هنا المعامل المركزية.. القاهرة 24 يكشف كيف تم اكتشاف أوميكرون في مصر | معايشة
مع ظهور فيروس كورونا في مصر، لم يُخيل للعاملين بالمعامل المركزية حجم الضغط النفسي والتدافع الجماهيري لإجراء الفحوصات لآلاف المواطنين في اليوم الواحد، علاوة على ضرورة التزود بأحدث الأجهزة والخبرات المعرفية لرصد الفيروس ومتحوراته بدقة وكفاءة عالية، ومع تغير التسلسل الجيني للفيروس بشكل مستمر، أضافت إلى صيدهم خبرات مكنتهم بالتعامل مع ظهور حالات متحور أوميكرون في مصر دون رهبة.
هنا بالمعامل المركزية وتحديدا داخل وحدة الفيروسات، رصد القاهرة 24 في معايشة المراحل التي مرت بها عينات مصابي أوميكرون، وقبل الدخول انتابنا شعور بالخوف والقلق من احتمالية الإصابة بعدوى، لكنه يتلاشى حال اتباع التعليمات والإجراءات الوقائية، من “التعقيم بشكل جيد، وارتداء المهام القفازات والكمامة وبذلة الوقاية”.
اتباع تلك الإجراءات ليس للحماية من العدوى فقط، بل حرصا كذلك على منع نقل الملوثات إلى الغرفة، الأمر الذي يؤثر على نتائج العينات في الفحص.
الحصول على أحدث أجهزة لفحص كورونا في مصر
كان في استقبالنا الدكتورة أمل نجيب، مديرة وحدة الفيروسات بالمعامل المركزية، والتي أكدت على أهمية دور هذه الوحدة خلال الجائحة في الرصد والمتابعة المستمرة لانتشار فيروس كورونا وظهور أي متحور جديد.
وكشف الدكتورة أمل نجيب، عن تزود الوحدة خلال الجائحة بأحدث الأجهزة والكواشف لفحص فيروس كورونا، وتتبعت التحورات التي تصيبه، من خلال جهاز الـ PCR وجهاز التسلسل الجيني.
وأضافت مديرة وحدة الفيروسات، عن جانب إيجابي استفادت منه الوحدة خلال عامي كورونا، والذي تمثل في الحصول على أحدث الأجهزة في شكل منح مجانية، والحصول على منح للباحثين بالخارج، في إطار دعم الوحدات المعملية وتطويرها للحد من انتشار الفيروس.
تجهيز العينات للفحص
بعد ذلك اصطحبنا الدكتور عامر السيد، أخصائي معامل التحاليل الطبية بالمعامل المركزية لوزارة الصحة، إلى غرفة البيولوجيا الجزيئية، والتي تم فيها إجراء اختبار الـ PCR.
من داخل غرفة البيولوجيا الجزيئية، تبدأ عملية الفحص لجميع الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية أبرزها كورونا، من خلال مجموعة من الخطوات التي تستغرق نحو 3.5 إلى 4 ساعات، للحصول فقط على نتيجة مفادها أن العينة مصابة بالفيروس أم لا.
وأوضح الدكتور عامر السيد، أنه يتم استقبال العينات من مستشفيات العزل والحميات والحجر الصحي بالمطارات والنوافذ البرية والبحرية، لإجراء اختبارات فحص فيروس كورونا الـ PCR، وإجراء اختبار التسلسل الجيني للعينات القادمة من الخارج، للتأكد من إصابتها بمتحور أوميكرون أم لا.
وأضاف عامر، أنه تم استقبال عينات المصابين الثلاث للمتحور أوميكرون، وبدأت عملية الفحص باستخلاص الحامض النووي للفيروس من العينة، من خلال أحدث الأجهزة التكنولوجية في هذا المجال ذات الطاقات الاستيعابية المختلفة، مشيرا إلى وجود أجهزة يمكنها استخلاص الحامض النووي لـ 100 عينة في وقت واحد خلال ساعة، وأخرى تستوعب 12 عينة فقط.
وتابع أخصائي معامل التحاليل الطبية، أن عملية الاستخلاص تبدأ بجهيز العينات، عبر وضع محاليل ومواد كيميائية خاصة تسمى كواشف، تمكن الجهاز من تكسير الخلية واستخلاص الحمض النووي لفيروس كورونا.
وأشار إلى أن لكل فيروس محاليله الخاصة للكشف عنه واستخلاص الحامض النووي له، لذا يجب قبل إجراء الاختبار إيضاح المرض المراد الكشف عنه لاختيار المحلول المناسب.
يتم تجهيز العينات ووضعها في أطباق التحاليل في غرفة زجاجية صغيرة، تسمى كابينة الأمان الحيوي، تعمل على توفير الحماية للعينات والكواشف من أي تلوث أو خطر يمكن أن يحدث يؤثر على العينة ونتائجها.
استخلاص الحامض النووي لـ فيروس كورونا
بعدما ينتهي عامر السيد من تجهيز العينات، يضعها في جهاز يعمل على استخلاص الحماض النووي للفيروس من العينة.
وأوضح عامر، أن الجهاز يعمل على تكسير الخلية من خلال محاليل خاصة للحصول على الحامض النووي للفيروس، ثم تحميله على مواد كيميائية لها خاصية مغناطيسية، وبعد ذلك يتم تنقيته في أطباق عينات أخرى، وفي النهاية يتم وضع الحمض النووي في مادة كيميائية حتى يتم نقلها إلى جهاز آخر لقراءة البيانات التي يحملها الحمض وتحديد إيجابية أو سلبية العينة من الفيروس.
وأشار إلى وجود أجهزة أحدث لها القدرة على إجراء جميع المراحل السابقة من تجهيز العينة وفحصها واستخراج النتيجة في ساعة.
ولضمان عدم اختلاط عينة محل أخرى، أكد الدكتور عامر، على وجود ملصق بار كود بكل أنبوبة يحمل بيانات صاحبها منعا لحدوث خطأ، كما أنه يتم وضع العينات بترتيب معين خلال عملية التجهيز لمنع تداخل أو حصول شخص على نتيجة آخر.
اختبار الكشف أوميكرون
بعد صدور النتيجة وثبوت إيجابية العينة ينتهي دور الدكتور عامر السيد، أخصائي معامل التحاليل الطبية، لتنتقل بعد ذلك العينات إلى الدكتور وائل حامد، مدير وحدة العزل الفيروسي بالمعامل المركزية، ليعمل على تحديد نوع المتحور من خلال اختبار التسلسل الجيني.
هنا في وحدة العزل الفيروسي، استقبل الدكتور وائل رشدي، عينات المصابين الثلاث بمتحور أوميكرون ضمن مجموعة من 96 عينة كورونا، من بينها 40 عينية مشتبه إصابتها بالمتحور الجديد كانوا قادمين من الخارج.
وأوضح وائل رشدي، أنه يتم تجهيز العينات بالكواشف والمحاليل اللازمة ليتمكن الجهاز من تفكيك الحمض النووي المستخلص للفيروس وقراءته، وإعطاء تسلسل الجيني الخاص به.
وتباع، أن الجهاز يستغرق ما بين 15 ساعة إلى 2 يوم لاستخلاص نتائج الفحص للحامض النووي، والتي تظهر في صور بيانات خام، يتم تحمليها على برامج حاسوب خاص، لتحليلها من خلال مطابقتها بالجينوم الخاص بالنسخة الأساسية من الفيروس وكذا مع المتحورات المطروح على البنك الجيني.
وأضاف مدير وحدة العزل الفيروسي، أنه في حال عدم تطابقها مع الفيروس الأصلي أو أحد متحوراته المتوصل إليها، يتم مقارنتها بالنسخة الأساسية، للوقوف على مواضع التغيرات الجديدة، وبذلك يمكن القول إن هناك متحور جديد.
أكد وائل رشدي، على ضرورة تحلي العاملين على هذا الجهاز بالتأهيل والتدريب الجيد على تحديد آليات فحص مخصصة لكل فيروس ومرض، لذا خضع عدد كبير من الباحثين لمنح تدريبية بأمريكا وفرنسا في هذا المجال.
في النهاية يجب الإشارة إلى أنه يتم الاحتفاظ بالعديد من العينات لكل متحور في ثلاجات تحت درجات حرارة مخفضة جدا تصل إلى (70-) درجة مئوية، من بينها عينات المصابين الثلاث بأميكرون، لإمكانية استخدامها في إجراء دراسات وأبحاث علمية.