مخزن ثروات سري.. لماذا نهضت روسيا إلى كازاخستان بجيشها؟
أمرت القوات بإطلاق النار تجاه المخالفين.. بتلك الكلمات وجه الرئيس الكازاخستاني حديثه إلى المحتجين في مختلف المدن الكازاخية عقب ساعات من وصول القوات الروسية وسيطرتها على مطار ألما آتا أكبر المدن الكازاخستانية، كما أعلن ترشحه لتولي رئاسة الحكومة 11 يناير الجاري، بعدما شهدت البلاد احتجاجات تطورت إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقات الشرطة في شوارع العاصمة ومختلف المدن الرئيسية الأخرى أسفرت عن مقتل العشرات، فيما كانت روسيا أولى الدول التي علقت على الأحداث التي تشهدها جراتها الجنوبية كازاخستان.
الاحتجاجات كازاخستان بدأت في ثاني أيام العام الجديد اعتراضًا على ارتفاع أسعار الغاز في البلاد، إلا أنها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين والقوات الأمنية إلى حد سيطرة المحتجين على عدد من المنشئات الوزارية والسيادية، كما سيطر المحتجين على مطار ألماآتا أكبر مدن كازاخستان.
هل أسعار الغاز مرتفعة في كازاخستان؟
للوهلة الأولى تداولت الأنباء، أسباب الاحتجاجات تعود لارتفاع أسعار الغاز في البلاد، إلا أنه بالنظر إلى أسعار الغاز في كازاخستان وفقًا لآخر البيانات المنشورة من الحكومة الكازاخية، تبين أن سعر الغاز في كازاخستان هو الأدنى في أوروبا، كما أن الرئاسة الكازاخية أعلنت عقب اندلاع الاشتباكات بأيام قليلة تخفيض سعر الغاز المسال في مقاطعة مانكيستاو، إلى0.11 دولار للتر الواحد بعد اجتماع مع المتظاهرين المحتجين على زيادة أسعار الوقود.
غزو خارجي
الرئيس الكازاخستاني قاسم توكاييف، لجأ سريعًا إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي لطلب العون الأمني، واصفًا التطورات التي تشهدها بلاده بأنها تتعرض لغزو من قبل مليشيات مدربة في الخارج، موجهًا اتهامات إليها بأنها على علاقة جادة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مطالبًا حليفه الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس الروسي بأن يكون للدب الروسي موقف قوي في تلك الأزمة.
موقف روسيا بدا متسارعًا استجابة لمطالب رئيس كازاخستان، فكانت موسكو أول من علقت على الاحتجاجات المتصاعدة في كازاخستان، وحثت جميع الأطراف على الحوار، إلا إنه بتصاعد وتيرة الأحداث وتحولها إلى أعمال فوضى وشغب أعلنت موسكو وحلفائها إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان من منظمة معاهدة الأمن الجماعي لفترة محدودة.
لماذا نهضت روسيا إلى كازاخستان؟
شبكة cnn الأمريكية نشرت تحليل لها توضح فيه أن روسيا سارعت إلى حماية قاعدتها الفضائية في كازاخستان، فروسيا تحتفظ هناك بقاعدة بايكونور الفضائية، التي تنطلق عبرها البعثات الفضائية الروسية المأهولة، إلى جانب تواجد عرقية روسية تمثل 20 في المئة من السكان، مايوحي بتكرار سيناريو مزاعم روسيا بالدفاع عن عرقياتها في الخارج كما حدث في شبه جزيرة القرم عام 2014، عندما نشرت موسكو قواتها في القرم معلنة ضمها لروسيا من أوكرانيا.
كما أن التدخل الروسي في كازخستان، يأتي بالتزامن مع تصاعد وتيرة التطورات العسكرية على الحدود الأوكرانية الروسية، فبوتين الرئيس الروسي، يحشد قوات ضخمة على حدود بلاده الغربية تجاه أوكرانيا، ما يعني أن الاحتجاجات في الجارة الجنوبية تشكل مصدر إلهاء غير مرحب به.
كازاختسان مخزن ثروات روسيا
استقلت كازاخستان عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفيتي الذي سلم رايته إلى جارتها الشمالية روسيا، لتستمر البلاد في تبعيتها للدب الروسي من خلال نور سلطان نزارباييف أول رئيس للبلاد، والرئيس السابق للحزب الشيوعي، ليسلم مقاليد السلطة إلى خلفه قاسم توكاييف، الرئيس الحالي، بعد انتخابات مشكوك في نزاهتها من قبل الدول الغربية
وتعد كازاخستان من أحد أكبر الدول عالميًا من حيث احتياطي المعادن والثروات المختلفة، فتبلغ مساحة البلاد 2،7 مليون كيلومتر مربع ما يجعلها في المرتبة التاسعة كأكبر دول العالم، وتتمتع كازاخستان بأكبر اقتصاد في آسيا الوسطى، وفقًا للبنك الدولي، تسبح كازخستان على بحر من الثروات الطبيعية إذ تعد الأولى عالميًا من حيث احتياطي الكوروم بنسبة تصل إلى 30%، والثانية عالميًا لإنتاج اليورانيوم إذ تتضمن 41% من الإنتاج العالمي.
وتمتلك كازاخستان ثالث أكبر احتياطي عالمي من الرصاص والمنجنيز بنسبة تصل إلى 25%، والرابعة عالميًا من احتياطي الزنك بنسبة 13%، وتمتلك البلاد المنبثقة من عباءة الاتحاد السوفيتي 30 مليار برميل نفط احتياطي أي ما يعادل 1.7% من الاحتياطي العالمي، واحتياطي غاز 80 تريليون قدم مكعبة، و26 مليار طن احتياطي فحم، ثروات كازاخستان الهائلة تثير أسئلة بشأن أسباب مسارعة بوتين إلى نشر قواته للحفاظ على أمن جارته الجنوبية كما قال، أم لضمان عدم إزالة الرئيس قاسم توكاييف، حليفه القوي في جارته العائمة على بحر من الثروات الطبيعية.