محلل سوداني: فرصة توحيد السودانيين أضاعتها سلبية حمدوك.. ونطالب بحكومة كفاءات
قال الدكتور عصام حامد دكين، المحلل السياسي والاقتصادي السوداني، إن السودان يعيش لحظات فارقة في تاريخه، إما أن يكون أو لا يكون، بعد أن قدم الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء استقالته قبل أيام، تاركا لنا تحديات اقتصادية، وفساد وتردِ في الخدمات، وتهتكِ في النسيج الاجتماعي، وسلامِ لم يكتمل.
وأكمل السياسي السوداني، في تصريحات لـ القاهرة 24، كانت الفترة الانتقالية فرصه سانحة لتوحيد الشعب السوداني، أضاعها حمدوك بسلبيته. حسب وصفه.
وتابع: ترك لنا رئيس الوزراء تركة ثقيلة من الأزمات، مابين صراعات دولية وإقليمية وصراعات محاور شرق أوسطية، كذلك غياب في الرؤية وضبابية في المشهد السياسي السوداني، وترك لنا أيضا ضعف في الخدمة المدنية، وانهيار في النظام المؤسسي، وكذلك انقسامات بين القوى السياسية، وفوضى سياسية، واقتراب البلاد من الانزلاق في الفوضى وعدم الأمن، مما أدى للرعب والموت والجوع والنزوح، في ظل عدم وجود جبهة مفوضة من الشعب السوداني وعدم توفر الثقة بين المكونات السياسية.
احتجاجات السودان
وأوضح المحلل السياسي السوداني، أن السودان الآن يواجه تحديات اقتصادية كونه دولة عاجزة الآن عن تسيير الخدمات لعدم وجود سلطه تنفيذية فاعلة، وعدم تفاهم بين المكونات السياسية والمدنية والعسكرية.
وطالب الأكاديمي السوداني: علينا أن نتجاوز الأزمة بالحكمة والعقلانية وإزالة أسباب الأزمة وضيق وانسداد الأفق السياسي والبعد عن المكاسب الحزبية والشخصية الضيقة وإعلاء صوت الوطنية والاتجاه نحو الحوار الشفاف (سوداني- سوداني) ينتج رؤية تعبر عن وجدان وتطلعات الشعب السوداني وعدم التحايل من القوى السياسية لتزيف إرادة الشعب السوداني.
وقدم دكين بعض الحلول لخروج السودان من أزمته، قائلا: إن الحل يكمن في توافر الثقة بين المكونات السياسية وتشكيل حكومة من كفاءات وخبرات مستقلة ذات مهام محددة وفق برنامج وطني محايد يعلى مصلحة الوطن، وعلى القوى السياسية أن تنتهج سلوك سياسي ناضج وراشد بعيدا عن الفتنه وقيام مجلس تشريعي مؤقت لأداء مهام محددة لإجازة قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات وتقوية منظومة الأمن القومي والغذائي، كذلك تفعيل مجلس الأمن والدفاع لحماية السودان، وقيام حوار شفاف ومعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة والوصول لسلام شامل وعادل والتوافق على ميثاق وطني ورسم خارطة طريق لإكمال التحول الديمقراطي وقيام انتخابات حرة نزيهة شفافة يختار فيها الشعب السوداني من يمثله في البرلمان ومن يحكمه على مستوى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.
يذكر أن استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، جاءت بعد أشهر من الاحتجاجات العارمة والتي اجتاحت غالبية مدن السودان، وخلفت قتلى وجرحى، اعتراضا على الإجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوات المسلحة حينها وحُلت بموجبها الحكومة والمجلس السيادي، وأيضا رفضا للاتفاق الموقع مع حمدوك في 21 من نوفمبر، مع المجلس العسكري.