علي جمعة: التواضع لله نوع من أنواع إثبات العبودية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، إن التواضع قيمة عالية من القيم، وهى التي كان يُقال في شأنها: مَن تواضع لله رفعه، وهى نوع من أنواع إثبات العبودية لله وحده، فيسجد المسلم كثيرًا في صلاته، وهذا إنما هو تواضع لله، وأنه لا يسجد إلا لله، وأنه بذلك يُعلن حرّيته بهذا السجود لرب العالمين لأنه لا يخشى إلا الله، وبذلك فهو لا يخشى لومة لائم.
التواضع نوع من أنواع إثبات العبودية
أضاف مفتي الجمهورية السابق، سيدنا محمد ﷺ كان يُعَلِّمنا التواضع بأساليب شتى، فرأيناه يأكل مع الأطفال، ومع العبيد، ومع الضِّعاف، ومع الضيوف، ورأيناه ﷺ وهو -من رحمته- ينزل من فوق المنبر عندما رأى الحسن والحسين رضي الله عنهما يتعثران في ثيابهما، فأخذهما وضمهما إلى صدره الشريف، وكذلك رأيناه وهو يترك أمامة بنت زينب الكبرى -بنته ﷺ - وهي تركب فوق ظهره فيطيل لها السجود.
واستدل على جمعة بحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إلا ونَحَّى له رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأْسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ».
وأوضح جمعة: يعني مَن وضع فمه في أذن رسول الله ﷺ يريد أن يُناجيه وأن يتكلم معه فترى النبي ﷺ يسمعه وهو سيد الكونين وهو سيد الخلق ﷺ، ولا يحرك رأسه إلا بعد ما ينتهي الرجل، وهذه الحركة قد تكون مُتعبة ومُجهدة لكنه ﷺ من تواضعه وأدبه يفعل هذا.
واختتم علي جمعة: وكان ﷺ يترك يده لبنات بني النجار، فالبنت تأخذه حيثما شاءت، فاللهم يا ربنا ارزقنا التواضع لك، وارزقنا الرفعة من هذا التواضع.
