منذ مارس الماضي، حيث ضغطت موجة البيع بشكل كبير على الأسهم ذات التقييم المرتفع، إلى جانب انخفاض أسعار سلة جولدمان ساكس من أسهم البرمجيات مرتفعة الثمن بنحو 6.3% لتصل إلى أدنى مستوى منذ شهر مايو الماضي.
وتراجع مؤشر مورجان ستانلي لخدمات الاتصالات في آسيا والباسيفيك، بنحو 1.5% يوم الخميس الماضي، وحلت شركة كاكاو جيمز في صدارة قائمة الأسهم المنخفضة بعد أن خسرت 13% من قيمتها.
كما هبط مؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج، الذي يرصد حركة الأسهم الصينية العملاقة، بحوالي 0.6% خلال تعاملات اليوم، كما خسر 4.6% من قيمته يوم الأربعاء، حتى اقترب من مستويات التشبع البيعي.
رفع أسعار الفائدة
وأوضح مارك فريمان، رئيس شئون الاستثمار لدى شركة Socorro Asset Management، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ربما يقوم برفع أسعار الفائدة خلال العام الحالي، بمعدلات أعلى مما توقع الكثير، مشيرًا إلى أن أسهم التكنولوجيا لا تحظى بدعم مستثمري الأجل الطويل، لذا فإنها لا تحتاج إلى ضغوط بيعية شديدة حتى تنخفض أسعارها بشكل كبير، مما يدفع صناديق التحوط لبيع المزيد من أسهمها.
أعاد المتعاملون التفكير في أسهم شركات التكنولوجيا، نتيجة تخوفهم من ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتسبب التسابق على التخارج منها في اضطراب صناديق التحوط التي ما زالت رهاناتها على أسهم البرمجيات مرتفعة، على الرغم من تخليها عن بعض هذه الاستثمارات بنهاية العام الماضي.
وعانى صندوق جولدمان ساكس صاحب استراتيجية الاستثمار طويلة وقصيرة الأجل من أسوأ هبوط في العائدات خلال عام.
بدأ انهيار أسهم شركات التكنولوجيا بشكل متلاحق، حتى قبل نشر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، وسط قيام كبار المستثمرين ببيع أسهم كانت هي الأنجح من أجل شراء شركات مهيأة للاستفادة من تحسن الأداء الاقتصادي.
كان عملاء جولدمان ساكس، قبل يوم الأربعاء، يقبلون بشدة على أسهم شركات الطيران والطاقة والشركات الصناعية على مدى الأربع جلسات السابقة، مما أدى لانخفاض استثماراتهم في أسهم التكنولوجيا مقارنة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أدنى مستوى سجله البنك.
تم تداول حوالي ثلث أسهم التكنولوجيا في الفترة الأخيرة بسعر يفوق 10 أضعاف إيراداتها، وفقًا لبيانات جمعتها برنستان. وكشفت بيانات بلومبيرج أن تقييم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وصلت إلى 3.2 ضعف قيمة المبيعات.