دار الإفتاء: جميع الألعاب التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع جائزة
قالت دار الإفتاء المصرية إنه ورد في السنة الشريفة ما يدل على جواز ممارسة أنواع معينة من الألعاب، كالرماية، والسباحة، وركوب الخيل، وغيرها، حيث قال النبي ﷺ: ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلىّ من أن تركبوا، وكل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته، فإنهن من الحق.
وتابعت الإفتاء من خلال منشور عبر الحساب الرسمي على فيسبوك أن هذا الجواز لا يقتصر على اللعب فيما وردت فيه النصوص الشرعية، بل يتعدى ذلك إلى كل لعب يعود على الفرد والمجتمع بالنفع كتنشيط الذهن وتقوية البدن، بشرط ألا يشغل النفس عن طاعة الله عز وجل كتأخير الصلاة عن وقتها ونحو ذلك، وألا يؤدي إلى فوات ما فيه مصلحة دنيوية مشروعة.
وفي سياق متصل قالت دار الإفتاء إنه لا يجوز شرعًا استخدام تقنية التزييف العميق Deep Fake لتلفيق مقاطع مرئية أو مسموعة للأشخاص، باستخدام الذكاء الاصطناعي لإظهارهم يفعلون أو يقولون شيئًا لم يفعلوه ولم يقولوه في الحقيقة؛ لأن في ذلك كذبًا وغشًا وإخبارًا بخلاف الواقع، وفي الحديث، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وهو نص قاطع صريح في تحريم الغش بكل صوره وأشكاله.
وتابعت الإفتاء أن الإسلام حث على الابتكار والاختراع وجعله ليس مقصودًا لذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غرض ما لذا أحاط الإسلام الابتكارات العلمية بسياج أخلاقي يقوم على أساس التقويم والإصلاح وعدم إلحاق الضرر بالنفس أو الإضرار بالغير، فمتى كان الشيء المخترع وسيلة لأمر مشروع أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمر منهى عنه أخذ حكمه أيضًا.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن اختلاق هذه المقاطع بهذه التقنية فيه قصد الإضرار بالغير، وهو أمر منهي عنه في حديث النبي صلى الله وعليه وآله وسلم: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، إضافة لما فيها من الترويع والتهديد لحياة الناس، والشريعة الإسلامية جعلت حفظ الحياة من مقاصدها العظيمة وضرورياتها المهمة، حتى بالغت في النهي عن ترويع الغير ولو بما صورته المزاح والترفيه.