دقيقتان تسببتا في طلاقها.. القصة الكاملة لواقعة معلمة الدقهلية ضحية فيديو الرقص
مقطع فيديو مدته 1.55 ثانية، قلب حياة آية يوسف، مُعلمة لغة عربية بمحافظة الدقهلية، رأسًا على عقب، وتسبب في فقدانها وظيفتها التي ما دام حلمت بالتعيين بها على مدار 3 سنوات، وانهيار حياتها الأسرية بعدما طلقها زوجها.
تداول فيديو لرقص معلمة بالدقهلية
أظهر الفيديو المُعلمة وهي تشارك مجموعة من زملائها الرقص على متن مركب، خلال رحلة أسرية خاصة نظمتها نقابة المُعلمين لمحافظة القاهرة، للترفيه والابتعاد عن ضغط العمل.
على مدار 3 أيام، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو بكثافة، وما زال متصدرًا التريند حتى الآن، لكنه أثار موجة من الجدل حول تصرف المُعلمين، وانقسمت التعليقات ما بين مؤيد ومعارض.
بدأت الواقعة في 10 ديسمبر الماضي، بتنظيم نقابة مُعلمي أول المنصورة رحلة لمدينة القاهرة، تضمنت في برنامجها زيارة الأهرامات، ورحلة نيلية، وذلك بمشاركة 150 فردًا من المُعلمين وأسرهم.
معلمة الدقهلية تعلن طلاقها: بيتي اتخرب
وأثناء الرحلة شاركت إحدى المُعلمات الرقص مع زملائها، وقام أحد الأشخاص الموجودين بالتقاط مقاطع فيديو لها، ثم أرسله لمديرية التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية، وتقديم شكوى ضد كل من ظهر في الفيديو، كما بثه على مواقع التواصل الاجتماعي.
فتحت المديرية تحقيقًا مع 5 مُعلمين، ليس من بينهم المُعلمة، كونها تعمل بالتطوع دون أجر وغير مقيدة على قوة العاملين بالمديرية، وتقرر إحالة الواقعة للنيابة الإدارية.
وفي تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أكدت المُعلمة أنه تقرر مجازاتها ونقلها لمدرسة تبعد عن منزلها 30 كيلو، لكنها رفضت لاستحالة ترك أبنائها الصغار، واضطرت للتنازل عن وظيفتها.
وأكدت أنها كانت تعمل دون أجر لمدة 3 سنوات، وما إن أدرجت وزارة التربية والتعليم اسمها ضمن من سيتم تعيينهم بالحصة، تم تسريب الفيديوهات لإبعادها عن العمل، وتشويه صورتها وسمعتها، مشيرة إلى أن زوجها طلقها بعد تداول الفيديوهات، وحدثت خلافات مع أسرتها، كما أصيبت بحالة اكتئاب شديدة جراء ما تعرضت له من إهانات وسباب نالت منها ومن حياتها.
وأكدت المُعلمة أنها لن تترك حقها، وستحرر محضرًا ضد من صوَّرها دون علمها، وسرب الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدة وزير التربية والتعليم مجازاته ورد حقها.
ونالت تلك القضية اهتمامًا كبيرًا من قبل أصحاب الفتوى والفنانين، والذين بادروا لكتابة منشورات دعم لمُعلمة الدقهلية، مطالبين بضبط مصور الفيديو، لانتهاكه حُرمة حياتها خلال رحلة مع أصدقائها بعيدًا عن مهام عملها.
وعلق الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال مداخلة تليفزيونية، قائلا: الدين حثنا على احترام الخصوصيات، ونذكر أن الرسول عاب على شخص لما دخل بعض الأماكن يظن بها أنه يشرب الخمر، وبدون استئذان، وأنه له حقه، فاختراق الخصوصيات محرم.
وأضاف: التصوير والنشر، بصرف النظر عن الأخطاء، واستخدامه ونشره، ليس من حقه، ويحرم عليه أن يفعل ذلك، لا أن ينصب نفسه مقومًا على سلوك الناس.
كما قال الشيخ مبروك عطية، إن رقص المعلمين تصرف مهين لمهنتهم وغير مقبول، لكنه استنكر بشكل أكبر تصرف الزملاء المحيطين بهم، ممن قاموا بالتصوير ونشر الفيديوهات بهذا الشكل، مؤكدًا أن القائم على التصوير والنشر هو المذنب والمجرم الحقيقي في الواقعة.
ودعمت سمية الخشاب، مُعلمة الدقهلية عبر تغريدة على موقع تويتر، قائلة: لو كل إنسان اتلهى في نفسه والله هننهض، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي صورها وخرب بيتها، اشتغلوا بنفسكوا بقى كلكم عيوب والله، الدين مين اللي نزله؟ ربنا ولا البني آدمين؟ ربنا يبقى اللي يحاسب، ربنا مش شوية بني آدمين كلهم غلط وعيوب، صلحوا من نفسكم بدل ما تؤذوا الناس وتخربوا بيوتهم.
وأضافت عبر تويتة أخرى لها قائلة: وأعتقد والله أعلم أن اللي صورها إما واحدة حاقدة وغيرانة منها، أو واحد مريض ونيته سودة، وبرضه غيران منها، لو كل واحد يخليه في حاله ويسلك حياتنا ستتغير للأفضل، فعلا الجهل كارثة كبيرة.