الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية: هناك مجموعات انحرفت عن مفهوم السلفية الحقة.. ولا بد من رخصة لتعدد الزوجات| حوار

مفتي الجمهورية مع
دين وفتوى
مفتي الجمهورية مع محررة القاهرة 24
الجمعة 07/يناير/2022 - 07:33 م

مفتي الجمهورية:

_هناك مجموعات انحرفت عن مفهوم السلفية الحقة ولديهم فقه وافد يضر بالإسلام

_نسعى لإنشاء من 3 إلى 4 أفرع جديدة سنويا بمحافظات مصر

_تنبهنا إلى خطر الطلاق المبكر.. ونسعى لعلاج هذه الظاهرة 

_الأصل في الإسلام الزواج بواحدة.. ولابد من رخصة للتعدد

_الخروج عن النهج الإلهي في التعامل مع البيئة سبب سوء استعمال مكوناتها

_لا بد للخطاب التوعوي والديني أن يأخذ موقعه من التحركات العالمية لمواجهة المشكلات البيئية

 

أعوام وأعوام قضتها الجماعات السلفية في مصر، امتهنت فيها الزراعة، توجهت للتوسع فيها بكل طاقتها، فلم تتدخر جهدًا في رعاية زرعِها، حيث رأَوا أن استمرارهم مقترن بنمو زرعهم، إلا أن الزراعة السلفية تختلف عن المعتادة، حيث استبدلوا الأرض بعقول النشء، وأحلو الأفكار المسمومة التي يزرعونها بتلك العقول، محل ما تنبت الأرض من خيرات.


وكما جعل الله لكل داء دواء، تصنف دار الإفتاء المصرية، كدواء لداء السلفية الذي أصاب المجتمع المصري لسنوات؛ تعيش حياتها لاقتلاع الزرع الفاسد الذي أحسنت الجماعات السلفية ريّه، حيث تسعى الإفتاء الآن بقيادة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إلى التغلغل داخل طبقات المجتمع دون تفرقة؛ انطلاقا من دورها التنويري؛ وإيمانًا منها بواجبها نحو إنقاذ الناس من براثن الجهل بالدين.

 

وعلى ضوء ذلك، التقى القاهرة 24، في حوار خاص، مع فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة  العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ لبيان خطط دار الإفتاء المصرية، في الوصول إلى كافة طبقات المجتمع، فضلا عن رعاية الدار للبيئة وقضاياها، واهتمامها بالمقبلين على الزواج؛ أملا منها في إيقاف قطار الطلاق السريع الذي ينقل ملايين الركاب سنويا، وإلى نص الحوار:

 

 هل لا يزال للسلفية تأثير على أرض الواقع هذه الأيام؟ 


_ الدكتور شوقي علام: هناك مجموعات تريد تحقيق أهداف معينة وشخصية، ولديهم مفاهيم مغلوطه وفقه وافد يضر بالإسلام والمسلمين أكثر مما ينفع، وفي نفس الوقت يطعنون في العلماء المعتبرين والشخصيات العلمية المعتبرة ويقللون من شأنهم بينما يضفون هاله وقدسية على أحد الأفراد المنتمين لفكرهم، ومن ثم انحرفوا بمفهوم السلفية الحقة عن فهم النصوص الشرعية وما يدعو إلى فهم الكتاب، والسنة بفهم سلف الأمة، والأخذ بنهج وعمل النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته، والتابعين.

 

 

مفتي الجمهورية مع محررة القاهرة 24

إنشاء من 3 إلى 4 أفرع جديدة سنويا بمحافظات مصر

 

بعد كل هذه الأعوام.. ما السبب الذي دفع دار الإفتاء إلى إنشاء أفرع جديدة لها بكافة المحافظات؟

على أي أساس يتم اختيار مكان الأفرع الجديدة بالمحافظات؟ وما المعايير التي توضع في عين الاعتبار حينئذ؟ وكيف ترد الإفتاء على الانتقادات التي طالت فرعها في جامعة بني سويف، حول كون الجامعة مكانا للتعلم وليس للدين؟


_ الدار توجهت لإنشاء فروع جديدة لها في محافظات مصر؛ تنفيذًا لخطتها الاستراتيجية الخمسية التي بدأتها، وتهدف في المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، والتيسير عليهم للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية، ومن المستهدف فتح 3 أو 4 فروع لدار الإفتاء في العام في كل محافظات مصر.

أما عن فرع دار الإفتاء الجديد بجامعة بني سويف، وهو أول فرع في جامعات مصر، وله دلالة بأننا نريد أن نتناقش مع الطلاب لتصحيح المفاهيم، وألا نترك الساحة فارغة من العلم الشرعي.

 

ما هي رؤيتكم لتأثير إنشاء فروع لدار الإفتاء في جميع المحافظات، فيما يخص نسبة الفتاوى اليومية الواردة للدار؟ 


_كثرة الأسئلة الواردة إلينا في دار الإفتاء ليست ظاهرة سلبية، بل لها جوانب إيجابية، كعودة ثقة الناس بالمؤسسات الدينية الرسمية بعدما سحبت الجماعات المتطرفة البساط منها لسنوات طويلة مضت،  كما حرصنا على تطوير العمل الإفتائي من خلال التوسع في إنشاء الكثير من الإدارات المختصة بشئون الفتوى، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف إثراء العمل الإفتائي ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم، بالإضافة إلى التوسع في فروع الدار بمختلف محافظات الجمهورية لخدمة الجمهور.

 

الكثرة يغلب عليها الخطأ، والخطأ في الدين كارثة حقيقية، فكيف تخطط الإفتاء إلى إدارة كافة فروعها، دون القلق من تسلل الفتاوى الشاذة والمتطرفة إليها؟


_دار الإفتاء تتميز بكوادرها الإفتائية القادرة على إدراك الواقع وفهم النصوص الشرعية فهمًا رشيدًا؛ لإصدار الحكم الشرعي الصحيح، خاصة في النوازل والمستجدات التي نواجهها، وقد استطاعت الدار من خلال برامجها التدريبية تخريج عشرات المفتين بعضهم تولوا مناصب إفتائية رسمية في بلادهم.

 

 


ولا شك أن إعداد جيل جديد من المفتين على قدر كبير من التأهيل والفهم للنصوص الشرعية، والقدرة على إنزالها على الواقع يتربع على رأس أولويات الدار منذ سنوات، إيمانًا منها بأن التأهيل والتدريب وربط العلوم الشرعية بالعلوم الحديثة وفهم الواقع فهمًا رشيدًا هو السبيل الأمثل لضبط الخطاب الإفتائي، وتجديده بما يتماشى مع الواقع المعاصر؛ مما يدعم استقرار المجتمعات.

 

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

 

مفتي الجمهورية:  تنبهنا إلى خطر الطلاق المبكر

 

 

في 2021، استحدث دار الإفتاء مراكز لتأهيل وتدريب المقبلين على الزواج، فما نوع المعلومات التي تقدم في هذه المراكز؟ وكيف هو الإقبال عليها من الأساس؟


_ تدور محاور الدورة حول  الأحكام الشرعية - أسس اختيار الزوج والزوجة: "الخطبة، عقد الزواج، آثار عقد الزواج، تنظيم الإنجاب، كذلك الإرشاد النفسي والاجتماعي - تهيئة الزوجين للحياة الزوجية: تدريب الزوجين على حل الإشكالات وكيفية التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، كذلك الإرشاد الطبي والصحة الإنجاب: نصائح عامة للمقبلين على الزواج، بيان الاضطرابات التي تحدث بعد الزواج، نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه.

 

 

مفتي الجمهورية مع محررة القاهرة 24


كما تنبهنا إلى خطر الطلاق المبكر؛ فأنجزنا جملةً من المبادرات لعلاج هذه الظاهرة، منها دورات المقبلين على الزواج، والتي لا تغطي الجانب الشرعي فقط، بل الجوانب النفسية والاجتماعية، ونتعاون أيضًا مع الوزرات المعنية مثل مبادرة مودة في وزارة التضامن"، وجدنا إشكالات في الأسرة، فدشنا مركز الإرشاد الزواجي، وهناك لجنة مشتركة من الطب النفسي والمتخصص في الشريعة وغيرها من الجوانب، ونجحنا في دار الإفتاء في احتواء الكثير من المشكلات الأسرية.

 

 

مفتي الجمهورية: الأصل في الإسلام الزواج بواحدة وللمرأة اللجوء إلى القضاء إذا تضررت من زوجها 

 

قضية التعدد من أكثر القضايا التي عملت  السلفية على زرعها في عقول الناس، فهل تشهد مراكز إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج توعية بهذه القضية؟ وهل نرى تحركا من الإفتاء لاقتلاع هذه الفكرة الخاطئة من جذورها، والبدء بعقول الأطفال والناشئة، قبل اصطياد السلفية لهم؟


_الأصل في الشريعة الإسلامية الزواج بواحدة وليس التعدد، وإنما أبيح للرجل الزواج مرة أخرى على خلاف الأصل، عند الحاجة، فمن المعلوم أن الإسلام لم يأت بـ تعدد الزوجات، بل جاء بالحد منه، حيث كان شائعا في الجاهلية تزوج الرجل بما شاء من النساء دون تقيد بعدد معين، ولم يرد في القرآن، أو السنة، ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج بأخرى، فتعدد الزوجات ليس مقصودا لذاته، ولذلك نص الجمهور على استحباب الاقتصار على زوجة واحدة عند خوف الجور في الزيادة، وكذلك في خصوص الزوجة التي أنجب الرجل منها الذرية.

قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾  فالآية تُظهر أن الإباحة مشروطة بوجود مبرر قوي أو حاجة إلى التعدد؛ فيجوز بشرط العدل، والزوج مسئول أمام الله في عدم التزامه بهذا العدل؛ وكذلك الميل القلبي لا يجوز أن يكون مؤثرًا في الحقوق والواجبات.

وللمرأة الحق في اللجوء للقضاء عند تضررها من زوجها، ولكن لا بد من الحاجة إلى منطقة الأخلاق والسكن والمودة حتى نخفف المشاكل الزوجية والأسرية وبالتالي نخفف الضغط على المحاكم.

 

مفتي الجمهورية مع محررة القاهرة 24

 

هناك اهتمام ملموس من كافة المؤسسات الدينية في الدولة هذه الفترة بقضايا البيئة والمناخ، فلماذا الآن تحديدًا؟


_يجب على الجميع أن يعي جيدا أن الوعي الإسلامي تجاه قضايا البيئة والمناخ وتغيراته لم يقتصر على الحفاظ على الثروة البيئية ومكتسبات الإنسان من ذلك الكون المُسخَّر له، بل انطلق في اتجاه آخر، وهو اتجاه التنمية المستدامة لتلك البيئة ومواردها، كما أن هذا الوعي قد بُني على ركائزَ عدةٍ من شأنها تنمية الإدراك لدى الإنسان بفَهم وظيفته وذاته وبيئته، فالخروجَ عن النهج الإلهي في التعامل مع البيئةِ؛ سبب سوء استعمال لمكوناتِها، وأصبحَ تَفاعلُ البشرِ مع مفرداتِها بطريقةٍ سلبيةٍ مما ساهمَ بشكلٍ كبيرٍ في تَغيُّرِ المناخِ بشكلٍ مُنذرٍ بالخطرِ.

 

كيف يعالج الدين قضايا البيئة والمناخ؟ وهل تعتبر التغيرات المناخية علامة لغضب الله على عباده، أو تنبئ بقرب قيام الساعة كما يزعم البعض؟

 

أمرَنا اللهُ تعالى بالمحافظةِ على البيئة وعدم الاعتداءِ عليها بأي تصرف من شأنِه أن يُذهِبَ وظيفتَها للأجيالِ الحاليةِ وللأجيالِ القادمةِ، فحقهم علينا أنْ نتعاملَ مع البيئةِ باعتبارِها أمانةً وإِرثًا مُشتركًا، وليس بمفهومِ الانتفاعِ والاستهلاكِ من أجلِ المصلحةِ الشخصيةِ فقط، فالمنظورُ الشاملُ الَّذي ينطلقُ منه المسلمُ وهو يتعاملُ مع البيئةِ هو مفهومُ أنَّ إعمارَ الكونِ عبادةٌ للهِ تعالى وغايةٌ ساميةٌ مِن غاياتِ وجودِه في هذا الكونِ، قالَ اللهُ تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ).

 

مفتي الجمهورية مع محررة القاهرة 24

هل تنظم الإفتاء أية فعاليات مستقبلية تهدف إلى توعية النشء بخطر التعدي على البيئة من منظور ديني؟


أطلقنا عددا من المشروعات والمبادرات الإفتائية المهمة، يأتي من بينها "الملتقى الرقْمي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم" الذي سيقوم بعقد عدد من الندوات الافتراضية على مدار العام بالتعاون مع المؤسسات الإفتائية والمفتين من أعضاء الأمانة من مختلف دول العالم، تكون بدايتها ندوة بعنوان "دَور مؤسسات الفتوى في مواجهة التغيرات المناخية وقضايا البيئة"، كما تعكف الأمانة على الإعداد لإصدار كتاب عن "الفتوى وقضايا البيئة في ظل التغير المناخي"، وهي من القضايا الأكثر إلحاحًا على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة، كما أعلنت عن تخصيص موضوع مؤتمرها الدولي للعام القادم 2022 عن دَور الفتوى في التنمية المستدامة ودعم جهود تحقيقها، ولا بد للخطاب التوعوي والديني أن يأخذ موقعه من التحركات العالمية لمواجهة المشكلات البيئية.

 

 

كيف يرى الشرع المتعدين على البيئة؟ خاصة إذا ما تسبب تعديهم في إيذاء البشر بطريقة غير مباشرة؟


الحفاظ على البيئة واجب ديني، حيث أنها ملكية عامة يتوجب على المسلم المحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها، فالتناول الإسلامي لقضايا البيئة لم يقتصر على مجرد الوعظ والخطابة؛ بل تشكَّل في إطار الشريعة الإسلامية نظرية رائدة تجاه الحفاظ على البيئة ومكتسبات الإنسان من ذلك الكون المُسخَّر له؛ بل انطلقت الشريعة في اتجاه موازٍ لذلك الاتجاه في سياق التفكير البيئي، وهو اتجاه التنمية المستدامة لتلك البيئة ومواردها، وقد بُني ذلك على ركائزَ عدةٍ من شأنها تنمية الإدراك لدى الإنسان بفَهم وظيفته وذاته وبيئته.

 

 الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية  


الشريعةَ المبارَكة قد أصَّلت لمبدأ مسئولية الإنسان؛ فقال سبحانه وتعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، فمثَّلت خلافة الإنسان لله في الأرض ركنَ قضية التفكير البيئي في الفكر الإسلامي؛ حيث وضعت الإنسانَ أمام مسئوليته تجاه البيئة والكون؛ فالإنسان هو المستفيد الأول من موارد البيئة؛ فهو مسئول عن حلِّ ما يطرأ من مشكلاتٍ في سبيل أن تتعاظم الفوائد فيتقاسمُ الخلقُ هذه العطايا على قدرٍ سواء.

 

تابع مواقعنا