روسيا تهدد بنشر صواريخ نووية في أوروبا وواشنطن تلوح بالعقوبات.. ماذا حدث بجينيف؟
أنهت كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو من جهة وروسيا من جهة أخرى، يومًا من المفاوضات التي يترقبها العالم بشأن التطورات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية، وسط تباين في الآراء بين الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين والروس، إذ يصف البعض المُفاوضات بأنها مفيدة ومهنية للغاية، فيما يصفها البعض الآخر، بأنها لم تصل إلى تقدم بشان الأزمة بين الطرفين.
مُفاوضات جنيف؛ التي امتدت إلى أكثر من 8 ساعات من النقاش بين الطرفين؛ لم تصل إلى تقدم نحو حل الخلافات الأساسية، إذ قضى الجانبان ساعات طويلة لعرض وجهات نظرهما بشأن الوضع في أوكرانيا التي يحيطها من 3 جهات ما يقرب من 100 ألف جندي روسي، استعدادًا لغزو البلاد في أي وقت بإشارة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب ممثلي الجانبين، نقلا عن صحيفة الجارديان البريطانية.
مناقشات 8 ساعات
ويندي شيرمان، نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية، ورئيسة وفد بلادها في المحادثات، علقت بأن بلادها أجرت مُناقشات وتبادلات مُفيدة؛ من شأنها أن تساعد في تحديد الطريق بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القيود المُتبادلة على التدريبات العسكرية ونشر الصواريخ تمت مُناقشتها، لكن واشنطن استبعدت ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو أبدًا، موضحة أن القرار هو حق سيادي للبلاد..
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن المُحادثات كانت مُرهقة وصعبة وملموسة دون مُحاولات تجميل أو تلطيف الزوايا الحادة، مشيرًا إلى أن بلاده تركت انطباعًا بأن الجانب الأمريكي؛ تعامل مع المقترحات الروسية بجدية بالغة، ودرسها بعمق.
وأقر نائب وزير الخارجية الروسي، بأن المحادثات ليست ميؤوسًا منها، فيما لم تحرز موسكو أي تقدم في تحقيق أهدافها الرئيسية؛ التي وضعها الكرملين في شروطه المعلنة ديسمبر الماضي.
في الوقت ذاته، صرح رئيس الوفد الروسي في مفاوضات جنيف، ريابكوف، بأن تعهد الناتو بعدم التوسع أكثر، والحد من نشر الأسلحة في الدول المتاخمة للحدود الروسية؛ مُتطلبات لا يمكن لموسكو التراجع عنها.
استئناف الاجتماعات
أشارت التقارير صادرة من وزارتي الخارجية الأمريكية والروسية إلى أن الطرفين اتفقا على استئناف الاجتماعات غدًا الأربعاء، في العاصمة البلجيكية بروكسيل، في حين أفاد نائب وزير خارجية روسيا بأن الجانبين واصلا الخلاف بشأن جدول أعمال المحادثات المستقبلية، بينما سعت الولايات المتحدة إلى التركيز على قضايا الحد من الأسلحة الفنية.
الخارجية الروسية وصفت تلك الملفات، بأنها مصدر قلق ثانوي، مقارنة بالمطلب الشائك للحد من وجود الناتو في وسط وشرق أوروبا.
وردًا على تصريحات الممثل الروسي، لفتت رئيسة وفد واشنطن في محادثات روسيا وأمريكا، إلى أن موسكو يُمكنها إثبات أنها ليس لديها نية للغزو داخل الأراضي الأوكرانية، عن طريق وقف التصعيد، وإعادة القوات إلى الثكنات.
وأشارت إلى أن الدب الروسي أمامه خيار صعب إذا ابتعدت روسيا عن المسار الدبلوماسي، مُكررة التهديد الأمريكي بفرض عقوبات غير مسبوقة في حالة غزو أوكرانيا.
وتزامنًا مع المُفاوضات الجارية بين الطرفين؛ حشدت روسيا؛ قُواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وطالبت حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، باستبعاد قبول كييف ضمن الاتحاد الأوروبي أو التوسع في ما تعتبره موسكو حديقتها الخلفية.
روسيا تهدد بالنووي مجددًا
نائب وزير خارجية روسيا، ورئيس وفد بلاده في المفاوضات، أدلى بتصريحات جديدة بشان المفاوضات، مشيرًا إلى أن بلاده بحاجة إلى رؤية تحرك من قبل الناتو أولا، ممهدًا بأن الفشل في توفير ذلك؛ سيكون خطئا من شأنه أن يضر بأمن الناتو، وأن روسيا في ذلك الوقت سترد بطريقة وصفها بالعسكرية التقنية، إذا انهارت المحادثات - في إشارة مُحتملة إلى إعادة نشر صواريخ نووية متوسطة المدى في أوروبا، وذلك بعد أسابيع قليلة من إشارته إلى ذلك في ديسمبر الماضي، إذا رفض الغرب الرد.
في هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، عدم توقع بلاده انفراجة مع الجانب الروسي في أي من الاجتماعين، لكن واشنطن وموسكو ستتواصلان بعدهما لاستكشاف الطريق إلى الأمام.